شبهة تلاعب بالتوجيه الجامعي: النيابة العمومية تتعهد بالملف والفرقة المركزية للعوينة تتولى التحقيق    عاجل: تسقيف أسعار البطاطا والسمك يدخل حيّز التنفيذ    وزير السياحة يعاين جهود دعم النظافة بجزيرة جربة ويتفقد موقعا مبرمجا لاقامة مدينة سياحية ببن قردان    الصولد الصيفي يبدا نهار 7: فرصة للشراء ومشاكل في التطبيق!    عاجل/ مقتل فنانة خنقا في عملية سطو على منزلها…    أول رد لحماس على طلب نتنياهو بشأن "غذاء" الرهائن..#خبر_عاجل    نشطاء إسرائيليون يعرقلون دخول المساعدات إلى غزة    ترامب: الغواصتان النوويتان اللتان أمرت بنشرهما تتموضعان في "المكان المناسب"    تونس تحرز المرتبة الثالثة في النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية بالجزائر ب141 ميدالية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/تنبيه: تيارات قوية وأمواج متقطعة..السباحة ممنوعة اليوم..    بشرى سارة: درجات الحرارة أقل من المعدلات العادية خلال العشرية الأولى من شهر أوت..#خبر_عاجل    مهرجان الحمامات الدولي 2025: "روبين بينيت" تغني للحب والأمل في عرض ينادي بإنسانية الإنسان    عرض "خمسون عاما من الحب" للفنانة الفرنسية "شانتال غويا" في مهرجان قرطاج الدولي    من بينها السبانخ.. 5 أطعمة قد تغنيك عن الفيتامينات..تعرف عليها..    حكايات تونسية ...«الماء إلّي ماشي للسدرة.. الزيتونة أولى بيه»    القناوية... فوائد مذهلة في ثمرة بسيطة... اكتشفها    كأس أفريقيا للمحليين... حلم الجزائر في 2025    فيما «البقلاوة» تثور على التحكيم ...الترجي يحرز «السوبر»    إعفاء كاتب عام بلدية مكثر    أخبار الحكومة    المنستير: دعوة إلى إحداث شبكة وطنية للإعلام الجهوي خلال ندوة علمية بمناسبة الذكرى 48 لتأسيس إذاعة المنستير    أماكن تزورها...بلاد الجريد حضارة وتراث وتقاليد    وسط تحذيرات من ضربة مفاجئة جديدة.. إيران ترفض وقف تخصيب اليورانيوم    أبو عبيدة.. مستعدون للتعامل مع الصليب الأحمر لإدخال الطعام والدواء لأسرى العدو ولكن بشرط    أيام قرطاج السينمائية تكرّم الراحل زياد الرّحباني في دورتها المقبلة    العهد مع جمهور الحمامات ...صابر الرباعي... يصنع الحدث    اعلام من باجة...سيدي بوسعيد الباجي    تاريخ الخيانات السياسية (35): المنتصر يقتل والده المتوكّل    يحدث في منظومة الربيع الصهيو أمريكي    مصب «الرحمة» المراقب بمنزل بوزلفة .. 130 عاملا يحتجون وهذه مطالبهم    الجوادي بطل العالم في 800 و1500 متر سباحة ... ميلاد أسطورة جديدة    وفاة كهل غرقا بشواطئ بنزرت    واقعة قبلة الساحل تنتهي بودّ: اتصال هاتفي يُنهي الخلاف بين راغب علامة والنقابة    تطاوين على خارطة السياحة الوطنية: إجراءات جديدة لدعم المشاريع والشركات الأهلية    منظمة الصحة العالمية تدعو إلى إدماج الرضاعة الطبيعية ضمن الاستراتيجيات الصحية الوطنية وإلى حظر بدائل حليب الأم    لماذا يجب أن ننتبه لكمية السكر في طعامنا اليومي؟    فاكهة بألف فائدة: لماذا يجب أن تجعل العنب جزء من غذائك اليومي؟    جرجيس: انتشال جثتين لطفلين غرقا بشاطئ حسي الجربي    هكذا سيكون الطقس هذه الليلة    مقترح قانون لإحداث بنك بريدي: نحو تعزيز الشمول المالي وتوفير خدمات مصرفية للفئات المهمشة    تنبيه للمواطنين: انقطاع واضطراب الماء بهذه المناطق..    سيدي بوزيد: تضرر المحاصيل الزراعية بسبب تساقط البرد    اعادة انتخاب عارف بلخيرية رئيسا جديدا للجامعة التونسية للرقبي للمدة النيابية 2025-2028    عاجل : نادي الوحدات الاردني يُنهي تعاقده مع المدرب قيس اليعقوبي    تواصل الحملة الأمنية المصرية على التيك توكرز.. القبض على بلوغر شهير يقدم نفسه كضابط سابق    بلاغ هام لوزارة التشغيل..#خبر_عاجل    عودة فنية مُفعمة بالحبّ والتصفيق: وليد التونسي يُلهب مسرح أوذنة الأثري بصوته وحنينه إلى جمهوره    بطولة العالم للسباحة: الأمريكية ليديكي تفوز بذهبية 800 م حرة    ''السوبر تونسي اليوم: وقتاش و فين ؟''    تقية: صادرات قطاع الصناعات التقليدية خلال سنة 2024 تجاوزت 160 مليون دينار    وزارة السياحة تحدث لجنة لتشخيص واقع القطاع السياحي بجرجيس    ما ثماش كسوف اليوم : تفاصيل تكشفها الناسا متفوتهاش !    نانسي عجرم تُشعل ركح قرطاج في سهرة أمام شبابيك مغلقة    الملك تشارلز يعرض مروحية الملكة إليزابيث للبيع    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    المعهد الوطني للرصد الجوي.. البحر قليل الاضطراب والسباحة ممكنة في النهار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" تونسيون في فخ "وكالات أسفار ونزل آخر زمان:بين عروض الأنترنات.. والواقع... مغالطات و...إهانات!!
نشر في التونسية يوم 02 - 07 - 2012

«ردئ»... «خدمات مخيبة للآمال... هناك الكثير من النمل والناموس»... «دورات مياه وأدواش معطبة»... مكيفات لا تعمل» ... «أنصحكم بعدم الذهاب فالطعام سيئ والغرف غير مريحة»... شعور بالملل والروتين... هذه عينة من تعاليق كثيرة قد يكتبها رواد النزل سواء كانوا من السياح أو التونسيين ممن إختاروا الإقامة بأحد الفنادق للإستجمام.
في البداية إعتقدنا أن هذه التعاليق وغيرها من الآراء تحمل الكثير من «المبالغة» وربما التجني وكنا سنكتفي بنقل البعض منها للوقوف على نقائص بعض النزل وتدني مستوى الخدمات بها خاصة انها لا تتعلق فقط بالسياحة الداخلية وانما طالت حتى السائح الأجنبي وهو ما يؤثر على صورة تونس بالخارج ... أردنا الوقوف على طبيعة الخدمات في بعض نزلنا ونقل «تفاصيل» إجازة صغيرة قد تعيشها عائلة تونسية إنطلاقا من عملية الحجز وصولا الى إختيار النزل ثم ظروف الإقامة وكل ما قد يرافق ذلك من مراحل «رحلة يعتقد انها سعيدة».
كان الإختيارعلى مدينة الحمامات بحكم قربها من العاصمة ونظرا لتعدد الفنادق بها وتنوع العرض ولكونها مدينة سياحية وقبلة للسياح والعائلات التونسية. إنطلقت عملية بحثنا عن نزل مناسب نقضي فيه الإجازة وكان «الإختيار» في البداية يتم بصفة عشوائية وحتى أرقام النزل تحصلنا عليها من رقم الخدمة 1200 ل «اتصالات تونس» وعند الإتصال كانت هناك مفاجأة في انتظارنا تتعلق بالأسعار التي كانت مشطة جدا إذ تراوحت بين 80 و170 دينارا للفرد الواحد طبعا حسب نوعية النزل وتصنيفه ونوع الإقامة التي سيختارها الحريف اي فطور الصباح فقط ام الفطور بلا عشاء أم الفطور والعشاء... وكلما اضفت خدمة كلما إرتفع الثمن ... وكان الإختيار مركزا على سعر يتماشى مع ميزانية عائلة تونسية تتكون من 4 أفراد لكن أغلب النزل لم تكن شاغرة وفوجئنا بتواتر كلمة « النزل مملوءة». إلتجأنا إلى وكالات الأسفار علها تريحنا من عناء البحث. كانت الوكالة الأولى بالعاصمة وتحديدا بشارع الحبيب بورقيبة وحاولنا البحث عن عرض مناسب، وكانت الاسعارالمعروضة على الأنترنات تبعث فيك القليل من الأمل... صحيح كان هناك تنوع في العروض بين المرتفعة جدا والمناسبة لكن رغم توفر العرض المغري على موقع وكالة الاسفار فقد إصطدمنا بعائقين: اسعار النزل التي خلنا انها مناسبة كانت الاماكن بها غير متوفرة، وثانيا ان كنت ستحمل «أبناءك» فعليك حجز غرفتين؟ وفي هذه الحالة ستضطر إلى دفع ثمن غرفة طفلك بنفس سعر الكهول خاصة ان الغرف الثلاثية لم تكن متوفرة... بعد عدة محاولات يائسة إتجهنا إلى وكالة أسفار أخرى بجهة البحيرة وبعد تطمينات ووعود كثيرة بالعثور على عرض مناسب تم إعلامنا وبعد 3 ساعات انه لا توجد أي غرفة شاغرة فجميع النزل المتعاقد معها «مملوءة» وبعضها سيظل كذلك إلى نهاية فصل الصيف ؟ وهو ما دفعنا الى طرح عدة تساؤلات كيف يمكن الحديث عن ازمة واغلب النزل حققت طاقة الاستيعاب القصوى ؟.
عرض مناسب لكن ...
بعد التفاوض مع صاحب وكالة أسفار بالحمامات وبعد بعض التدخلات قدم لنا عرضا بسعر مناسب نسبيا 65 دينارا للفرد في نزل من فئة 4 نجوم ومع إقامة كاملة وتخفيض للأبنا، توجهنا إلى النزل المذكور بالحمامات الجنوبية خاصة بعد ان شاهدنا الصور على الأنترنات وكان النزل «رائع» لكن لحظات قبل الوصول إتصلنا بصاحب الوكالة للتثبت من إسم النزل وكانت المفاجأة أن مدّنا بإسم آخرغير ذلك الذي إتفقنا عليه' وهو نزل من فئة 3 نجوم بعيد عن الشاطئ' ويقع مباشرة امام نزل من صنف 4 نجوم الذي كنا سنقيم فيه ...وصلنا الى هناك وعلمنا أن هذا النزل كان مغلقا وفتح أبوابه منذ يومين فقط لإستقبال التونسيين وقد علمنا ان بعض وكالات الأسفار الأجنبية رفضت «المغامرة» وارسال حرفائها الى هذا النزل على الاقل في الفترة الحالية مخافة الا يكون جاهزا لاستقبال الحرفاء... صعدنا إلى الغرفة كانت متواضعة جدا ويبدو انه تم دهنها منذ بضعة أشهر ... ما شدّنا هو بيت الإستحمام فقد كان «الصدأ» يحيط ببعض الأماكن وكان الماء باردا جدا ولونه اصفر اما طعمه فهو «مالح جدا» وفوجئنا ان المكيف أيضا معطب... حاولنا الإتصال بعون الإستقبال لكن حتى الهاتف لم يكن يعمل فنزلنا الى قاعة الإستقبال وسجلنا الأعطاب المذكورة ووعدونا بتسوية الأمر قريبا.
نقص فادح في العمال والجودة مفقودة
ما لفت إنتباهنا هو غياب السياح من الجزائريين والليبيين وكان أغلب الوافدين من العائلات التونسية. تحدثنا مع أحد العاملين فقال: «أغلب النزل في الحمامات اغلقت أبوابها بسبب نقص الطلب وهناك نسبة قليلة بقيت مفتوحة' وفوجئنا بعودة الطلب في الفترة القليلة الماضية لذلك سرعان ما إمتلأت النزل الموجودة لأن عددها قليل وهوما يفسرّ ربما إرتفاع الأسعار لأن الطلب بات يفوق العرض وقد خيرت البعض منها الإقفال لكي لا تخفض أكثر الأسعار وبالتالي لا تغطي نفقاتها خاصة امام إرتفاع أسعار المواد الإستهلاكية».
أثناء جولتنا داخل الأروقة لاحظنا نقصا فادحا في العمال حيث كانت عديد الفضاءات مكسوة بالغبار وخاصة الكراسي الموضوعة في الفضاء المتاخم للمسبح... كانت الارضية «لزجة» وهو ما تسبب في إنزلاق بعض الاطفال وكانت الأدواش في البداية معطبة او مقفلة وحتى بيوت الراحة بجانب المسبح بلا ماء وكانت الرائحة تزكم الأنوف ...فضلات هنا وهناك وكأن المكان كان «مهجورا» لعدة سنوات خلت.
سألنا أحد العملة دون ان نكشف عن هويتنا عن ظروف العمل فقال: «أغلب العمال يعملون لمدة شهر ونصف اي بصفة موسمية وامام إرتفاع التكاليف فإن اغلب اصحاب النزل يقلصون من عدد العمال وعادة ما يقوم العامل الواحد بعمل 5 أعوان ومن المفارقات ان نجد مثلا عاملة تنظيف ل 20 غرفة وتصل في بعض النزل إلى 30 غرفة وهذا عدد كبير لأن المعمول به في نزل أخرى هوتنظيف 15 غرفة فقط ( وللإشارة كان النمل بجانب المسبح في كل مكان ).
كان جل العملة «يعملون» كجيوش النمل وتلمح في عيون كل فرد قصة طويلة عنوانها المعاناة وظروف غير مريحة في العمل ...لم نسألهم كثيرا لنفهم سر شعورهم بالخيبة ولكن بحدسنا فهمنا اسباب هذا الصمت ... ما لاحظناه ان اغلب العاملين يعملون لعدة ساعات في اليوم كانوا يصارعون لتقديم افضل الخدمات ولارضاء الحرفاء ولكن ربما خانتهم التجهيزات «المتهرئة» والنقص الفادح في المعدات وفي ما يتعلق بالجودة فقد كانت غائبة تماما. كان من الواضح ان أرباب النزل يضغطون على «الكلفة» ولا يسعون لتوفير الظروف الملائمة... حتى ولو كان «الثمن» هو الحريف أو السائح وهو ما جعلنا نفهم لماذا كان هذا السعر اقل من عديد النزل الاخرى...
أكلات دون المطلوب وضغط على التكاليف
وفي ما يتعلق بالطعام كان متوسطا للغاية في غياب واضح لعديد الاكلات التي تعودنا عليها في نزلنا وما لاحظناه ان قفة التونسي لم تكن الوحيدة التي اصابها «العجز» وحمى جنون الأسعار اذ يبدو ان ميزانية بعض ارباب النزل هي بدورها «محدودة» جدا او هكذا ارادوا التسويق لنزلهم...فحتى «الأجبان» وربما بسبب أسعارها المرتفعة ( نادرا ما كان يتم وضعها ضمن الطعام وان وضعت فكانت من النوعية الرخيصة جدا وجل مشتقات الحليب كانت غائبة مساء وعوضتها علب الزبدة والمعجون صباحا ) لذلك تم التخلي عن بعض المواد الإستهلاكية الجيدة وعادة ما تجد لحم الدجاج والديك الرومي والقليل من اللحم البقري وأسماك التن».
دخلنا أحد بيوت الراحة المخصصة للنساء وفوجئنا بعون إستقبال ينظف المكان... سألناه: هل أخطأنا العنوان؟ فقاطعنا: «تحولت إلى منظف فقد طلبوا مني ذلك لأنه ليس لديهم عمال نظافة لبيوت الراحة»... ودعناه وواصلنا جولتنا إلى ان وصلنا الى قاعة الإستقبال... كان الصراخ على أشده وتعالت أصوات الغاضبين: نساء وأطفال كهول وشباب محملين بحقائبهم وقد مضى على وجودهم أكثر من 3 ساعات... دنونا من احدى المجموعات وقد انهكهم التعب .
مغالطات بالجملة والضحية الحريف «التونسي»
إلتقينا يسرى سألناها عما يحدث فقالت: «لقد قامت الشركة التي يعمل بها زوجي بالتعاقد مع إحدى وكالات الأسفار وتم الإتفاق على إقامة لمد ة3 أيام وسيكون الدفع على أقساط وهو ما شجعنا على القدوم وقد أعلمونا أن النزل الذي سنقيم فيه من صنف 4 نجوم وشاهدنا الصور على الأنترنات وأعجبنا العرض وقررنا المشاركة ولكننا فوجئنا قبل 3 أيام بتغيير النزل وأخبرونا انهم سيوفرون لنا نزلا آخر من نفس الصنف' لكن قبيل الوصول إلى النزل بلحظات أعلمونا اننا سنتجه إلى هذا النزل وهومن فئة 3 نجوم وهو ما خلق حالة من الإستياء لدى أغلب العائلات وكان عددها تقريبا 30 فردا ».
واضافت:«أشعر بالتعب فأنا حامل وقد وجدنا أنفسنا في حيرة فنحن لا نملك وسيلة نقل ووصلنا بصعوبة إلى هذا المكان وبالتالي لا ندري ان كنا سنعود أدراجنا ام سنقبل بالإقامة ؟».
وقاطعنا زوجها ليقول: «يكمن الإشكال في المبدإ... لماذا تمت مغالطتنا ولماذا يبقى دائما التونسي هو كبش الفداء 'لقد كانت الحجة ان وفودا من السياح الإيطاليين قدموا إلى تونس ولكن لماذا لم يعلمونا ؟ فالخدمات أحببنا أم كرهنا ليست نفسها ونحن دفعنا مقابل الإقامة في نزل من صنف 4 نجوم وليس 3 نجوم ؟».
أما سلمى وهي بدورها حامل فقد إضطر زوجها (أ )لجلب بيتزا لتسد رمقها تقول: «لأول مرة أشعر بالإهانة فقد سبق وأقمت بنزل ولم يحصل معي هذا الأمر لقد تم التلاعب بنا ومغالطتنا... اشعر بالإعياء وأريد أخذ قسط من الراحة لقد جئت للإستجمام وليس للبقاء ساعات في البهو 'و أحمل المسؤولية لوكالة الأسفار التي تعاقدت معها الشركة فقد تلاعبت بنا».
وللأسف مثل هذه المغالطات تحصل ايضا مع الأجانب حيث يفاجأ البعض بتغيير النزل في اخر لحظة وبعضهم يتمسك بحقه في رفض الإقامة في حين يقبل أخرون عن مضض.
كيلمترات للتوجه إلى الشاطئ
كان البعض يهم بالمغادرة وسط ذهول الأبناء ورغم محاولات البعض الحصول على نزل آخر فقد كانت اغلب المحاولات تبوء بالفشل لأن أغلب النزل ممتلئة. إقتربنا من إحدى العائلات فقالت السيدة بثينة من المنزه: «بعد ضغط الإمتحانات والعمل جلبت اولادي لتغيير الأجواء والسباحة خاصة ان الأسعار التي قدمت لنا من قبل الشركة مناسبة لكن للأسف عندما وصلنا تغير البرنامج وأضافت: «لقد أصيب أولادي بخيبة امل فالنزل الآخر الذي كنا سنقيم فيه يضم عدة ألعاب في المسبح والخدمات أفضل بكثير... صحيح أعلمونا أنه بإمكاننا التوجه الى هناك للسباحة لكني جئت للإستجمام وليس للمشي عدة كيلمترات للوصول إلى الشاطئ وبصراحة لقد جئنا بحثا عن الراحة فهل سأقضي الإجازة ذهابا وإيابا بين هذا النزل والنزل المتاخم فهل هذا معقول .؟
كانت السيدة لمياء من «قربة» شاردة الذهن وقبل أن نسألها قالت : «ما يحز في نفسي هو عملية التحيل و«المغالطة» فلو أعلمونا منذ البداية لحسمنا الأمر. فلقد جهزنا حقائبنا وتحصلنا على إجازة وكانت غايتنا الإستجمام والترفيه فهل سنعود أدراجنا وأغلبنا بلا سيارات ؟ ومن ناحية أخرى لا نريد «التنغيص» على أولادنا يكفي الخيبة التي أصيبوا بها ... لقد وضعونا في مواقف لا نحسد عليها...».
كانت الجلبة واضحة والتشنج على أشده وإنتهى الأمر بقبول البعض الرضوخ للأمر الواقع على أساس التخفيض بأربعة دنانير عن كل فرد ولكن بعد يوم إلتقينا الكثير من العائلات الغاضبة وعبروا لنا عن خيبتهم حتى بعد الاقامة فالماء يقطر من المكيفات وماء الحنفية شديد الملوحة 'لا توجد ثلاجة والغرف صغيرة ورغم المجهود الكبير من عاملات التنظيف فإن الإشكال كان في ظروف الإقامة غير المريحة.
ليلة مروعة مع الناموس والمكيفات المعطبة
في غرفتنا كان ايضا المكيف معطبا وبالرغم من الوعود المقدمة لإصلاحه فقد كان لا يعمل حتى أن طريقة تشغيله كانت بدائية وتتم عن طريق عداد كهرباء وضع في الخزانة وكانت الأسلاك واضحة للعيان... كانت الحرارة على اشدها فإضطررنا لفتح النوافذ وكانت جحافل الناموس في إستقبالنا... كانت ليلة مروعة حيث كانت اللسعات مؤلمة وهو ما إضطرنا للإستيقاظ عدة مرات وكان الأطفال يصرخون من الألم... لم ننم وكان الليل طويلا ومريرا وفي الصباح توجهنا لعون الاستقبال وتساءلنا هل دفعنا هذا المبلغ والذي يعادل مرتب موظف «للإستجمام» ام لنتصارع مع الناموس؟ وبعد ان عبرنا عن غضبنا تم تدوين رقم الغرفة ليقع إصلاح العطب ولكن ما الفائدة بعد قضاء ليلة سيئة...
حتى السائح لم يسلم...
إتجهنا إلى النزل آخر من فئة 4 نجوم بما انه يحق لنا إستعمال المسبح والتوجه للشاطئ طبعا بعد عبوربضع كيلمترات.. كان الإستقبال فاترا حيث يتم إعلامك ان المأوى غير شاغر وبعد محاولات دخلنا كان النزل فسيحا جدا ويوجد به مسبحان كبيران ومسبح للأطفال وعلى عكس النزل الأول كان هذا النزل يعج بالسياح وهم من مختلف الجنسيات وخاصة من بولونيا وبلجيكا وروسيا ونسبة ضئيلة من الالمان ... ولكن الحضور الأبرز كان للتونسيين» .
سألنا بعض السياح عن ظروف الإقامة وكان لقاؤنا الأول مع السيد «ليبوخا» من سلوفاكيا فقال: «أزور تونس لأول مرة والخدمات جيدة ما عدى التبريد في الغرفة فهي شديدة البرودة ولا يمكن تعديل المكيفات».
وأضاف :»يتم بإستمرار تنظيف الغرفة والمسبح... لكن الطعام هو ذاته ونفس الوجبات تتكرر بإستمرار وهو ما يشعرنا بالملل'اما باقي الخدمات فيمكن القول انها «مقبولة».
وقالت زوجته «زارا» ان الإقامة مريحة والأجواء مقبولة ورغم التنظيف فإن «غطاء السرير» غير جيد ولا يتم تغييره فبإستثناء الملاحف فالأغطية هي ذاتها».
وقال داوتشي 'انه يزور تونس لأول مرة وقد وجد «النزل» في الواقع أفضل من الصور التي شاهدها عبر الأنترنات وأضاف: «اعجبتني الأجواء بإستثناء الأكل فهو غير متنوع» وتشاطره نفس الرأي صديقته سارة التي إعتبرت الإقامة مقبولة.
وإلتقينا السيدة «فرانسواز» من بلجيكا والتي تزور تونس للمرة الثانية ففي المرة الأولى زارت المهدية وكانت الإقامة جيدة ولأول مرة تزور الحمامات الجنوبية. وعن تجربتها تقول: «عند الوصول لم تكن الأمور منظمة حيث إضطررنا للإنتظار للحصول على غرفة ثم بعد ذلك وجدنا ان الماء في الغرفة بارد جدا وكنا نعتقد انه لا يوجد ماء ساخن ولكن أبرز إشكال كان يتعلق بوجود «سريرين» فقط حيث طلبنا إضافة سرير اخر لطفلي وكانت الغرفة ضيقة وبعد 3 ايام غيروا لنا الغرفة وكنا نظطر للصعود إلى الطابق العلوي وهذا منهك وبصراحة مثل هذه الخدمات لا تشجعني على القدوم مرة اخرى .»
وترى صديقتها «كولات» ان ماء المكيفات يشكل خطرا فالأرضية داخل الغرفة «لزجة» وهذا خطر على الأطفال» كما قالت ان بعض الإقامات داخل النزل تفتقر إلى مصعد وعملية الصعود على السلالم منهكة وخاصة في مثل سنها كما ان الخزائن صغيرة جدا ولا يمكن وضع الحقائب. اما في ما يتعلق بالتنشيط بالنسبة للأطفال فترى انه منقوص واضافت: «بالنسبة للأطفال الأقل من 5 سنوات هناك تنشيط لكن أبناءنا في عمر 8 و9 سنوات يشعرون بالضجر والملل لأنهم لا يجدون وسائل ترفيه وحتى البحر وبسبب الأوساخ التي لفظها منذ يومين فهم «يخشون السباحة» ويكتفون بالمسبح داخل النزل .
زرنا الشاطئ وفعلا كان المكان رغم كونه من الشواطئ السياحية يعج بالحشائش والأوساخ التي تراكمت على الجوانب 'بعض الأجانب كانوا يصورون ذلك وإنتشر بعض «السماسرة» هنا وهناك ....احدهم يحمل سلة غلال وباع عنقود عنب ب10 دنانير وآخر يبيع «النباتات» كان البعض لديهم خيول ويحملون السياح ويغالطونهم بجولة صغيرة ثم يطلبون مقابلا مرتفعا ...
بالقرب من الشاطئ إلتقينا ببعض المكلفين عن «الحراسة «فقال علاء من الحمامات: «نحن نعمل بصفة موسمية دون تغطية إجتماعية ولا أي وثيقة وحتى الأنشطة البحرية كالمراكب الشاطئية والتي من المفروض ان نوفر من خلالها بعض المداخيل يتم اقتسامها مع «اصحاب العمل» ونتحصل على نسبة ضعيفة عن كل جولة وما لاحظناه ان اغلب السياح هذه السنة هم من روسيا وبولونيا وتشيكيا وهم من الطبقات الضعيفة جدا ولا ينفقون ويكتفون بالخدمات التي يوفرها النزل ولا «يريدون المصاريف الإضافية» وحتى النسبة القليلة من «الألمان» الأثرياء فهم يمتعضون من وجود بقية الأصناف من السياح لأنهم يرون انهم «همجيون» وخاصة من بولونيا وتشيكيا ويستغربون أكثر عندما يلاحظون كيف يأكل بعض التونسيين فهم يملئون الأطباق ويكدسّون الكثير من الأكلات ويلوثون المكان ...وكل ذلك يضايق البعض ويجعلهم يعزفون عن العودة مجددا .»
ويرى علي أن اغلب الوافدين يأتون بسبب إنخفاض كلفة الإقامة ولكي تكون الإقامة بمثل تلك الأسعار يلجأ أرباب النزل الى الضغط على الجودة وتقديم خدمات متوسطة واحيانا رديئة .
ما لفت انتباهنا ونحن نهم بمغادرة النزل وجود «طابونة» داخل الفندق وحدثتنا احدى العاملات انه يتم اعداد خبز الطابونة عند الفطور على الشاطئ وأن هذا الخبز يلاقي إقبالا كبيرا من السياح حتى ان الكميات سرعان ما تنفذ .
لكن في المقابل كانت بعض «الأدباش» منتشرة في الحديقة بعد ان وضعت الحبال على اليمين واليسار في مشهد يذكرنا بالمناطق الريفية وليس بفندق من صنف 4 نجوم ...
كان ذلك ملخص جولتنا في مدينة الحمامات الجنوبية ولئن كان ما سجل من نقائص لا يمثل كافة النزل فإن ذلك يعد ضمن عشرات الإخلالات التي تحدث في نزلنا وقد تكون وراء عزوف عدد كبير من السياح عن العودة مجددا. اما عن السياحة الداخلية فحدث ولا حرج فالتونسي «كبش فداء» لسدّ بعض الشغورات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.