تونس الصباح: في إطار تشخيص التأثيرات الصحية المحتملة المترتبة عن مصادر الإشعاعات الكهرومغناطيسية بادرت وزارة البيئة والتنمية المستديمة بإعداد دراسة حول التصرف في المخاطر البيئية والصحية للإشعاعات الصادرة عن خطوط الضغط العالي وشبكات الهاتف الجوال. وفي هذا الصدد علمنا أن الدراسة احتوت على جرد لمحطات الهاتف الجوال وخطوط الضغط العالي بكامل تراب الجمهورية وعلى ترتيب هذه المنشئات حسب المواصفات ذات العلاقة. كما تم تقييم الانعكاسات المحتملة على تلك المنشئات على الصحة والبيئة واقتراح مخطط عمل يرمي إلى تعزيز الإطارين التشريعي والمؤسساتي وضبط الشروط الفنية الكفيلة بحماية الصحة والبيئة من المخاطر المحتملة للإشعاعات الصادرة عن محطات الهاتف الجوال وخطوط الضغط العالي. وأدت هذه الدراسة على انجاز قاعدتي معطيات أولها قاعدة معلومات جغرافية تتضمن كل الإحداثات الجغرافية لجميع المحطات التي تصدر عنها ترددات كهرومغناطيسية سواء منها محطات شبكات الهاتف الجوال أو محطات الإرسال التلفزي والإذاعي وكذلك مختلف منشئات الضغط العالي للكهرباء وبالتالي تتضمن القاعدة الجغرافية جردا مدققا لمختلف المنشئات التي تصدر عنها إشعاعات في البلاد التونسية.. وتسمح هذه القاعدة بالتحصيل الآني على كل المعلومات الممكنة حول هذه المنشئات. وتتمثل قاعدة البيانات الثانية في حصر معطيات تحتوي على نتائج الدراسات العلمية المعترف بها على الصعيد الدولي في مجال تقييم مخاطر الإشعاعات الكهرومغناطيسة على الصحة والبيئة.. كما تم بمقتضى الدراسة إعداد مشروع مخطط عمل يحدد المواصفات والشروط الفنية الكفيلة بالتوقي من مخاطر الإشعاعات الصادرة عن محطات الهاتف الجوال وخطوط الضغط العالي للكهرباء وحماية الصحة والبيئة منها ومتابعة المراحل التي تمر بها عمليات تركيز ومراقبة وصيانة المنشئات ومسؤولية الأطراف المتدخلة. مخاطر يذكر أن الإشعاعات الكهرومغناطيسية تتكون من اجتماع الإشعاعات الكهربائية والإشعاعات المغناطيسية.. وفي بحث أعده معهد الصحة والسلامة المهنية في هذا الشأن تم التأكيد على أن المنظمة العالمية للصحة لم تؤكد بعد وجود علاقة سببية بين الاضطرابات الصحية التي تظهر على الجهاز العصبي أو جهاز المناعة أو الجلدة وبين الإشعاعات الكهرومغناطيسية المنبعثة من هوائيات الهاتف الجوال وأجهزة الاتصال على أنه وقعت ملاحظة تأثيرات صحية متفاوتة لدى الأشخاص الحاملين لمنبهات القلب والأجهزة المضادة للاختلاج القلبي.. وفي هذا الشأن يستحسن بالنسبة للأشخاص المستعملين لمنبهات القلب والأجهزة المضادة للاختلاج القلبي ترك جهاز الهاتف الجوال على بعد 15 صم من هذه الوسائل وبالنسبة للأشخاص العاديين يحبذ استعمال الجوال في الأماكن عالية الضغط فكلما كانت تغطية المنطقة التي يوجدون فيها بشبكة الهاتف الجوال جيدة كلما كان الأمر أفضل. كما يستحسن وضع الهاتف الجوال بعيدا عن الوجه عند الشروع في إجراء المكالمة وقبل سماع صوت المخاطب إضافة إلى التخفيض قدر الإمكان في مدتها ويستحسن وضع الهاتف الجوال ليلا في غرفة بعيدة عن غرفة النوم وإبعاده قدر الإمكان على الأطفال والرضع وعدم حمله في الملابس ووضعه في حقيبة بعيدة عن الجسد.