على خلفية مظاهرات سيدي بوزيد التي جدت أول أمس أصدر مكتب حركة «النهضة» بسيدي بوزيد بيانا اتهم فيه بعض الشخصيات بالضلوع في الأحداث، مشيرا الى أنه قد ثبت وجود تحركات لبعض الوجوه والأسماء المعروفة في الجهة بالتنسيق مع حركة «نداء تونس» مع من وصفهم «باللصوص والمخرّبين وتجار الخمر والمخدرات» وللبحث في خلفيات وتداعيات الموضوع، اتصلت «التونسية» بطرفين سياسيين، أحدهما عن حركة «نداء تونس» وآخر عن حركة «النهضة»، فكان لنا معهما الحديث التالي. قال عبد الحميد الجلاصي (الناطق الرسمي باسم حركة النهضة): لاحظنا جميعا في الفترة الأخيرة حالة من القلق الواضح عند الشعب هي حالة تقف وراءها أطراف تريد «اللعب بتونس» في إطار التجاذبات السياسية، هذه الأطراف لا تريد اللعب ب «النهضة» كحزب بل تجاوزت ذلك لتلعب بالبلاد هي أطراف يسارية مسؤولة عن هذه الأحداث وشعاراتها فوضوية، لم تستوعب بعد ما حصل في البلاد ولم تغير من ثقافتها السياسية. هناك أطراف أو عقليات يسارية معلومة ترفع شعار الثورة الثانية وتتستر وهو ما يعد أخطر، كما تقوم بتوظيف منظمات المجتمع المدني وخاصة اتحاد الشغل وقد لاحظنا هذا الأمر في ولاية جندوبة، وكذلك في صفاقس وصولا الى ما جد من أحداث في سيدي بوزيد، لكن الأخطر بالنسبة للبلاد أن هذه الأقليات الفوضوية و«جرحى الانتخابات» لا تدرك أنها تمهد طريق عودة شبكات التجمع المنحل للفعل والنشاط. إن سذاجة بعض الثوريين أو مزايدتهم على «النهضة» يجعلهم يقومون بدور حصانة الوداع الذي يمكن أن يعود منه النظام القديم بشبكة مصالحه وتمويلاته وشبكة ولاءاته الحزبية وتغلغله في الادارة. ما جاء في بيان المكتب الجهوي للحركة بسيدي بوزيد يفي بالمفيد وتؤكده الوقائع ومعرفة أبناء الجهة لبعضهم البعض، اذ نجد خليطا بين رأس مال فاسد وانحراف اجرامي وسذاجة وحقد يساريين توظف لعودة النظام القديم من خلال التلاعب بمطالب اجتماعية بعضها حقيقي، ونحن ندرك ذلك جيدا في حركة «النهضة» ونتفهمه ونسعى الى الوقوف ضده. وجب أن يفرق الجميع بين نضال سلمي مدني دفاعا عن مصالح ومنافسة سياسية مشروعة خلال الانتخابات القادمة. حيث وجب التفريق بين كل ذلك وبين استهداف الدولة في رموزها ومؤسساتها واستهداف السلم والتلاعب بالانسجام التاريخي للتونسيين». أما محسن مرزوق (قيادي في حزب «نداء تونس») فقد قال: يبدو أن كل أيام حركة «النهضة» قد أصبحت 1 أفريل بمعنى أن كل أيامها في السنة «عيد الكذب» وما صدر عنهم من اتهامات ينتمي الى ممارسة الكذب ولا يستحق حق الرد، علما أن المكتب الاعلامي ل «نداء تونس» سيتكفل بالرد على مكتبهم. صراحة، ليس من المعقول اتهام شباب سيدي بوزيد، «فقراء الجهة والمحتاجين»، بأنهم مجموعة من المخمورين لأن ذلك لا أخلاقي ويعد احتقارا للناس، وأقولها ثانية كذب وانتاج لخطاب نوفمبري لكن بطريقة رديئة جدا، وأقول إن الخطاب النوفمبري أرقى من خطاب «النهضة». إن تونس اليوم لا تعيش ثورة مضادة بل تعيش أسوأ من ذلك». أريد في هذا الاطار أن أتوجه الى الحكومة حيث أرجو مسؤوليها أن يتحلوا بروح المسؤولية وأن يتحملوا أخطاءهم عدم تعليق أخطائهم على شماعة الآخرين!! وأنا أتأسف صراحة، من هو المسؤول عن تحويل مساجد تونس الى ساحات معارك؟ من هو المسؤول عن تدهور الخدمات داخل الادارة التونسية!!! من نحمل مسؤولية التدهور الاقتصادي والأوساخ المكدسة في كامل أرجاء البلاد؟؟ من المسؤول الفعلي عن كل ما يحدث في البلاد!؟؟ المطلوب اليوم هو شيء من الشجاعة الأدبية والمسؤولية للاعتراف بالخطأ. وأنا شخصيا أعتذر لأبناء سيدي بوزيد لأن اليوم وبعد أكثر من سنة من الثورة يتم نعتهم بأبشع الصفات ولأننا لا نترك لأي كان أن يعاملهم هكذا، كما أؤكد في نفس السياق على أهمية أن تكون الاحتجاجات سلمية وأن نحافظ على المؤسسات والمكتسبات الوطنية. ما قامت به حركة «النهضة» يعبر عن حالة خوف وذعر من حركة «نداء تونس»، فهم ككل مرة يحملون مسؤولية الأخطاء الى الشمس، ثم الماء، فالاعلاميين ثم القضاة، وصولا الى الأشباح والشياطين. وعن حركة الانخراطات داخل الحزب يقول مرزوق: «لا أريد أن أعطي أرقاما، لكن ما أقوله إن هناك اقبالا شعبيا قياسيا والناس يدخلون أفواجا في حركة «نداء تونس» وأرجو ألاّ يكون تصريحي سببا بأن يقوموا مستقبلا باتهام الحكومة بخطأ آخر.