"ميثاق الشرف الدولي لمناهضة التعذيب " هو شعار الرحلة التي كانت "التونسية" سباقة في الإشارة إليها و شارك فيها الدراج التونسي منتصر زغوان من زرمدين والليبي محمد عبد الله الرسي من مدينة الزاوية وانتهت بتوقيع تونس على ميثاق الشرف الدولي لمناهضة التعذيب. وكانت هذه الرحلة قد إنطلقت من ميدان التحرير رمز الثورة المصرية في 3 جوان الماضي لتحط الرحال بتونس يوم 8 جويلية الجاري بشارع الحبيب بورقيبة مرورا بطرابلس في بادرة هي الأولى من نوعها في ليبيا والتي إحتضنت هذه الرحلة وآمنت بأهميتها على الصعيد الدولي والمحلي وقد ساهم مركز اليوم العالمي الذي يرأسه علي الرقيبي بتأمين جميع مراحل هذه الرحلة بالتعاون مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا ووزارة الثقافة الليبية. إلتقينا منتصر زغوان الدراج التونسي والليبي محمد عبد الله الرسّي سألناهما عن ظروف الرحلة فقال منتصر زغوان في البداية وجدت عدة صعوبات حيث توجهت لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية بتونس وقدمت مشروع الرحلة لكني وجدت صدا منيعا ولا مبالاة كبيرة من أغلب المسؤولين الذين قصدتهم ، فتوجهت إلى ليبيا ورحبوا بي ووفرّوا لي فضاء للتمرين ووضعوا مدربا خاصا على ذمتي وتقريبا دعمتني أغلب الجهات هناك وشاركني صديقي محمد عبد الله الرسي في الرحلة وقررنا خوض هذه التجربة التي حملت شعار"ميثاق الشرف الدولي لمناهضة التعذيب"والذي وقعت عليه السلطات المصرية و وجدنا منها تفهما كبيرا وكان الإستقبال حارّا خاصة من قبل الجامعة العربية وفي أغلب المدن المصرية حيث كان الأهالي ومكونات المجتمع المدني في إستقبالنا إلى أن وصلنا مدينة "سرت" الليبية وإستقبلنا محمد إسماعيل الأحمر منسق قطاع الشباب والرياضة والسيد "عياد الصادق" من قسم المرور والتراخيص بمدرية الأمن وتزامن وصولنا هناك بإحتضان ليبيا لألعاب السلام حيث رفعنا شعلة السلام . وأضاف:"لقد كان الإستقبال في ليبيا لا يوصف حيث كان التنظيم محكما وقامت الجهات المعنية بعدة إستعراضات بالخيول والجمال في ميدان الفروسية وقامت الطائرات بعرض مدهش وكانت السيارات الأمنية تؤمن لنا العبور في أغلب المناطق وكذلك الشأن بالنسبة للديوانة الليبية حيث وزعوا علينا "العصائر" والماء وأحسنوا إستقبالنا... لكن بمجرد ان مرورنا بالديوانة التونسية تغيرت المعاملة وأخضعونا للتفتيش وكان الطريقة التي عاملونا بها مهينة جدا حيث تكدست "ملابسنا" في كومة واحدة وبوصولنا إلى بن قردان تعرضنا إلى"براكاج" من قبل سيارتين تونسية موالية لنظام العقيد وقد مزّقوا العلم الليبي و تمعنوا في "إهانتنا " والحمد لله وجدنا إستقبال من قبل رابطة حقوق الإنسان فرع مدنين وإستقبلنا محامون وعديد الصحفيين حيث إستاؤوا من "المعاملة" التي تعرضنا لها وقام أحد الأصدقاء ويدعى محمد الذهبي وبمجهوده الخاص بتنظيم إستقبال في مسقط رأسي بزرمدين لكن في بقية المناطق كالحمامات وصفاقس وصولا إلى تونس غاب التنسيق والتكريم حتى أنه وبوصولنا يوم الأحد الفارط إلى شارع الحبيب بورقيبة ورغم درجات الحرارة المرتفعة وجدنا عدة شباب من ليبيا حملوا شهائد "تكريم" وتقدير لعائلتي وغاب التكريم التونسي كالعادة بإستثناء حضور رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والسيدة راضية النصراوي و علي الرقابي مدير المركز العالمي وعلاء شلبي الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان والذي كان في إستقبالنا في جميع المحطات من مصر وصولا إلى تونس . وقال الدراج محمد عبد الله الرسّي :"لقد قطعنا مسافة 3450 كلم وهي أول رحلة لي خارج ليبيا وتحديدا من ميدان التحرير إلى تونس وللإشارة قمت برحلة لمسافة 1000 كلم تحت شعار"رحلة التسامح" وإنطلقت من الزاوية إلى مدينة درنة وكنت رفقة إبني البالغ من العمر 13 سنة ...وكنت ضمن المنتخب الليبي في 1983 وإختصاصي الدراجات الهوائية وتحصلت على البطولة في الكاراتي سنة 1991 و كانت هذه الرحلة والتي رافقني فيها الشاب التونسي منتصر طيبة رغم الحرارة الشديدة التي وجدتها في تونس ." وهنا تدخل منتصر مازحا ليقول:"بمجرد دخولنا إلى تونس كان يسكب الماء على رأسه وللإشارة إستهلكنا طيلة الرحلة 277 لتر من الماء و75 لتر من العصير و18 لتر من الحليب ." واضاف:"البرنامج القادم سيكون مواصلة الرحلة نحو مقر المنظمة بجنيف ومن المتوقع ان يشاركنا عدة درّاجين من فرنسا وألمانيا وربما من بلدان عربية ".