قال مبروك كورشيد محامي البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء القذافي في اتصال هاتفي ل«التونسية» به أنه تمّ تخدير موكله ليلة ترحيله من سجن المرناقية بعد أن تم عزله عن بقية المساجين من شخصيات وزارية في عهد بن علي ووضع ليلة السبت في زنزانة انفرادية. وأضاف كورشيد أن البغدادي حُقن بعديد الأدوية المهدئة والمخدّرة بعد تسريب إشاعة من إدارة السجن بأنه جُن وفقد مداركه العقلية. وأشار كورشيد إلى أن البغدادي المحمودي نقل بملابس النوم وأن «الجُبّة» التي كان يرتديها يوم ترحيله هي جُبّة نومه وهذا دليل قاطع على تخديره. وأكد محامي البغدادي أن موكله نُقل في طائرة عسكرية ليبية تابعة للحرس الليبي من مطار صفاقس وليس من مطار تونسقرطاج كما قالت الحكومة. واستغرب مبروك كورشيد كيف لرئيس دولة وقائد أعلى للقوات المسلّحة ألا يعلم بدخول طائرة عسكرية أجنبية الى دولة مستقلة وذات سيادة؟ وأضاف كورشيد أن البغدادي تعرّض الى عملية اختطاف وتحويل وجهة دون علمه أو مشورته. وأوضح أنه يشكك في أقوال الحكومة الليبية بأن موكّله بخير ولم يتعرّض للتعذيب مضيفا أنه يجهل مكان احتجازه ومنع من زيارته كما منعت عائلته وهذا دليل على أن البغدادي تعرّض للتعذيب ثم إن مصيره قد يسوء لأنه معرّض للإعدام. وأكد كورشيد أنه مستعد لزيارة البغدادي والدفاع عنه والذهاب الى ليبيا في حال وفرت له الحكومة التونسية الحماية اللازمة. واعتبر كورشيد أن عملية تسليم البغدادي جريمة دولة وحادثة خطيرة ستكون لها انعكاسات خطيرة على أمن تونس وصورتها الخارجية وخاصة على مكاسب الثورة. من جهة أخرى قال كورشيد أن موكّله كان يأمل في تدخل الرئيس الجزائري بوتفليقة لفائدته لمنع تسليمه الى الحكومة الليبية.