أطلت علينا ليلة أول أمس الممثلة نعيمة الجاني في الحلقة الثانية والعشرين من سلسلة «دار الوزير»، سيناريو يونس الفارحي، وسميرة عمامي وإخراج صلاح الدّين الصّيد بوجه مغاير تماما لما عوّدتنا عليه ومثّل مفاجأة سارة للبعض وغير سارة للبعض الآخر. في سجل الممثلة نعيمة الجاني العديد من الأعمال الدرامية على غرار «الخطّاب على الباب» بمختلف أجزائه و«منامة عروسية» و«حسابات وعقابات» وغيرها... ونجدها الآن في دور مغاير لم تقم به من قبل ويبدو أن جميع العوامل خدمت نعيمة كي تتقن دور ابنة الحي الشعبية، فشكلها الخارجي وصوتها القويّ خدماها كثيرا في ذلك بغضّ النّظر عن موهبتها وكفاءتها التمثيلية التي لا يختلف فيها إثنان. لام الكثيرون نعيمة الجاني على تكرار نفسها في الأدوار التي تقوم بها فإن لم نجدها تلعب دور خادمة في منزل فهي تتقمّص دور المرأة الريفية الساذجة والبسيطة لدرجة أن المشاهد تعوّد عليها في ذلك الدور وأصبح لا يراها إلا فيه، وحتى عندما قررت خوض تجربة جديدة وجسّدت دور الطبيبة «الفينو» في مسلسل «كمنجة سلامة» قال لها نقّادها «ما يخرجش عليك» بالرّغم من أن أعمالها القديمة مثل «العاصفة» و«سفينة رحيّم».. كانت مغايرة أيضا. تجسّد نعيمة الجاني دورا جريئا وإن كان مبالغا فيه ليصل إلى حدّ التعجرف فهو مأخوذ عن دور «فتوح» أو «فتحيّة» الذي أدّته الممثلة سوسن معالج في سلسلة نسيبتي العزيزة الذي لاقى استحسان المشاهد باعتباره يَقْرُبُ إلى الفئة الشعبية فربّما كتُب دور نعيمة الجاني بهدف نقل النجاح الذي لاقاه هذا الدّور إلى سلسلة «دار الوزير» التي لم تكن في مستوى التطلعات بالرغم من تكرار نفس وجوه «نسيبتي العزيزة» ومشاركة أسماء معروفة على غرار كمال التواتي. تبقى نعيمة الجاني قيمة فنية ثابتة بالرغم من بعض المؤاخذات مثل مبالغتها في الصياح والغضب ولكن دورها في سلسلة «دار الوزير» أخرجها من نمطية الأعمال التي كانت تقوم بها ومازلنا نكتشفها في الحلقات الأخيرة من سلسلة «دار الوزير» الذي أدخل وجودها حركية قد يراها البعض مفاجأة وقد يراها البعض الآخر «مفاجعة».