أصبحت ظاهرة المباني المهملة في جهة الوطن القبلي منتشرة بكثرة في عدة مناطق من هذه الربوع، ويعود ذلك ربما إلى طبيعة الجهة التي استوطنها الكثير من المعمرين الفرنسيين والإيطاليين قبل وأثناء الحقبة الاستعمارية التي عرفتها بلادنا، وبالتالي فإن أغلب البنايات المتواجدة حاليا في شكل مبان عادية وقصور بقيت وللأسف غير مستغلة رغم صلابتها، فطالها الإهمال بالكامل. ولسائل أن يسأل، لماذا يحدث كل ذلك والحال أن كل بناية جديدة تتكلف على الدولة باهظا ؟ أ لم يكن من الأجدر صيانة هذه البنايات أو على الأقل بعضها الذي ما يزال متماسكا ومن ثمة إعادة استغلالها من جديد ؟ نطرح هذا السؤال بعد الثورة بالتحديد في الوقت الذي تباشر فيه مصالح وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية عمليات إحصاء ومعاينة لأملاك الدولة من عقارات فلاحية وبنايات راجعة لها لغاية توظيفها من جديد خدمة لأغراض تنموية. ونأمل أن تعاين هذه المصالح تلك البنايات والتي توجد غالبيتها وسط ضيعات فلاحية إما تابعة للدولة أو تابعة لشركات الإحياء والتنمية الفلاحية والعمل على توفير الامكانيات المادية لصيانتها ومن ثمة إعادة استغلالها كمخازن أو مقرات إدارية وغيرها وبذلك تكون الدولة قد وفرت لنفسها رصيدا من العقارات المبنية تحتاجه بكل تأكيد في برامج إعادة هيكلة الأراضي الفلاحية وتجهيزها بمختلف المرافق الأساسية بما فيها البنايات الخاصة بالتسيير والسكنى.