انعقدت صبيحة أمس بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بسوسة ندوة الإطارات الجهوية التي أشرف عليها السيد «سمير الشفي» الأمين العام المساعد للإتحاد وحضر لدعمها عدد هام من نشطاء المجتمع المدني والسياسي . و في افتتاح الندوة بين السيد «مصطفى مطاوع» الكاتب العام الجهوي أن الاجتماع ينعقد في ظرف غير مطمئن بالمرة وأكد أن الاختلاف مطلوب للدفاع عن مصلحة البلاد وتحقيق أهداف الثورة وأبرز أن الساحة السياسية اليوم تحتوي على مجموعات تعمل على تخويف وتركيع الشعب التونسي ، ومن جهة أخرى أكد أن الشعب التونسي مسلم وأن الإسلام بالنسبة للإتحاد خط أحمر لا يمكن تجاوزه تحت أي مسوغ، وأعرب عن عميق أسفه لتواصل ظاهرة توظيف المساجد واستغلالها لأغراض سياسية وأدان صمت الحكومة على تحول بعض المساجد إلى محاكم تقضي بإعدام المواطنين. كما أكد على حق المنظمة الشغيلة في تفعيل المفاوضات الاجتماعية بعد موجة غلاء المعيشة التي أدت إلى تدهور القدرة الشرائية للمواطن وختم كلمته بالإشارة إلى أن العمل النقابي في القطاع الخاص بات مهددا وأن عديد النقابيات مهددات بالطرد التعسفي . أما السيد «سمير الشفي» الأمين العام المساعد فقد أكد أن هذا الاجتماع جاء نتيجة توصية من الهيئة الإدارية الوطنية وهي مبادرة جديدة من القيادة للتواصل والتفاعل مع القواعد واعتبر أن المرحلة صعبة باعتبار ما يعانيه المتعاطون مع الشأن النقابي والاجتماعي من إقصاء وتشكيك وتخوين وقال «ان رسالة أولى وصلت في شهر فيفري الماضي عند إضراب البلديين حيث تم الاعتداء على مقرات الإتحاد بالقمامة والزبالة وقد أدركنا حينها ومنذ اللحظة الأولى معاني هذه الرسالة وأهدافها». «أما الرسالة الثانية فقد تلقيناها من خلال أزمة المفاوضات الاجتماعية حيث قابلت الحكومة تذمّر الإتحاد من غلاء الأسعار وتدهور القدرة الشرائية لمنظوريه بالدعوة إلى سنة بيضاء ولكن وبإصرار الإتحاد على مواقفه المبدئية تراجعت الحكومة عن ذلك بل وأنكرت ما صرحت به بشأن السنة البيضاء». «أما الرسالة الثالثة والأخيرة فقد وصلتنا من مدينة جندوبة وتحت جنح الظلام الحالك حيث تسللت مجموعة وقذفت مقر المنظمة بالزجاجات الحارقة في عملية تعكس مستوى هؤلاء المجرمين وموقفهم من المنظمة». و في الختام أكد السيد «سمير الشفي» أن الإتحاد لم ينخرط في العمل الحزبي ولكنه كان ولا يزال خيطا من خيوط العمل الوطني الجامع في البلاد وأعلن أن الإتحاد يعتقد أن البلاد تحتاج لمبادرة وطنية ومن هذا المنطلق فإن المكتب التنفيذي أعد مبادرة سيعرضها غدا على نشطاء المجتمع المدني والسياسي والإعلاميين ، مبادرة تقول لجميع الفرقاء السياسيين «إن تونس تحتاج منكم أكثر من ذلك». هذا ويذكر أن مداخلة السيد «سمير الشفي» كانت مطولة جدا مما اضطر عددا هاما من الحضور إلى مغادرة القاعة في حين قاطعه البعض وطلب منه الاختصار حتى يتمكن الجميع من أخذ الكلمة مما تسبب في مناوشات وانتهى الاجتماع دون اعطاء الكلمة للحضور الشيء الذي أثار غضب عدد هام منهم وقد صرح السيد «علي عبد اللطيف» عضو النقابة الأساسية للصحة ل «التونسية» أنه منع من أخذ كلمة وكان يود أن يبلغ رأيه من خلالها لقيادة الإتحاد حيث كان يود أن يوصي بضرورة التمسك باستقلاله وعدم الزج به ذات اليمين أو اليسار أو احتوائه من أي طرف كان كما يود تذكير النقابيين وقياداتهم بالانتهاكات التي تعرض لها الإتحاد في حكومة الغنوشي من خلال محاولة أصحاب النزل الاعتداء على المقر الجهوي للشغل بسوسة.