أول امس احتفلت الجزائر الشقيقة بالذكرى الخمسين للاستقلال ... ولكم سعدت بتفاعل المسؤولين في الدولة والشخصيات السياسية في الاحتفاء بهذه الذكرى العزيزة علينا نحن أيضا لأنها ترمز الى وقوف الجزائري والتونسي كتفا لكتف ضد الاستعمار الغاشم واختلطت فيها دماء الشهداء الزكية من الجانبين.. الحضور المكثف في هذه المناسبة كان رسالة لأخوتنا في الجزائر بعد برود شاب العلاقات المتينة. رسالة تستند الى التاريخ المشترك وتلوح ايضا الى المستقبل المشترك... الجار قبل الدار.. هم يحمون ظهورنا ونحن نحمي ظهورهم..علاقات الصدق والثقة المتبادلة..هي الارضية لمواجهة التحديات القادمة في فضاء مغاربي أرحب والتشاور المستمر ضمانة للتنسيق الجيد لسد الأبواب أمام مامن شأنه ان يعكر صفو الأخوة.. ويعطل المصالح المشتركة..الجزائري صاحب كلمة و «نغّار» وعدوه «الحقرة»... الجزائري اذا وعد وفى والدبلوماسية الجزائرية عريقة ورسمت لهذا البلد صورة جيدة عالميا ولها مواقف شجاعة لا تزعزعها حتي الدول المهيمنة.. وهي تنأى بنفسها عن تقديم الدروس للغير...لأنّها مشبعة بمفهوم الدولة والسيادة... والأكيد ان الاحتفاء الكبير بذكرى الاستقلال سيكون طالع خير لدفع التعاون المشترك على أسس متينة في كنف الاحترام والثقة. قد يكون فضاء المغرب العربي مثالا يحتاج الى صبر ولكن هذا لا يعطل التعامل البيني واستغلال نقاط القوة في كل بلد لدفع الاقتصاد ورفع التحديات الأخرى في مستوى التصنيع وتبادل الخبرات والعلوم ليعم الخير على شعوبنا التي مازالت ترزح تحت الخصاصة وغير قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي.