درجات الحرارة لهذه الليلة..    صفاقس : خطأ عند الانتاج أم تحيل على المستهلك    رئيسة المفوضية الأوروبية تزورهذا البلد العربي الخميس    6 مليارات لتسوية ملفّات المنع من الانتداب…فهل هيئة المخلوفي قادرة على ذلك    الصحفي كمال السماري في ذمّة الله    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    وزير الثقافة الإيطالي: نريد بناء علاقات مثمرة مع تونس    تامر حسني يعتذر من فنانة    ملكة جمال ألمانيا تتعرض للتنمر لهذا السبب    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط حفظ الصحّة    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو إلى تنظيم تظاهرات طلابية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني    مصر.. تصريحات أزهرية تثير غضبا حول الشاب وخطيبته وداعية يرد    وزيرة الاقتصاد والتخطيط تترأس الوفد التونسي في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية    صادم/ العثور على جثة كهل متحللة باحدى الضيعات الفلاحية..وهذه التفاصيل..    وزير الخارجية يتناول مع وزير المؤسسات الصغرى والمتوسطة الكامروني عددا من المسائل المتعلقة بالاستثمار وتعزيز التعاون الثنائي    التعاون والتبادل الثقافي محور لقاء سعيّد بوزير الثقافة الايطالي    رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب يوجه نداء عاجل بسبب الحشرة القرمزية..    خط تمويل ب10 مليون دينار من البنك التونسي للتضامن لديوان الأعلاف    ملامحها "الفاتنة" أثارت الشكوك.. ستينيّة تفوز بلقب ملكة جمال    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    سيدي حسين : قدم له يد المساعدة فاستل سكينا وسلبه !!    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي البنزرتي في مواجهة نجم المتلوي    دورة اتحاد شمال افريقيا لمنتخبات مواليد 2007-2008- المنتخب المصري يتوج بالبطولة    استقرار نسبة الفائدة الرئيسية في تركيا في حدود 50%    فرنسا تعتزم المشاركة في مشروع مغربي للطاقة في الصحراء    وزيرة التربية تطلع خلال زيارة بمعهد المكفوفين ببئر القصعة على ظروف إقامة التلاميذ    عاجل: هذا ما تقرر في حق الموقوفين في قضية الفولاذ..    دورة مدريد للماستارز: أنس جابر تواجه اليوم المصنفة 35 عالميا    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 27 أفريل    المجلس المحلي بسيدي علي بن عون يطالب السلطات بحل نهائي لإشكالية انقطاع التيار الكهربائي    خبير تركي يتوقع زلازل مدمرة في إسطنبول    عاجل/ نحو إقرار تجريم كراء المنازل للأجانب..    هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه    عاجل/ الحوثيون يطلقون صواريخ على سفينتين في البحر الأحمر..    كيف نتعامل مع الضغوطات النفسية التي تظهر في فترة الامتحانات؟    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    في علاقة بالجهاز السرّي واغتيال الشهيد بلعيد... تفاصيل سقوط أخطبوط النهضة    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    "حماس" تعلن تسلمها رد الاحتلال حول مقترحاتها لصفقة تبادل الأسرى ووقف النار بغزة    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    طقس الليلة    عاجل/ ايقاف مباراة الترجي وصانداونز    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    تونس تسعى لتسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لليونسكو    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    تقلص العجز التجاري الشهري    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



" تونسيون في فخ "وكالات أسفار ونزل آخر زمان:بين عروض الأنترنات.. والواقع... مغالطات و...إهانات!!
نشر في التونسية يوم 02 - 07 - 2012

«ردئ»... «خدمات مخيبة للآمال... هناك الكثير من النمل والناموس»... «دورات مياه وأدواش معطبة»... مكيفات لا تعمل» ... «أنصحكم بعدم الذهاب فالطعام سيئ والغرف غير مريحة»... شعور بالملل والروتين... هذه عينة من تعاليق كثيرة قد يكتبها رواد النزل سواء كانوا من السياح أو التونسيين ممن إختاروا الإقامة بأحد الفنادق للإستجمام.
في البداية إعتقدنا أن هذه التعاليق وغيرها من الآراء تحمل الكثير من «المبالغة» وربما التجني وكنا سنكتفي بنقل البعض منها للوقوف على نقائص بعض النزل وتدني مستوى الخدمات بها خاصة انها لا تتعلق فقط بالسياحة الداخلية وانما طالت حتى السائح الأجنبي وهو ما يؤثر على صورة تونس بالخارج ... أردنا الوقوف على طبيعة الخدمات في بعض نزلنا ونقل «تفاصيل» إجازة صغيرة قد تعيشها عائلة تونسية إنطلاقا من عملية الحجز وصولا الى إختيار النزل ثم ظروف الإقامة وكل ما قد يرافق ذلك من مراحل «رحلة يعتقد انها سعيدة».
كان الإختيارعلى مدينة الحمامات بحكم قربها من العاصمة ونظرا لتعدد الفنادق بها وتنوع العرض ولكونها مدينة سياحية وقبلة للسياح والعائلات التونسية. إنطلقت عملية بحثنا عن نزل مناسب نقضي فيه الإجازة وكان «الإختيار» في البداية يتم بصفة عشوائية وحتى أرقام النزل تحصلنا عليها من رقم الخدمة 1200 ل «اتصالات تونس» وعند الإتصال كانت هناك مفاجأة في انتظارنا تتعلق بالأسعار التي كانت مشطة جدا إذ تراوحت بين 80 و170 دينارا للفرد الواحد طبعا حسب نوعية النزل وتصنيفه ونوع الإقامة التي سيختارها الحريف اي فطور الصباح فقط ام الفطور بلا عشاء أم الفطور والعشاء... وكلما اضفت خدمة كلما إرتفع الثمن ... وكان الإختيار مركزا على سعر يتماشى مع ميزانية عائلة تونسية تتكون من 4 أفراد لكن أغلب النزل لم تكن شاغرة وفوجئنا بتواتر كلمة « النزل مملوءة». إلتجأنا إلى وكالات الأسفار علها تريحنا من عناء البحث. كانت الوكالة الأولى بالعاصمة وتحديدا بشارع الحبيب بورقيبة وحاولنا البحث عن عرض مناسب، وكانت الاسعارالمعروضة على الأنترنات تبعث فيك القليل من الأمل... صحيح كان هناك تنوع في العروض بين المرتفعة جدا والمناسبة لكن رغم توفر العرض المغري على موقع وكالة الاسفار فقد إصطدمنا بعائقين: اسعار النزل التي خلنا انها مناسبة كانت الاماكن بها غير متوفرة، وثانيا ان كنت ستحمل «أبناءك» فعليك حجز غرفتين؟ وفي هذه الحالة ستضطر إلى دفع ثمن غرفة طفلك بنفس سعر الكهول خاصة ان الغرف الثلاثية لم تكن متوفرة... بعد عدة محاولات يائسة إتجهنا إلى وكالة أسفار أخرى بجهة البحيرة وبعد تطمينات ووعود كثيرة بالعثور على عرض مناسب تم إعلامنا وبعد 3 ساعات انه لا توجد أي غرفة شاغرة فجميع النزل المتعاقد معها «مملوءة» وبعضها سيظل كذلك إلى نهاية فصل الصيف ؟ وهو ما دفعنا الى طرح عدة تساؤلات كيف يمكن الحديث عن ازمة واغلب النزل حققت طاقة الاستيعاب القصوى ؟.
عرض مناسب لكن ...
بعد التفاوض مع صاحب وكالة أسفار بالحمامات وبعد بعض التدخلات قدم لنا عرضا بسعر مناسب نسبيا 65 دينارا للفرد في نزل من فئة 4 نجوم ومع إقامة كاملة وتخفيض للأبنا، توجهنا إلى النزل المذكور بالحمامات الجنوبية خاصة بعد ان شاهدنا الصور على الأنترنات وكان النزل «رائع» لكن لحظات قبل الوصول إتصلنا بصاحب الوكالة للتثبت من إسم النزل وكانت المفاجأة أن مدّنا بإسم آخرغير ذلك الذي إتفقنا عليه' وهو نزل من فئة 3 نجوم بعيد عن الشاطئ' ويقع مباشرة امام نزل من صنف 4 نجوم الذي كنا سنقيم فيه ...وصلنا الى هناك وعلمنا أن هذا النزل كان مغلقا وفتح أبوابه منذ يومين فقط لإستقبال التونسيين وقد علمنا ان بعض وكالات الأسفار الأجنبية رفضت «المغامرة» وارسال حرفائها الى هذا النزل على الاقل في الفترة الحالية مخافة الا يكون جاهزا لاستقبال الحرفاء... صعدنا إلى الغرفة كانت متواضعة جدا ويبدو انه تم دهنها منذ بضعة أشهر ... ما شدّنا هو بيت الإستحمام فقد كان «الصدأ» يحيط ببعض الأماكن وكان الماء باردا جدا ولونه اصفر اما طعمه فهو «مالح جدا» وفوجئنا ان المكيف أيضا معطب... حاولنا الإتصال بعون الإستقبال لكن حتى الهاتف لم يكن يعمل فنزلنا الى قاعة الإستقبال وسجلنا الأعطاب المذكورة ووعدونا بتسوية الأمر قريبا.
نقص فادح في العمال والجودة مفقودة
ما لفت إنتباهنا هو غياب السياح من الجزائريين والليبيين وكان أغلب الوافدين من العائلات التونسية. تحدثنا مع أحد العاملين فقال: «أغلب النزل في الحمامات اغلقت أبوابها بسبب نقص الطلب وهناك نسبة قليلة بقيت مفتوحة' وفوجئنا بعودة الطلب في الفترة القليلة الماضية لذلك سرعان ما إمتلأت النزل الموجودة لأن عددها قليل وهوما يفسرّ ربما إرتفاع الأسعار لأن الطلب بات يفوق العرض وقد خيرت البعض منها الإقفال لكي لا تخفض أكثر الأسعار وبالتالي لا تغطي نفقاتها خاصة امام إرتفاع أسعار المواد الإستهلاكية».
أثناء جولتنا داخل الأروقة لاحظنا نقصا فادحا في العمال حيث كانت عديد الفضاءات مكسوة بالغبار وخاصة الكراسي الموضوعة في الفضاء المتاخم للمسبح... كانت الارضية «لزجة» وهو ما تسبب في إنزلاق بعض الاطفال وكانت الأدواش في البداية معطبة او مقفلة وحتى بيوت الراحة بجانب المسبح بلا ماء وكانت الرائحة تزكم الأنوف ...فضلات هنا وهناك وكأن المكان كان «مهجورا» لعدة سنوات خلت.
سألنا أحد العملة دون ان نكشف عن هويتنا عن ظروف العمل فقال: «أغلب العمال يعملون لمدة شهر ونصف اي بصفة موسمية وامام إرتفاع التكاليف فإن اغلب اصحاب النزل يقلصون من عدد العمال وعادة ما يقوم العامل الواحد بعمل 5 أعوان ومن المفارقات ان نجد مثلا عاملة تنظيف ل 20 غرفة وتصل في بعض النزل إلى 30 غرفة وهذا عدد كبير لأن المعمول به في نزل أخرى هوتنظيف 15 غرفة فقط ( وللإشارة كان النمل بجانب المسبح في كل مكان ).
كان جل العملة «يعملون» كجيوش النمل وتلمح في عيون كل فرد قصة طويلة عنوانها المعاناة وظروف غير مريحة في العمل ...لم نسألهم كثيرا لنفهم سر شعورهم بالخيبة ولكن بحدسنا فهمنا اسباب هذا الصمت ... ما لاحظناه ان اغلب العاملين يعملون لعدة ساعات في اليوم كانوا يصارعون لتقديم افضل الخدمات ولارضاء الحرفاء ولكن ربما خانتهم التجهيزات «المتهرئة» والنقص الفادح في المعدات وفي ما يتعلق بالجودة فقد كانت غائبة تماما. كان من الواضح ان أرباب النزل يضغطون على «الكلفة» ولا يسعون لتوفير الظروف الملائمة... حتى ولو كان «الثمن» هو الحريف أو السائح وهو ما جعلنا نفهم لماذا كان هذا السعر اقل من عديد النزل الاخرى...
أكلات دون المطلوب وضغط على التكاليف
وفي ما يتعلق بالطعام كان متوسطا للغاية في غياب واضح لعديد الاكلات التي تعودنا عليها في نزلنا وما لاحظناه ان قفة التونسي لم تكن الوحيدة التي اصابها «العجز» وحمى جنون الأسعار اذ يبدو ان ميزانية بعض ارباب النزل هي بدورها «محدودة» جدا او هكذا ارادوا التسويق لنزلهم...فحتى «الأجبان» وربما بسبب أسعارها المرتفعة ( نادرا ما كان يتم وضعها ضمن الطعام وان وضعت فكانت من النوعية الرخيصة جدا وجل مشتقات الحليب كانت غائبة مساء وعوضتها علب الزبدة والمعجون صباحا ) لذلك تم التخلي عن بعض المواد الإستهلاكية الجيدة وعادة ما تجد لحم الدجاج والديك الرومي والقليل من اللحم البقري وأسماك التن».
دخلنا أحد بيوت الراحة المخصصة للنساء وفوجئنا بعون إستقبال ينظف المكان... سألناه: هل أخطأنا العنوان؟ فقاطعنا: «تحولت إلى منظف فقد طلبوا مني ذلك لأنه ليس لديهم عمال نظافة لبيوت الراحة»... ودعناه وواصلنا جولتنا إلى ان وصلنا الى قاعة الإستقبال... كان الصراخ على أشده وتعالت أصوات الغاضبين: نساء وأطفال كهول وشباب محملين بحقائبهم وقد مضى على وجودهم أكثر من 3 ساعات... دنونا من احدى المجموعات وقد انهكهم التعب .
مغالطات بالجملة والضحية الحريف «التونسي»
إلتقينا يسرى سألناها عما يحدث فقالت: «لقد قامت الشركة التي يعمل بها زوجي بالتعاقد مع إحدى وكالات الأسفار وتم الإتفاق على إقامة لمد ة3 أيام وسيكون الدفع على أقساط وهو ما شجعنا على القدوم وقد أعلمونا أن النزل الذي سنقيم فيه من صنف 4 نجوم وشاهدنا الصور على الأنترنات وأعجبنا العرض وقررنا المشاركة ولكننا فوجئنا قبل 3 أيام بتغيير النزل وأخبرونا انهم سيوفرون لنا نزلا آخر من نفس الصنف' لكن قبيل الوصول إلى النزل بلحظات أعلمونا اننا سنتجه إلى هذا النزل وهومن فئة 3 نجوم وهو ما خلق حالة من الإستياء لدى أغلب العائلات وكان عددها تقريبا 30 فردا ».
واضافت:«أشعر بالتعب فأنا حامل وقد وجدنا أنفسنا في حيرة فنحن لا نملك وسيلة نقل ووصلنا بصعوبة إلى هذا المكان وبالتالي لا ندري ان كنا سنعود أدراجنا ام سنقبل بالإقامة ؟».
وقاطعنا زوجها ليقول: «يكمن الإشكال في المبدإ... لماذا تمت مغالطتنا ولماذا يبقى دائما التونسي هو كبش الفداء 'لقد كانت الحجة ان وفودا من السياح الإيطاليين قدموا إلى تونس ولكن لماذا لم يعلمونا ؟ فالخدمات أحببنا أم كرهنا ليست نفسها ونحن دفعنا مقابل الإقامة في نزل من صنف 4 نجوم وليس 3 نجوم ؟».
أما سلمى وهي بدورها حامل فقد إضطر زوجها (أ )لجلب بيتزا لتسد رمقها تقول: «لأول مرة أشعر بالإهانة فقد سبق وأقمت بنزل ولم يحصل معي هذا الأمر لقد تم التلاعب بنا ومغالطتنا... اشعر بالإعياء وأريد أخذ قسط من الراحة لقد جئت للإستجمام وليس للبقاء ساعات في البهو 'و أحمل المسؤولية لوكالة الأسفار التي تعاقدت معها الشركة فقد تلاعبت بنا».
وللأسف مثل هذه المغالطات تحصل ايضا مع الأجانب حيث يفاجأ البعض بتغيير النزل في اخر لحظة وبعضهم يتمسك بحقه في رفض الإقامة في حين يقبل أخرون عن مضض.
كيلمترات للتوجه إلى الشاطئ
كان البعض يهم بالمغادرة وسط ذهول الأبناء ورغم محاولات البعض الحصول على نزل آخر فقد كانت اغلب المحاولات تبوء بالفشل لأن أغلب النزل ممتلئة. إقتربنا من إحدى العائلات فقالت السيدة بثينة من المنزه: «بعد ضغط الإمتحانات والعمل جلبت اولادي لتغيير الأجواء والسباحة خاصة ان الأسعار التي قدمت لنا من قبل الشركة مناسبة لكن للأسف عندما وصلنا تغير البرنامج وأضافت: «لقد أصيب أولادي بخيبة امل فالنزل الآخر الذي كنا سنقيم فيه يضم عدة ألعاب في المسبح والخدمات أفضل بكثير... صحيح أعلمونا أنه بإمكاننا التوجه الى هناك للسباحة لكني جئت للإستجمام وليس للمشي عدة كيلمترات للوصول إلى الشاطئ وبصراحة لقد جئنا بحثا عن الراحة فهل سأقضي الإجازة ذهابا وإيابا بين هذا النزل والنزل المتاخم فهل هذا معقول .؟
كانت السيدة لمياء من «قربة» شاردة الذهن وقبل أن نسألها قالت : «ما يحز في نفسي هو عملية التحيل و«المغالطة» فلو أعلمونا منذ البداية لحسمنا الأمر. فلقد جهزنا حقائبنا وتحصلنا على إجازة وكانت غايتنا الإستجمام والترفيه فهل سنعود أدراجنا وأغلبنا بلا سيارات ؟ ومن ناحية أخرى لا نريد «التنغيص» على أولادنا يكفي الخيبة التي أصيبوا بها ... لقد وضعونا في مواقف لا نحسد عليها...».
كانت الجلبة واضحة والتشنج على أشده وإنتهى الأمر بقبول البعض الرضوخ للأمر الواقع على أساس التخفيض بأربعة دنانير عن كل فرد ولكن بعد يوم إلتقينا الكثير من العائلات الغاضبة وعبروا لنا عن خيبتهم حتى بعد الاقامة فالماء يقطر من المكيفات وماء الحنفية شديد الملوحة 'لا توجد ثلاجة والغرف صغيرة ورغم المجهود الكبير من عاملات التنظيف فإن الإشكال كان في ظروف الإقامة غير المريحة.
ليلة مروعة مع الناموس والمكيفات المعطبة
في غرفتنا كان ايضا المكيف معطبا وبالرغم من الوعود المقدمة لإصلاحه فقد كان لا يعمل حتى أن طريقة تشغيله كانت بدائية وتتم عن طريق عداد كهرباء وضع في الخزانة وكانت الأسلاك واضحة للعيان... كانت الحرارة على اشدها فإضطررنا لفتح النوافذ وكانت جحافل الناموس في إستقبالنا... كانت ليلة مروعة حيث كانت اللسعات مؤلمة وهو ما إضطرنا للإستيقاظ عدة مرات وكان الأطفال يصرخون من الألم... لم ننم وكان الليل طويلا ومريرا وفي الصباح توجهنا لعون الاستقبال وتساءلنا هل دفعنا هذا المبلغ والذي يعادل مرتب موظف «للإستجمام» ام لنتصارع مع الناموس؟ وبعد ان عبرنا عن غضبنا تم تدوين رقم الغرفة ليقع إصلاح العطب ولكن ما الفائدة بعد قضاء ليلة سيئة...
حتى السائح لم يسلم...
إتجهنا إلى النزل آخر من فئة 4 نجوم بما انه يحق لنا إستعمال المسبح والتوجه للشاطئ طبعا بعد عبوربضع كيلمترات.. كان الإستقبال فاترا حيث يتم إعلامك ان المأوى غير شاغر وبعد محاولات دخلنا كان النزل فسيحا جدا ويوجد به مسبحان كبيران ومسبح للأطفال وعلى عكس النزل الأول كان هذا النزل يعج بالسياح وهم من مختلف الجنسيات وخاصة من بولونيا وبلجيكا وروسيا ونسبة ضئيلة من الالمان ... ولكن الحضور الأبرز كان للتونسيين» .
سألنا بعض السياح عن ظروف الإقامة وكان لقاؤنا الأول مع السيد «ليبوخا» من سلوفاكيا فقال: «أزور تونس لأول مرة والخدمات جيدة ما عدى التبريد في الغرفة فهي شديدة البرودة ولا يمكن تعديل المكيفات».
وأضاف :»يتم بإستمرار تنظيف الغرفة والمسبح... لكن الطعام هو ذاته ونفس الوجبات تتكرر بإستمرار وهو ما يشعرنا بالملل'اما باقي الخدمات فيمكن القول انها «مقبولة».
وقالت زوجته «زارا» ان الإقامة مريحة والأجواء مقبولة ورغم التنظيف فإن «غطاء السرير» غير جيد ولا يتم تغييره فبإستثناء الملاحف فالأغطية هي ذاتها».
وقال داوتشي 'انه يزور تونس لأول مرة وقد وجد «النزل» في الواقع أفضل من الصور التي شاهدها عبر الأنترنات وأضاف: «اعجبتني الأجواء بإستثناء الأكل فهو غير متنوع» وتشاطره نفس الرأي صديقته سارة التي إعتبرت الإقامة مقبولة.
وإلتقينا السيدة «فرانسواز» من بلجيكا والتي تزور تونس للمرة الثانية ففي المرة الأولى زارت المهدية وكانت الإقامة جيدة ولأول مرة تزور الحمامات الجنوبية. وعن تجربتها تقول: «عند الوصول لم تكن الأمور منظمة حيث إضطررنا للإنتظار للحصول على غرفة ثم بعد ذلك وجدنا ان الماء في الغرفة بارد جدا وكنا نعتقد انه لا يوجد ماء ساخن ولكن أبرز إشكال كان يتعلق بوجود «سريرين» فقط حيث طلبنا إضافة سرير اخر لطفلي وكانت الغرفة ضيقة وبعد 3 ايام غيروا لنا الغرفة وكنا نظطر للصعود إلى الطابق العلوي وهذا منهك وبصراحة مثل هذه الخدمات لا تشجعني على القدوم مرة اخرى .»
وترى صديقتها «كولات» ان ماء المكيفات يشكل خطرا فالأرضية داخل الغرفة «لزجة» وهذا خطر على الأطفال» كما قالت ان بعض الإقامات داخل النزل تفتقر إلى مصعد وعملية الصعود على السلالم منهكة وخاصة في مثل سنها كما ان الخزائن صغيرة جدا ولا يمكن وضع الحقائب. اما في ما يتعلق بالتنشيط بالنسبة للأطفال فترى انه منقوص واضافت: «بالنسبة للأطفال الأقل من 5 سنوات هناك تنشيط لكن أبناءنا في عمر 8 و9 سنوات يشعرون بالضجر والملل لأنهم لا يجدون وسائل ترفيه وحتى البحر وبسبب الأوساخ التي لفظها منذ يومين فهم «يخشون السباحة» ويكتفون بالمسبح داخل النزل .
زرنا الشاطئ وفعلا كان المكان رغم كونه من الشواطئ السياحية يعج بالحشائش والأوساخ التي تراكمت على الجوانب 'بعض الأجانب كانوا يصورون ذلك وإنتشر بعض «السماسرة» هنا وهناك ....احدهم يحمل سلة غلال وباع عنقود عنب ب10 دنانير وآخر يبيع «النباتات» كان البعض لديهم خيول ويحملون السياح ويغالطونهم بجولة صغيرة ثم يطلبون مقابلا مرتفعا ...
بالقرب من الشاطئ إلتقينا ببعض المكلفين عن «الحراسة «فقال علاء من الحمامات: «نحن نعمل بصفة موسمية دون تغطية إجتماعية ولا أي وثيقة وحتى الأنشطة البحرية كالمراكب الشاطئية والتي من المفروض ان نوفر من خلالها بعض المداخيل يتم اقتسامها مع «اصحاب العمل» ونتحصل على نسبة ضعيفة عن كل جولة وما لاحظناه ان اغلب السياح هذه السنة هم من روسيا وبولونيا وتشيكيا وهم من الطبقات الضعيفة جدا ولا ينفقون ويكتفون بالخدمات التي يوفرها النزل ولا «يريدون المصاريف الإضافية» وحتى النسبة القليلة من «الألمان» الأثرياء فهم يمتعضون من وجود بقية الأصناف من السياح لأنهم يرون انهم «همجيون» وخاصة من بولونيا وتشيكيا ويستغربون أكثر عندما يلاحظون كيف يأكل بعض التونسيين فهم يملئون الأطباق ويكدسّون الكثير من الأكلات ويلوثون المكان ...وكل ذلك يضايق البعض ويجعلهم يعزفون عن العودة مجددا .»
ويرى علي أن اغلب الوافدين يأتون بسبب إنخفاض كلفة الإقامة ولكي تكون الإقامة بمثل تلك الأسعار يلجأ أرباب النزل الى الضغط على الجودة وتقديم خدمات متوسطة واحيانا رديئة .
ما لفت انتباهنا ونحن نهم بمغادرة النزل وجود «طابونة» داخل الفندق وحدثتنا احدى العاملات انه يتم اعداد خبز الطابونة عند الفطور على الشاطئ وأن هذا الخبز يلاقي إقبالا كبيرا من السياح حتى ان الكميات سرعان ما تنفذ .
لكن في المقابل كانت بعض «الأدباش» منتشرة في الحديقة بعد ان وضعت الحبال على اليمين واليسار في مشهد يذكرنا بالمناطق الريفية وليس بفندق من صنف 4 نجوم ...
كان ذلك ملخص جولتنا في مدينة الحمامات الجنوبية ولئن كان ما سجل من نقائص لا يمثل كافة النزل فإن ذلك يعد ضمن عشرات الإخلالات التي تحدث في نزلنا وقد تكون وراء عزوف عدد كبير من السياح عن العودة مجددا. اما عن السياحة الداخلية فحدث ولا حرج فالتونسي «كبش فداء» لسدّ بعض الشغورات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.