لجنة كسر الحصار عن غزة.. أسطول بحري جديد يبحر بتاريخ 24 سبتمبر من ايطاليا    مناقشة مقترح النظام الاساسي للصحة    مصطفى عبد الكبير: "معلومات شبه مؤكدة بوجود المفقودين في مركب هجرة غير نظامية غادر سواحل صفاقس الاثنين الماضي، في التراب الليبي"    بوعرقوب: انطلاق موسم الهندي الأملس    انخفاض في جرحى حوادث المرور    مصر تعلن تَأَثّرها بالهجوم السيبراني على مطارات أوروبا    رابطة الأبطال ...الترجي بخبرة الكِبار والمنستير لاسعاد الأنصار    كاس الكنفدرالية: الملعب التونسي يفوز على الجمعية الثقافية نواذيبو الموريتانية 2-صفر    تونس تشارك في بطولة العالم لألعاب القوى لحاملي الاعاقة بالهند من 26 سبتمبر الى 5 اكتوبر ب11 متسابقا    منوبة : انتشال جثتى شقيقين حاولا انقاذ كلبة من الغرق    أولا وأخيرا... سعادتنا على ظهور الأمّهات    تونس ضيف شرف مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي: درة زروق تهدي تكريمها إلى فلسطين    في تظاهرة غذائية بسوسة ...«الكسكسي» الطبق الذي وحّد دول المغرب العربي    عاجل: إيقاف اكثر من 20 ''هبّاط'' في تونس    وزير خارجية ألماني أسبق: أوروبا مجبرة على التفاوض مع تونس بشأن ملف الهجرة    عاجل: إنهيار سقف اسطبل يتسبب في وفاة شاب وإصابة آخر    عاجل: الأمطار تعمّ أغلب مناطق تونس خلال الفترة القادمة    الكاف.. معرض لمنتوجات المجامع الفلاحية    شبهات فساد تُطيح بموظّفين في بنك الدم بالقصرين: تفاصيل    العائلة والمجتمع: ضغوط تجعل الشباب التونسي يرفض الزواج    عاجل: شيرين عبد الوهاب أمام القضاء    جمال المدّاني: لا أعيش في القصور ونطلع في النقل الجماعي    كل نصف ساعة يُصاب تونسي بجلطة دماغية...نصائح لإنقاذ حياتك!    التيار الشعبي يدعو الى المشاركة في اضراب عالمي عن الطعام دعما لغزة    التنس: تأهل معز الشرقي الى نهائي بطولة سان تروبيه للتحدي    كرة اليد: منتخب الصغريات يتأهل إلى نهائي بطولة افريقيا    بنزرت: تنفيذ اكثر من 80 عملية رقابية بجميع مداخل ومفترقات مدينة بنزرت وتوجيه وإعادة ضخ 22,6 طنا من الخضر والغلال    مسرحية "على وجه الخطأ تحرز ثلاث جوائز في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي    "أمامكم 24 ساعة فقط".. كبرى الشركات الأمريكية توجه تحذيرا لموظفيها الأجانب    تحذير هام: تناول الباراسيتامول باستمرار يعرّضك لهذه الأمراض القاتلة    هذا ما تقرّر ضد فتاة أوهمت شبّانا بتأشيرات سفر إلى الخارج.. #خبر_عاجل    عاجل: وفاة عامل بمحطة تحلية المياه تابعة للصوناد في حادث مرور أليم    عاجل/ بينما كان في عمله: إستشهاد عائلة مدير مستشفى الشفاء في غزّة    معاناة صامتة : نصف معيني مرضى الزهايمر في تونس يعانون من هذه الامراض    زغوان: غلق مصنع المنسوجات التقنية "سيون" بالجهة وإحالة 250 عاملا وعاملة على البطالة    سليانة: وضع 8 ألاف و400 قنطار من البذور منذ بداية شهر سبتمبر    رابطة الأبطال الافريقية: الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري من أجل قطع خطوة هامة نحو الدور الثاني    كتائب القسام تنشر "صورة وداعية" للأسرى الإسرائيليين إبان بدء العملية في غزة    غدا الأحد: هذه المناطق من العالم على موعد مع كسوف جزئي للشمس    عاجل/ بشائر الأمطار بداية من هذا الموعد..    بنزرت: حجز أطنان من اللحوم والمواد الغذائية المخزّنة في ظروف غير صحية    تكريم درة زروق في مهرجان بورسعيد السينمائي    صرف الدفعة الأولى من المساعدات المالية بمناسبة العودة المدرسية في هذا الموعد    لكلّ من فهم بالغالط: المغرب فرضت ''الفيزا'' على هؤلاء التوانسة فقط    الكاف: قافلة صحية تحت شعار "صحتك في قلبك"    أكثر من 100 ألف تونسي مصاب بالزهايمر ومئات الآلاف من العائلات تعاني    لماذا يضعف الدينار رغم نموّ 3.2 بالمائة؟ قراءة معمّقة في تحليل العربي بن بوهالي    "يوتيوب" يحظر حساب مادورو    عاجل/ عقوبة سجنية ضد الشاب الذي صوّب سلاحا مزيّفا تجاه أعوان أمن    بعد موجة من الانتقادات.. إيناس الدغيدي تلغي حفل زفافها وتكتفي بالاحتفال العائلي    اليوم: استقرار حراري وأمطار محدودة بهذه المناطق    القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    استراحة «الويكاند»    عاجل/ البنك التونسي للتضامن: إجراءات جديدة لفائدة هؤلاء..    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    الرابطة المحترفة الاولى : حكام مباريات الجولة السابعة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"سلمان الهرفي" (سفير فلسطين بتونس) في حوار شامل ل"التونسية":قاتل عرفات هي اسرائيل... بتواطؤ دولي
نشر في التونسية يوم 23 - 07 - 2012

- البعض في حركة حماس يعلّقون أوهاما على الربيع العربي...
- الديمقراطية ليست عود ثقاب يستعمل مرة واحدة...
- لا نريد أن يصبح عرفات محل مزايدة ...
أعادت قناة «الجزيرة» إلى السطح ملف اغتيال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بعد الكشف عن آثار مادة البولونيوم في بعض أغراضه الشخصية وهو ما دعا أرملته(المثيرة للجدل) سهى عرفات إلى المطالبة بإخراج رفاته لأخذ عيّنة منها لتسليمها إلى المخبر السويسري للتأكد من فرضية تسميمه بمادة البولونيوم، أما السلطة الفلسطينية فدعت إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية بعد أن فشلت لجنة التحقيق الفلسطينية التي شكلتها في تقديم ما يستحق الذّكر...
«التونسية» حاورت الأستاذ سلمان الهرفي سفير فلسطين ببلادنا، استقبلنا الرجل في مكتبه المتواضع (تذكّرت قصة الرئيس المدير العام لإحدى المؤسسات الإعلامية العمومية من حواريي عبد الوهاب عبد الله الذي صرف 64 ألف دينار لتجهيز مكتبه بدورة مياه خصوصية، ومازال بمنأى عن أية محاسبة بعد الثورة )، تحدث الرجل طويلا عن أستاذه ومعلّمه الرئيس الشهيد عرفات الذي رافقه طيلة أربعين عاما مستشارا للشؤون الإفريقية. والأستاذ سلمان الهرفي أصيل مدينة بئر السبع (أراضي 48) حيث بيت العائلة المحتلّ من قبل أسرة إسرائيلية، درس الطب بالجزائر وفيها تعلم الفرنسية .
تفاصيل حوارنا مع سفير دولة فلسطين بتونس في ما يلي...
قرّر مجلس الجامعة العربية مؤخرا تشكيل لجنة في مستوى الأمانة العامة لإعداد ملف قانوني متكامل وعرضه على لجنة تحقيق دولية للنظر في ظروف وفاة ياسر عرفات، فما هو موقف السلطة من إعادة فتح هذا الملف بعد ما بثته قناة «الجزيرة»؟
كما تعلم وفاة الرئيس ياسر عرفات(1929 - 11 نوفمبر 2004) ليست خسارة لعائلته أو للقيادة الفلسطينية فقط بل هي خسارة للشعب الفلسطيني لأن الزعيم عرفات هو مؤسس الثورة الفلسطينية الحديثة، وخسارته خسارة كبيرة لا تعوض، وقد تشرفت بالعمل معه لمدة اربعين عاما مستشارا للشؤون الإفريقية وأدرك معنى خسارة الرئيس عرفات بالنسبة إلى النضال الوطني الفلسطيني. فمنذ اللحظة الأولى لم يكن لدى القيادة الفلسطينية في منظمة التحرير أو في السلطة أدنى شك في أن القاتل معروف ووسيلة القتل تكاد تكون معروفة بدرجة كبيرة جدا .
القاتل هي إسرائيل والقتل تمّ بالتسميم، القاتل إسرائيل بتواطؤ دوائر دولية لأن إسرائيل لا يمكنها أن تتخذ قرارا بهذا الحجم دون تواطؤ مع حلفائها الأقربين.
ألا تخشون أن تكون اليد التي نفذت جريمة القتل غير إسرائيلية وأعني يدا فلسطينية؟
«أنا جايك بالحديث»، بغضّ النظر عن الأداة، المهم هو القرار السياسي الذي اتخذه شارون حين كان رئيسا للحكومة الإسرائيلية وصرّح بذلك أكثر من مرة في أكثر من مناسبة وأيضا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي موفاز، وأكاد أجزم بأن غالبية الزعماء الإسرائيليين لم يترددوا في أية لحظة من اللحظات في القول بأن الرئيس عرفات عقبة في وجه عملية السلام. هم هيّئوا ومهدوا لاتخاذ القرار من طرف شارون للتخلص من الزعيم عرفات جسديا، اعترافات الإسرائيليين من خلال مذكراتهم بأنهم حاولوا أكثر من اربعين مرة اغتيال الرئيس عرفات، فعملية التخلص من الرئيس عرفات قرار إسرائيلي بامتياز، أما البحث عن الأداة فحتى وإن كانت فلسطينية فإنه يحصل في كل دول العالم أن تستخدم أداة محلية(في فترة من الفترات تمّ تسريب معلومات مفادها تورّط محمّد دحلان في اغتيال عرفات ويشاع إن عملية طرده من اللجنة المركزية لحركة «فتح» كانت لهذا السبب)، المهم هو القرار السياسي ونحن أولينا هذا الموضوع منذ البداية الأهمية المطلقة، لم يكن لدينا أي شك حول هوية صاحب القرار السياسي في اغتيال الرئيس عرفات، وقبل ذلك أقدم الإسرائيليون بنفس الطريقة على اغتيال أبو علي مصطفى(1938 2001، شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) بصاروخ طائرة بقرار حربي من موفاز وشارون، وهم من قتلوا الشيخ أحمد ياسين(الزعيم التاريخي لحركة حماس) بصاروخ طائرة ف16 هدية من الولايات المتحدة الأمريكية وعبد العزيز الرنتيسي (1947 2004، قائد حركة حماس في غزة بعد اغتيال أحمد ياسين ) وقبل ذلك بكثير استعملوا السم لقتل وديع حداد (من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعترفت إسرائيل باغتياله بتسميمه عن طريق شوكلاطة قدمها له عميل عراقي رفيع المستوى) وهم يفتخرون بذلك وهم سمموا السيد خالد مشعل(رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) واعترفوا بذلك اعترافا دوليا ونتنياهو هو الذي اتخذ قرار اغتيال الشهيد الحي الأخ خالد مشعل وبتدخل من الملك حسين رحمه الله أجبرت إسرائيل على تمكين الأردن من المصل المضاد لإنقاذ الأخ مشعل
هناك شعور بأن لجنة التحقيق الفلسطينية في اغتيال الرئيس عرفات لم تقم بأي شيء طيلة كل هذه السنوات؟
سيدي الكريم، حتى لا نوزع التهم جزافا، بذلت القيادة الفلسطينية ومازالت كل ما تستطيع من أجل كشف الحقيقة، والمشرف على الملف هو إبن أخت الرئيس عرفات الأخ ناصر القدوة والملف لم يغلق ولم يأت أحد متبرعا لنا لمد يد العون والمساعدة وقلنا له «لا».
السلطة هذه هي إمكانياتها ومنذ أعلنت «الجزيرة» عن نتائج بحثها الاستقصائي رحبنا به وتجاوبنا معه إيجابيا وعندما دعا وزير خارجية تونس الأخ رفيق عبد السلام الجامعة العربية لاجتماع طارئ وإجراء تحقيق دولي، طلبت بعد خمس دقائق من إعلانه موقف الحكومة التونسية اجتماعا عاجلا معه وأعلنت في بيان رسمي بناء على تعليمات من الرئيس عباس بأننا ندعم طلب تونس، وسنشارك في الاجتماع وبالفعل شاركنا.
نحن نعرف من يقف وراء قتل الرئيس عرفات وقد طالبنا قبل ذلك بالتحقيق الدولي في المجزرة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في وضح النهار لمدة اكثر من 21 يوما في غزة وكانت لجنة «غولدستون» ولكن الدول العظمى حالت دون إجراء التحقيق مع إسرائيل، نحن نعرف أن شارون كمؤسسة هو من أخذ قرار اغتيال عرفات وطالبنا المجتمع الدولي أن يوقع العقوبات على مجرمي الحرب الإسرائيليين المدنيين والعسكريين، في المقابل بدأت بعض الدول الأوروبية بدعم أمريكي بتغيير قوانينها الوطنية لحماية الإسرائيليين من الملاحقة القضائية فهؤلاء هم من تواطؤوا مع القاتل، نحن لا نريد أن نلقي التهم على هذا وذاك، الجانب الفلسطيني والعربي بذل كل الجهد لفضح مجرمي الحرب الإسرائيليين، والرئيس عرفات قبل أن يغتال كان محاصرا لمدة ثلاثة أعوام ولم يحرك أحد ساكنا لا زعيما ولا صحافيا (يكررها)
نحن كنا وحدنا ...
متى لاقيت الزعيم عرفات آخر مرة؟
في مستشفى بارسي بفرنسا
هل ذهبت لزيارته؟
نعم
هل كنت من الدائرة المقربة له ليسمح لك برؤيته وهو على فراش الموت؟
«موش بالضرورة» أن أكون من الدائرة المقرّبة أو البعيدة، هذا قائدي ومعلمي وأستاذي.
شاهدت تحقيق «الجزيرة» عن اغتيال عرفات، وحاول الفريق الصحفي للقناة الاتصال بطبيب عرفات منذ 1988 السيد عمر دقّة وهو الآن يعمل بالسفارة الفلسطينية بتونس ولكنه رفض وقال «كل ما عندي موجود في رام الله» كما أن الطبيب التونسي الهنتاتي خير الصمت وكذلك الطبيب المصري، هل هناك حرج سياسي يجعل هؤلاء يصمتون؟
أولا دعني أقول لك، نحن نحيي «الجزيرة» والصحافيين الذين قاموا بهذا التحقيق، ولكن هناك قسم الطبيب لا بد من احترامه بعدم إفشاء أسرار المريض، والسيد عمر دقة كطبيب قال لهم الحقيقة وطلب منهم التوجه نحو لجنة التحقيق برام الله، هناك قسم لابد من احترامه وهو ذات الموقف الذي اتخذه الطبيبان التونسي والمصري ويفترض أن يكون موقف أي طبيب مهما كانت جنسيته، لماذا لم يتجهوا لمستشفى بارسي فكل الملف الطبي موجود هناك؟ مع احترامي، هناك بعض الصحفيين يريدون تلبس شخصية «كولومبو» (سلسلة بوليسية شهيرة) كان أسلوبا خاطئا خاصة أن صحفي «الجزيرة» لم يفصح عن الهدف من المقابلة وتلصّص – آسف أني أقول هذه الكلمة – سجل كلام السيد عمر دقة دون إذنه، نحن نحترم الجزيرة ونحترم كل الصحفيين ولكن شريطة أن يحترم هؤلاء قواعد العمل الصحفي، نحن نتعامل بكل الشفافية والوضوح وليس لنا شيء لنخفيه ولا نخشى شيئا ولنا المصلحة الأساسية في كشف قتلة الرئيس الرمز ياسر عرفات، نحن من نريد الحقيقة ونحيي كل من يساندنا لكشفها، أما أن نستعمل اغتيال الرئيس عرفات كحجة للنيل من الآخرين فهذا كلام مردود على أصحابه.
هل حاول فريق «الجزيرة» الاتصال بكم؟
لا، لم يحدث بيننا أي اتصال.
هل حدث بينكم وبين السيد خالد مشعل اتصال بمناسبة زيارته لتونس ضيفا على مؤتمر حركة «النهضة»؟
بالتأكيد، الأخ خالد مشعل رئيس حركة «حماس» وهي فصيل أساسي في النضال الفلسطيني وقد التقيت الأخ خالد مشعل.
ماذا جرى بينك وبين خالد مشعل من حديث؟
لا توجد بيننا أشياء سرية، ما يشغلنا دائما هو الهموم الفلسطينية ونحن نرحب بكل المواقف التي تساهم في رأب صدع البيت الفلسطيني وتحقيق المصالحة.
صرح مشعل بأن تونس جديرة بأن تكون حاضنة للمصالحة الفلسطينية فما هو موقف السلطة؟
ليس جديدا على تونس ان تكون حاضنة للقضية الفلسطينية ونحن ممتنون لتونس بكافة أطيافها لأن التونسيين قد يختلفون في ما بينهم على كثير من الأمور ولكنهم يتفقون بقلب رجل واحد على القضية الفلسطينية ونحن نسجل تقديرنا لمواقف كل التيارات السياسية التونسية من القضية الفلسطينية.
يشغلني ككثير من التونسيين هذا البطء في تحقيق المصالحة الفلسطينية رغم كثرة الاتفاقيات والإعلانات والمعاهدات بين السلطة و«حماس». وفي كل مرة يطرأ جديد من ذلك قرار «حماس» تعليق عمل لجنة الانتخابات في غزة؟ لمصلحة من يتم تأجيل المصالحة؟
دعني أقول بصدق، البعض من الإخوة في «حماس» ولا أقول «حماس» يعلق أوهاما على الربيع العربي.
بمعنى؟
بعضهم يظن أنه ربما تأتي الأمور بأشياء لصالح «حماس».
تقصد فوز الإسلاميين بالرئاسة في مصر؟
هذا جائز، فرغم أن الأخ خالد مشعل وقّع باسم المكتب السياسي ل«حماس» اتفاقية المصالحة وعلى الرغم من أن الأخ الرئيس محمود عباس اجتمع مع المكتب السياسي برغبة من الأخ مشعل وشرح لهم بالتفصيل الاتفاق الذي وقع في الدوحة والاتفاقيات المبرمة سابقا ومباحثات القاهرة وفسر لهم كيف أنّ لنا مصلحة كأطراف فلسطينية في إنهاء الانقسام والاحتكام إلى صندوق الاقتراع فإن البعض من الإخوة في «حماس» في قطاع غزة يبني أوهاما، ونحن نقول على الجميع ألّا يبني قصورا في الهواء، ولا تعوّلوا على غير الصف الوطني، نحن نقول علينا أن نعوّل أولا وعاشرا على شعبنا وأهم شيء أن نعطي حرية كاملة لشعبنا بأن يختار من يمثله والديمقراطية ليست عود ثقاب يستعمل مرة واحدة.
زار الرئيس عباس فرنسا وإيطاليا ولكن عملية السلام مازالت في حالة موت سريري؟
السلام ليس ضرورة فلسطينية فحسب، بل هو ضرورة دولية فالرئيس عباس يسعى دوما في كل الاتجاهات لتعزيز مكانة الشعب الفلسطيني خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تشهد تجميدا كاملا لعملية السلام من طرف إسرائيل، الإسرائيليون لا يريدون سلاما، كما يراهن البعض في غزة على المتغيرات في المنطقة تراهن إسرائيل على ذات المتغيرات لأنها تجد نفسها أمام أوهام عربية وتفكك عربي ولا مبالاة عربية.
هل أضعف الربيع العربي الموقف الفلسطيني؟
لا يمكنني أن أقول هذا الكلام، ولكن في المدى القصير الكل مشغول بمشاكله، ونحن نتفهم ذلك إلى حد ما ولكننا لا نفهم أن يتضوّر الفلسطيني جوعا وأشقاؤه يبعثرون أموالهم في الشرق وفي الغرب على حروب لا طائل من رائها، نحن نناشد أمتنا العربية أن تعي أن القدس تُهوّد وواجب الدفاع عن القدس ليس واجبا فلسطينيا فحسب، الله منّ علينا بأن نكون في الخندق الأول ولكن الدفاع عن القدس واجب عربي وإسلامي ودولي، إسرائيل تغير معالم القدس فلابد من وقف هذا الاستيطان، من هنا تأتي تحركات الرئيس عباس من فرنسا إلى إيطاليا إلى موسكو إلى الصين إلى اليابان والبرازيل والأرجنتين إلى جنوب إفريقيا إلى أديس أبابا، نحن في حركة دائمة لأننا مقدمون على استحقاقات دولية رغم كل الاعتراضات لبعض القوى العظمى المساندة لإسرائيل، لا يمكن أن نرتهن لرغبة هذا أو ذاك، نحن لا نرتهن إلا لمصالح شعبنا، ولذلك نحن ذاهبون للأمم المتحدة لا بحثا عن كرسي إضافي في منظمة دولية بل لأنه من حق الشعب الفلسطيني أن يحصل على اعتراف دولي بفلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة لأن إسرائيل تستولي على الأرض بحجة أنها متنازع عليها وحين ننتزع العضوية يصبح الاستيطان احتلالا فمن يقف ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة هو من يشجع الاحتلال الإسرائيلي وهو من قتل الرئيس عرفات.
ما تعليقك على توصية حركة «النهضة» بتجريم التطبيع؟
هذا شيء جيّد، لا أحد يريد التطبيع أساسا ،إذن هو قرار نحييه وندعمه ونأمل أن يترجم على أرض الواقع في كافة المجالات بمقاطعة كل اللقاءات الإسرائيلية ومقاطعة البضائع الإسرائيلية ولا نكتفي بالشعارات التي لا تكلف قائليها شيئا.
هل أنتم مطلعون على ملف الفلسطينيين العالقين في مخيم الشوشة؟
هذا أكيد ومنذ اليوم الأول.
ما الجديد في وضعية هؤلاء؟
الفلسطينيون العالقون في مخيم الشوشة ثلاث عائلات تضم 21 فردا نوليهم كل الاهتمام، ومع تقديري لهؤلاء فهم من الحالمين بالهجرة إلى دول أوروبية والحصول على اللجوء السياسي هناك لا نعلم من أوهمهم بأن البقاء في مخيم الشوشة سيدفع بإحدى الدول لقبولهم، لقد شرحنا لهم أكثر من مرة على عين المكان حيث ذهبت إليهم بنفسي واستقبلت عددا منهم هنا في مكتبي بأننا أجرينا عدة اتصالات مع عدد من الدول ولكننا لسنا نحن من يقرر منحهم اللجوء في هذه الدولة أو تلك، وقلنا لهم إن تونس عبّرت مشكورة عن استعدادها لقبولهم على أراضيها ومنحتهم الإقامة كما عبرت ليبيا الجديدة عن ترحيبها بعودتهم حيثما كانوا، ولكنهم مصرون على اللجوء إلى إحدى الدول الإسكندنافية وهذا يتجاوزنا، نتفهم ظروفهم وتونس تحاول مساعدتهم من الرئاسة إلى الحكومة إلى مكونات المجتمع المدني.
هل ظروف إقامتهم طيبة؟
طبعا ليست طيبة، كل إنسان يرغب في أن يكون له بيت وأن يدرس إبنه في مدرسة قريبة من البيت، نحن لا نستطيع إجبارهم على غير ما يريدون ومع ذلك نحن نحاول مساعدتهم قدر ما نستطيع.
هل لديكم اتصالات مع رأسي السلطة التنفيذية في تونس؟
لنا اتصالات مع الجميع دون أيّة عوائق ولدينا علاقات طيبة مع كافة القوى السياسية في الحكم وخارجه، نحن نتعامل مع التونسيين دون أي حرج وبكل أخوة ونتمتع بكافة أوجه الدعم من جميع الأطراف ونعتز بهذه العلاقة.
لست جديدا على تونس(منذ سنة 2006) هل توقعت أن يغادر بن علي كما فعل يوم 14 جانفي؟
لا تستطيع ان تقرأ ما في علم الغيب، نحن نحترم اختيارات الشعب التونسي ولا أعتقد أن أحدا توقع هروب بن علي، ربما بعض الدوائر كانت تعلم، ولكننا لم نكن على علم بما حدث، نحن سياستنا منذ تأسيس منظمة التحرير ألّا نتدخل في الشأن الداخلي للآخرين. نحن نحاول أن نكون ضيوفا خفيفي الظل حيثما حللنا.
فضلا عن صفتك كسفير لفلسطين في بلادنا تتولون خطة مستشار للشؤون الإفريقية للرئيس عباس، كيف حال الحضور الفلسطيني في القارة الإفريقية؟
الحضور الفلسطيني مرتبط دائما بإمكانيات الشعب الفلسطيني وإمكانيات العمل الدبلوماسي قلّت مقارنة بالسنوات الماضية قبل تأسيس السلطة الفلسطينية التي عليها التزامات وطنية ذات أولوية ومع ذلك لدينا علاقات قوية مع جميع الدول الإفريقية ونحظى بدعم الاتحاد الإفريقي وقراراته أقوى أحيانا من قرارات بعض الدوائر العربية.
ما رسالتكم للشعب التونسي؟
رسالتي رسالة محبة وتقدير للشعب التونسي الذي يريد تحرير فلسطين، لقد أنعم الله علينا كفلسطينيين بأن نكون في الخندق الأمامي لتحقيق آمال امتنا في تحرير بيت المقدس لنصلي جميعا ومعا وسويا في المسجد الأقصى المبارك ولكننا في حاجة إلى من يشدّ أزرنا، أقول هذا وأنا أفكر في إخوتي في مخيمات اللجوء في الشتات وفي إخوتي في غزة وفي كل أراضي السلطة الفلسطينية، وأرجو لكل التونسيين رمضانا مباركا وكريما كرم الشعب التونسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.