تتجه أنظار الشارع الرياضي في تونس عشية الغد صوب أولمبي سوسة الذي سيحتضن قمة لقاءات الجولة الثالثة والعشرين من بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم والذي سيكون مسرحا لمباراة النجم الساحلي والترجي الرايضي في كلاسيكو البطولة الذي طالما عودنا على مواجهات في غاية التنافس والندية الكبيرة رغم تذبذب نتائج الفريقين . كلاسيكو هذا الموسم وان حاد عن عادته بسبب تراجع نتائج فريق جوهرة الساحل وترك مكانه لفائدة النادي البنزرتي فإن ذلك لن يغير شيئا من قيمة الفوز في هذه المباراة خاصة إذا كان الطرفان يحملان الأسماء الترجي والنجم لعلاقة المنافسة وأهمية الرهان بين قطبي الكرة التونسية هذا فضلا عن الطابع الثأري الذي يطغى على هذه المواجهة . مدرب الترجي "نبيل معلول" يدرك جيدا قيمة الفوز بالنقاط الثلاث على منافس صعب المراس والفوز عليه في حد ذاته يعد تتويجا لجماهير "الأحمر والأصفر" في ظل تشديد الخناق والمنافسة الشرسة وسياسة الملاحقة التي ينتهجها الوصيف الحالي لشيخ الأندية التونسية ، النادي البنزرتي وفارق النقطة اليتيمة التي تفصل بينهما ما يجعل عرش الترجيين مهددا مع تأجيل التنفيذ . أمر آخر لا يقل أهمية عن سابقه ويتمثل في الطابع الثأري الذي تتسم به هذه المواجهة خاصة بالنسبة لمدرب الترجي الذي مازال تحت تأثير الهزيمة التي مني بها في أولمبي سوسة الموسم الماضي في أول مباراة له على رأس الترجي (5-1) والتي كانت بمثابة الزلزال المدوي الذي ضرب القلعة الحمراء والصفراء وأعطاها دافعا وحافزا معنويا كبيرا من أجل الإستفاقة والعودة إلى الطريق السوي توجب بحصول الفريق على الثلاثية التاريخية بعد تلك الخماسية . المدرب القديم الجديد للترجي ورغم نفيه في الندوة الصحفية الأخيرة التي تسبق تحول الفريق إلى سوسة أن يكون قد فكر في الثأر من مدرب النجم "منذر الكبير" معتبرا أن تلك الهزيمة في طي النسيان وصفحة من صفحات الماضي وأن الحاضر يتطلب منه النظر إلى المستقبل وعدم الإلتفات إلى الخلف إلا أن معلول لن يخف جانبا من رغبته في الثأر حين إعتبر أن الإنتصار على النجم يفتح المجال أمام الترجي نحو المضي قدما لتحقيق البطولة كالعادة مستندا على تلك الهزيمة وعلى ذلك السيناريو . في الطرف المقابل من هذه المواجهة ونعني به مدرب النجم الساحلي "منذر الكبير" العائد حديثا إلى فريق جوهرة الساحل يسعى من جهته إلى تأكيد تألقه أمام الترجي كيف لا وهو من صنع أعرض نتيجة في تاريخ مواجهات الفريقن ومساهما كبير فيها "الكبير" يكون أمام تحد جديد ورهان أكبر الأول يتمثل في الإطاحة بالترجي للمرة الثانية تحت قيادته أما الثاني وهو الأصعب في إعتقادنا إعادة سيناريو الموسم الماضي . "الكبير" و"معلول" يجتمعان في كونهما عادا إلى النجم والترجي في ظروف خاصة فالأول عاد بعد هروب "فوزي البنزرتي" إلى الخليج وحل الثاني بعد هتافات جماهير الترجي التي طالبت بعودته إلى حضيرة النادي لإنقاذ الفريق من شبح التنازل عن عرشه بسبب تدني النتائج والتراجع الرهيب في أداء الفريق تحت إمرة السويسري دي كاستال إلا أن هذا الكلاسيكو وخلافا للمواسم الماضي يأتي في وقت يمر فيه فريق الساحل بتذبذب كبير على مستوى النتائج فضلا عن زيغ النجم عن مداره الطبيعي (مركز الوصافة) نحو المرتبة الخامسة ويسعى في مباراة هذا الأحد على الأقل إلى رد الإعتبار لنفسه وهزم الترجي ولم لا إهداء كرسي العرش إلى النادي البنزرتي في الوقت الذي عجز فيه عن حجز مكان لنفسه في المقدمة . الترجي بدوره ليس في أفضل حالاته فالفريق عجز في آخر خمس جولات قبل أن يسعف نفسه في أعقاب الجوة الماضية ويستعيد نغمة الإنتصارات في أول مباراة رسمية تحت إشراف صاحب الثلاثية التاريخية الموسم الماضي "نبيل معلول" الذي سيضع نصب عينيه الموسم الماضي لكن بطريقة مغايرة ومخالفة لما جد بأولمبي سوسة لأن هزيمة ضد الفريق نفسه والمدرب ذلك قد "تحرج" معلول نسبيا وتضع سمعته التدربيبية في الميزان لأن جماهير الترجي التي ساندته الموسم الماضي بعد الهزيمة المدوية لن تقبل من جديد أن يهان فريقها .