عقد أمس حزب «الرحمة» ندوته الصحفية الأولى بالعاصمة للإعلان عن تأسيسه والكشف عن توجهاته وأهدافه الرئيسية. وبين الشيخ سعيد الجزيري رئيس الحزب أنّ الحزب قد تحصّل على تأشيرة عمله الأسبوع الفارط وأنه حزب سياسي وطني إسلامي أساسه الرحمة والمودة والعدل والمساواة بين جميع أفراد الشعب حسب تعبيره مشيرا إلى أنّ الحزب مبني أساسا على شريعة الله ورسوله، «أسس مستقيمة لا عوج فيها ولا غبار عليها» حسب قوله. وأكد الشيخ سعيد الجزيري أن الحزب يسعى إلى الحفاظ على ممتلكات البلاد ومكتسباتها وأن الشعب التونسي بحاجة اليوم إلى قيادة جديدة حكيمة تواكب متطلبات حياته العصرية وتستجيب لاحتياجاته المعاشية، قيادة تسعى إلى تحقيق وإحياء آمال الشباب التونسي الذي كان ولا يزال المحرك الأساسي لهذه الثورة، قيادة تخشى الله وتتقيه في كل موطن، حسب قوله. وأضاف رئيس الحزب أنهم سيطالبون الحكومة بإدراج الشريعة ضمن الدستور وأنهم يشجعون على تعليم الشباب التونسي علوم الشريعة كما يتطلعون إلى القضاء على الجهل في الدين، مشيرا في السياق ذاته إلى أن حزب «الرحمة» يسعى إلى تجاوز الفراغ السياسي المهول الذي تعيشه تونس حاليا وإلى تغييره خاصة مع وجود من أخلف بوعوده. وفي سياق متصل، بيّن الشيخ سعيد الجزيري أن عقيدة حزب الرحمة هي عقيدة قوية تتنافى مع اللامبالاة السياسية كما وعد الشيخ المواطن التونسي بتوفير المقدسات الأربعة وهي الشغل والمسكن والصحة والتعليم. كما أوضح أنهم يريدون القطع مع الخصومات والعداوات وبالتالي وضع نهاية للنظام الدكتاتوري ونظام الحزب الواحد، فالعقلية وجب أن تتغير والحكم متداول وسجال حسب قوله. وأكد الشيخ أن الشعب قد انتفض وثار وأنه اليوم يريد الحياة الكريمة ووجب استخدام أهداف الثورة لفائدة الشعب وأن واجبهم اليوم أن يقدموا العناية لكل المسنين والأرامل والأيتام وجرحى الثورة. واعتبر كذلك أن حزبهم يضمن الحريات الفردية والعامة واستشهد في هذا الإطار بقولة عمر بن خطاب «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟» مؤكدا أنهم يعملون على احترام حرية التعبير ويدعون إليها وإلى الابتكار واحترام الآراء في ظل احترام المقدسات وتقاليد الشعب التونسي، مشيرا إلى أهمية استقلال الصحافة عن الأحزاب وأطراف الحكومة، والعمل على إرساء قضاء مستقل لتجنب الرشوة والقضاء على المحسوبية حسب تعبيره. وصرّح الشيخ كذلك أن تونس دولة غنية بثرواتها خاصة النفط والفسفاط وأنهم كحزب يشجعون على فتح مجال الصناعة نظرا لما يحمله هذا القطاع من آفاق وثروات وأن الحزب سيركز خاصة على الاقتصاد الذي يُعدّ العمود الفقري للبلاد، من ذلك أنهم سيعملون على تشجيع الفرد على التجارة والتشجيع على الاستثمار الداخلي والخارجي وتطوير الميدان الفلاحي، علاوة على إصلاح المجال الأمني والعمل على تحسينه وتطويره. وختم الشيخ سعيد الجزيري قائلا إنهم سيعملون على تأمين المساجد ومنع التعدّي عليها وعلى حرمتها قائلا: «لا مساس بأماكن العبادة والمصلين كل حر في دينه»، مشيرا إلى أن الحزب يرحب بكل الكفاءات مهما كان انتماؤها السياسي.