تعطلت أمس على الساعة 8 و45 دقيقة صباحا... ولم تحتج المسألة إلى الكثير من النباهة لمعرفة سبب توقف السيارات بتلك الطريقة فقد كان «موكب حكومي» أو «رئاسي» بصدد العبور. كان الطابور على أشده بعد ان اصطفت السيارة تلو الأخرى، وتعالت أصوات المنبهات ازدادت حدتها بطريقة تصم الآذان، حيث كانت الأعصاب على أشدها... البعض كان يتمتم ويتلفظ بعبارات غاضبة والبعض الآخر استغرب توقيت تعطيل حركة المرور الذي تزامن مع محاولة أغلبية الموظفين اللّحاق بمقرات عملهم أو قضاء شؤون قد تكون عاجلة. مشاهد «ذكرتنا» بمعاناة سابقة لأصحاب السيارات مع مواكب المرور الرسمية التابعة لبن علي أو زوجته أو أصهاره عندما كانت تتعطّل حركة المرور وتتوقف جميع السيارات إلى أن يمرّ الموكب الموقرّ ولا يهمّ كم من شأن قد يؤجل وكم من موظف سيتأخر او يوّبخ وكم من مسن قد يتلظى بأشعة الشمس الحارقة ... فلا أحد سيهتم بأصحاب السيارات والتاكسيات لأن «الموكب يظل الأهم» ولا أحد يحرّك ساكنا ما دام المواطن هو «كبش الفداء» وعليه الانتظار فما ضرّ لو احترق في الشمس أو تعطّلت مصالحه؟ من سيعبأ به أو بشعوره؟ ومن هو ذا المسؤول الذي بإمكانه ترك الأولوية للمواطن والاستغناء عن «البروتوكولات» الزائفة؟. فالطريق يجب ان تخلو تماما لتمرّ السيارات الرسمية وهي تطوي الطريق طيّا في سرعة جنونية واحيانا في لمح «البصر»... صحيح أن الحكّام والحكومات تغيّروا لكن العقلية والتنظيم مازالا كما كانا فمتى ينتبه أصحاب القرار لمثل هذا «الخنّار»؟