أشرف يوم أمس السيد المنجي مرزوق وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال بمدينة العلوم على افتتاح أشغال ملتقى الحقول الكهرومغناطيسية والصحة والسلامة والمواطنة التي نظمته الجمعية التونسية لتقنيات الاتصال حول مخاطر إشعاعات الهاتف الجوال على صحة المواطن وطرق التوقي منها. وعرج وزير تكنولوجيا المعلومات و الاتصال في الكلمة التي ألقاها عند افتتاحه هذا الملتقى إلى تزايد مستويات المجالات الكهرومغناطيسية الناجمة عن تنامي نشاط الاعتماد على الطرق السيارة للمعلومات و الشبكات الاتصالية المتطورة وما تخلفه من تأثيرات الإشعاعات على الرغم من انعدام بحوث علمية تثبت بصفة قطعية سلبيات هذه التأثيرات على صحة الإنسان. كما أوضح السيد منجي مرزوق أنه خلافا للاعتقاد السائد بأن الهاتف الجوال ومحطاته تعد المصدر الرئيسي للإشعاعات فإن المصادر الصناعية أصبحت تشكل الجزء الأهم التي تأتي منه الإشعاعات على غرار البث الاذاعي وأجهزة الإرسال التلفزيوني حيث يعتبر الإشعاع الصادر عنها الأكثر انتشارا في معظم المدن. تونس واحترام المعايير الدولية وقال وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصال أنه من منطلق تجنب الانعكاسات المحتملة للإشعاعات الصادرة عن هذه المحطات، اتخذت الدولة التونسية جملة من التدابير الوقائية تتمثل في احترام المستويات المرجعية القصوى لتعرض العموم للإشعاعات الراديوية الصادرة عن محطات الهاتف الجوال وعدم توجيه الإشعاع الرئيسي للهوائيات في اتجاه المؤسسات التربوية ورياض الأطفال والمؤسسات الاستشفائية على أقل من 100 متر وذلك استنادا للتوصيات الصادرة في هذا الشأن من طرف المنظمة العالمية للصحة بالإضافة إلى إلزام المشغلين المنتصبين في تونس بالقيام بدراسة حول تأثير شبكات الاتصالات واستغلالها على سلامة المحيط. وأضاف أنه منذ سنة 2001 وقع إحداث لجنة فنية لدراسة مؤثرات الإشعاعات على الصحة. بحوث ونصائح الاستعمال ومن جهته أشاد السيد محمد خضر رئيس الجمعية التونسية لتقنيات الاتصال باحترام تونس للمعايير الدولية في هذا المجال إلى جانب تطبيق النصائح الصادرة عن المنظمة العالمية للصحة. وأضاف أنه الى جانب كل هذه الإجراءات تقوم الوكالة الوطنية للترددات دوريا بدراسات للتثبت من مواقع الهوائيات الخاصة بالهاتف الجوال مشيرا إلى أن جملة الأماكن التي توضع فيها هذه الهوائيات مطابقة للمواصفات الدولية. كما أشار إلى أهمية دور المستهلك في حماية نفسه من مخاطر هذه الاشعاعات باتخاذه اجراءات وقائية من قبيل استعمال سماعات الأذن عند القيام بالمكالمات خاصة تلك التي تتجاوز 5 دقائق. وقال إن الجمعية التونسية لتقنيات الاتصال تهدف من خلال هذا الملتقى التي نظمته بمناسبة احتفالها بعيد ميلادها الأول إلى إبراز أهمية التكوين والتعليم لتدعيم النسيج المعرفي والتوظيف الافضل للموارد البشرية والمعنوية وتأهيل كفاءات لديها القدرة على الابتكار والتجديد وإيجاد الحلول المناسبة لكل الاشكاليات الناجمة عن الاستعمال المكثف لتكنولوجيات الاتصال.