يحرص أهالي الجريد على حضور التمور على مائدة الإفطار مثل كل الجهات خاصة تلك التي اشتهرت بإنتاج التمور فالإفطار على حبات من التمر مع القليل من الحليب أو اللبن يعتبر من العادات الغذائية الأساسية التي توارثها الناس جيلا بعد آخر، بل أن مائدة رمضان بكل ما يمكن أن تحوى من أطباق مختلفة واكلات لذيذة قد لا تطفئ جوع الصائم وعطشه إذا ما افتقدت إلى التمور وخاصة دڤلة نور. رغم التباعد بين شهر الصيام وموسم نضج دڤلة النور بالجهة وتأخر نضج التمور البيضاء مثل العماري واللاقو والغرس والقندي والشكان والخلط والتي عادة ما يتم جمعها في النصف الثاني من فصل الصيف هذا التباعد بين شهر الصيام وموسم نضج التمور جعل أهالي الجريد يعمدون إلى الاحتفاظ بكميات هامة من منتوج الموسم الفارط من دڤلة نور في مخازن التبريد العصرية أو حتى في الثلاجات المنزلية. إلا أن العديد من العائلات عادت إلى طرق تقليدية كان يستعملها الأجداد في خزن التمور في حلهم وترحالهم خاصة وأنها كانت تمثل زادهم الأساسي طيلة أيام السنة. ولإعداد هذه العملية تعمد النسوة إلى نزع النواة من الثمرة وجمعها في أواني بلاستيكية أو زجاجية أحيانا أخرى في شكل طبقات ويتم ضغطها لعدم تسرب الهواء حتى تصبح كتلة واحدة ثم يتم غلق الآنية بإحكام. وقديما كان الأجداد يستعملون لهذا الغرض أواني من الفخار مثل «الخابية» أو «الزير» أو يقومون بجمع التمور في أكياس تتم خياطتها من جلود الماعز وتعرف أكثر عند متساكني الواحات ب«القرب». ويقوم البعض بإضافة القليل من الزيت والزعتر أو الزيتون والزعتر إلى هذه التمور فتضفي عليها طعما لا مثيل له. كذلك، اعتمد الناس سابقا طريقة تجفيف التمور وخاصة دڤلة نور لاستهلاكها على امتداد السنة، ثم تعليقها في المنازل وهو ما يتيح الاحتفاظ بها لشهور.