الجزائر (وكالات) تساءلت صحيفة «الخبر»الجزائرية في تقرير لها أمس حول الوضع في شمال مالي: «إذا كانت عودة مئات الطوارق المسلحين من ليبيا قد قلبت الأمور في شمال مالي، وأحدثت فوضى، وشردت آلاف السكان النازحين واللاجئين في دول الجوار، منهم 30 ألفا في الجزائر وحدها، فكيف سيكون الوضع في المنطقة، وعلى الجزائر بالذات، لو يتم فرض خيار التدخل العسكري وشن حرب ضروس في مالي؟». وأشارت الصحيفة أيضا الى أن الأزمة في شمال مالي ما كانت لتحدث ، أو على الأقل بهذه الصورة الفوضوية، لو لم يتدخل حلف«الناتو» في الأزمة الليبية، حيث نتج عن هذا التدخل انفلات أمني وتهريب لآلاف قطع السلاح . وتابعت «الخبر» أنه إذا كانت الجزائر قد وجدت صعوبة في ضبط حدودها، غداة الحرب في ليبيا، واضطرت إلى نقل قوات عسكرية إضافية، من جهة لاستقبال الهاربين من ليبيا الذين دخلوا الحدود الجزائرية، ومن جهة أخرى لضبط الأمن وحماية الحدود من المهربين وتجار السلاح المنهوب من المدن الليبية، فإن الأمر سيكون أصعب بضعفين عندما يتعلق بحماية الحدود مع مالي، في حال تنفيذ التدخل العسكري لمجموعة غرب إفريقيا، بالنظر لكثرة عصابات التهريب وتجار السلاح والمخدرات في منطقة شمال مالي إضافة إلى احتمال نزوح أمواج كبيرة من السكان باتجاه الجزائر أكثر من غيرها من دول الجوار، لما تتوفر عليه الجزائر من استقرار في مدنها الجنوبية، وتوفر الحماية الأمنية بها، مقارنة بدول النيجر، وبوركينافاسو وموريتانيا.