جدّت صباح أمس وتحديدا في حدود الساعة الخامسة صباحا بمنطقة «المروج 1» بإقامة «نجمة» حادثة أليمة راحت ضحيتها أم تدعى «مريم العبيدي» من مواليد سنة 1978 التحقت مؤخرا بسلك القضاء بعد نجاحها في مناظرة الملحقين القضائيين وابنتها «ملاك» التي تبلغ من العمر 5 سنوات وطفلها «ماهر» الذي مازال رضيعا، يبلغ من العمر سنتين ونصف السنة. أما الأب الذي يعمل عدل تنفيذ فقد تحول بسيارته إلى منطقة بومهل وسكب على نفسه البنزين ثم أضرم النار في جسده . الحادثة أصبحت مدار حديث الجيران والمترددين على المقاهي وبائعي الخضر وباعة المواد الغذائية إذ بعثت فيهم الاستغراب والحيرة والتساؤل عن أسباب ارتكاب هذه الجريمة البشعة التي قضت على عائلة بأكملها. «التونسية» تحولت إلى مركز الأمن بالمروج 1 لمعرفة ملابسات الجريمة حيث اتصلنا أولا بمنطقة الأمن بالمروج 1 أين التقينا ممثل النيابة العمومية وقاضي التحقيق اللذين عاينا الحادثة مصرحين ل«التونسية» بأنه تم نقل الجثث الثلاث (الأم وطفليها) إلى مستشفى شارل نيكول للتشريح الطبي قصد معرفة أسباب الوفاة مضيفين أن ملابسات الجريمة مازالت غامضة ولا يمكن الإفصاح عنها الآن . أما بالنسبة لأعوان الأمن الذين كانوا متكتمين عن الحادثة فقد أفادوا بأنه من المرجح أن تكون جريمة قتل ستكشف الأبحاث عن أسبابها في وقت لاحق مضيفين أن الحادثة أثارت الخوف والرعب والحزن في صفوف متساكني المنطقة. وأكد إطار أمني أن فرقة مقاومة الإجرام بالقرجاني تعهدت بملف القضية بمقتضى إنابة عدلية من قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببن عروس. كما تحولت «التونسية» إلى مكان الحادثة وهو شقة تقع بأعلى طابق بعمارة «إقامة نجمة» التهمتها النار بأكملها وقضت على جدرانها وأثاثها تاركة آثار سواد قاتم. وأفادتنا جارة الهالكة بأنها استمعت في الصباح إلى وقوع أشياء غريبة أحدثت ضجيجا اتضح في ما بعد انه انهيار أجزاء من سقف الشقة مضيفة أنها أسرعت إلى مكان الحادث أين رأت زوج الهالكة بصدد المغادرة وهو يخاطب أم زوجته بالهاتف قائلا «بري طلّي على بنتك». وأشارت الجارة إلى أنها عند مشاهدتها للدخان أيقظت أحد جيرانها من نومه الذي قام بخلع الباب فيما قامت إحدى جاراتها بإعلام الأمن والحماية المدنية. وأضافت محدثتنا أنها رأت الهالكة تسبح في دمائها مفارقة للحياة وقد كانت منكمشة على نفسها محاذية للباب الخارجي للشقة مؤكدة أنها قد تكون حاولت فتح الباب للاستنجاد بجيرانها علّها تستطيع إنقاذ طفليها. وأضافت محدثتنا أن آثار خنق بدت على الهالكة إلى جانب 3 طعنات بسكين على مستوى جنبها. أما الطفلان فقد وجدا بغرفة النوم التي أغلقها الأب وهما متفحمان نتيجة التهام النار لجسديهما وقد وضعا في كيس بلاستيكي أسود ليتم نقلهما للمستشفى. وأفادنا الجيران أن العلاقة بين الهالكة وزوجها كانت طبيعية جدّا فضلا عن أنهما يتحليان بحسن السلوك والأخلاق العالية وبمحبة جيرانهما وسكان الحي. وقد وجه الجيران الاتهامات إلى الزوج الذي تم نقله إلى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس بعد أن أضرم النار في جسده . وفي هذا الإطار تحولت «التونسية» إلى المؤسسة الطبية المذكورة أين أفادنا أحد الأطباء أن حالة الزوج الصحية كانت سيئة جدّا وهي من أخطر وأعلى درجات الحروق وهو ما تسبب في وفاته في ساعة متاخرة من ليلة البارحة.