أكد محمد بوعنان رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز أن القطاع يتخبط في مشاكل عديدة أهمها كثرة المخابز العشوائية وتعدّد الرخص المسندة للمخابز الجديدة. وأضاف رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز أن 30 مليارا هي قيمة الخسائر التي تتكبدها الدولة نتيجة تزايد حجم الخبز «البايت» والذي يسبب خسارة كذلك لصندوق الدعم وأصحاب المخابز، وأفاد بوعنان أن عدد المخابز قد ارتفع خلال السنوات الأخيرة (من 2000 مخبزة سنة 2009 إلى 3000 مخبزة) مقابل ارتفاع حجم الخبز «البايت» وقال بوعنان إنه كلّما تمّ فتح مخبزة جديدة إلا وزاد حجم الخبز «البايت» الذي يكلف الدولة خسارة كبرى. وبخصوص شهر رمضان قال محدثنا إنه خلال هذا الشهر يجد القطاع نفسه أمام منافسة كبيرة حيث ينتشر بيع خبز «الطابونة» و«المبسس» بالإضافة إلى صنع الخبز في المنازل وكذلك منافسة من طرف بعض المحلات التي تقوم بتحويل نشاطها خلال هذا الشهر الكريم (من محلات بيع المرطبات والفريكاسي إلى محلات بيع الخبز) وهو ما ساهم في إرباك القطاع وكبده خسائر كبيرة. وقال بوعنان إنّ العديد من أصحاب المخابز اضطروا إلى تسريح العمّال خلال شهر رمضان موضحا أن حجم الخبز البايت يرتفع خلال شهر رمضان وتفوق الخسائر 130 ألف دينار يوميا أي ما يقارب 4 مليارات خلال نفس الشهر وذكر بوعنان أن القطاع يعاني كذلك من نقص كبير في عدد عمال المخابز بالإضافة إلى غياب مدارس التكوين التي تقوم بتأطير ورسكلة المكونين مشيرا إلى أنه منذ أكثر من 20 سنة يفتقد القطاع إلى مدرسة تكوين وقال إن كل قطاع يحتوي على مدرسة تكوين ما عدا قطاع المخابز وحذر بوعنان من خطورة الإشكالات التي يتخبط فيها القطاع وقال «بعد 4 أو 5 سنوات لن نجد من يصنع لنا الخبز». لابد من إيقاف الرخص دعا محمد بوعنان إلى ضرورة إيقاف نزيف الرخص الجديدة التي يتم إسنادها حيث يتم تسريب الرخص من حين لآخر والحال أنّ حجم الخبز «البايت» في ارتفاع مستمر مبينا أن عدد المخابز لا يجب أن يفوق 2000 مخبزة لأنه عندما تفوق الحاجة تحدث الخسارة سواء بالنسبة للدولة أو لأهل المهنة. وأشار محدثنا إلى أن القطاع يشكو من مديونية كبيرة تناهز 8 مليارات بالنسبة لأصحاب القروض كما أن 850 مخبزة قد أغلقت أبوابها وتوقف نشاطها. ومن المشاكل الأخرى التي ذكرها محدثنا تضخم حجم المصاريف التي يتكبدها المنتج مشيرا إلى أن تراجع الطلب قد خلق إشكالات عديدة في القطاع بالإضافة إلى ضعف هامش الربح. وعن أصناف الخبز المعروضة في الأسواق قال بوعنان إن غياب الجودة لا يتحمله أصحاب المخابز الأصلية وإنما أصحاب المخابز العشوائية والذين يعرضون الخبز في ظروف سيئة وعلى قارعة الطريق غير مكترثين بدخان السيارات والغبار والأوساخ ويكون عرضة للمسّ وبالتالي فإن غياب الجودة يتحمله الدخلاء على القطاع ولا يتحمله منتجو الخبز أما بالنسبة لاستهلاك الخبز خلال شهر رمضان فقال محدثنا إن الاستهلاك يتراجع بنسبة ٪50 من قيمة الإنتاج نظرا لأنه يستعمل في وجبة واحدة (عند حلول الإفطار). «مافيا» الفارينة المدعمة ودعاة الفوضى في قطاع الخبز شدّد محمد بوعنان على ضرورة المراقبة في القطاع وقال إن العديد من التجاوزات خلال العهد السابق قد أغرقت القطاع في الفوضى حيث كانت توجد «مافيا» الفارينة المدعمة والعديد من دعاة الفوضى في قطاع الخبز وكانت هذه الشريحة تُغرق السوق في الفوضى من خلال النهب والسرقة والتلاعب بالقطاع ومن مظاهر التجاوزات كذلك خلال العهد السابق تواجد «مافيا» كانت هي التي تحكم السوق من خلال الحصول على كميات كبيرة من الفارينة المدعمة وبيعها لأصحاب مصانع المرطبات والحلويات ومحلات الفطائر والفريكاسي وبالتالي تحصيل أموال طائلة على حساب أهل المهنة، وأضاف المتحدث أنّ كل هذه الممارسات قد ألحقت ضررا كبيرا بصندوق التعويض وأبرز محدثنا أنه تم تشديد حملة المراقبة في القطاع والقضاء على كل هذه التجاوزات مبينا أن دعم الفارينة ينتفع به اليوم كل من يحتاج الدعم وبطريقة منظمة لاتشوبها أيّة إخلالات أو تجاوزات على غرار ما كان معمولا به خلال العهد السابق. وفي هذا الصدد نصح محدثنا بضرورة اقتناء الخبز من المخابز بدل التوجه إلى الأسواق الموازية حتى نحافظ على الجودة. وتساءل محدثنا لماذا لا تطال المراقبة المخابز العشوائية في حين يقع التركيز على المخابز الأصلية.