حرصا على ضمان حسن سير المعاملات، تقوم جميع الفروع البنكية بالعاصمة وخارجها بفتح شبابيكها للعموم لساعات محدودة واضافية خلال الأعياد والمناسبات الرسمية وذلك لتمكين المواطن من خدمات معينة تتمثل خاصة في السحب والايداع دون سواها، لكن لسائل أن يسأل: أي معنى لهذه العملية في زمن التحويل عن بعد والسحب الآلي بالبطاقات البنكية، وهل أن تكاليف فتح البنوك أيام العطل والأعياد تسمح بالعمل في أيام لا ربح من ورائها؟ إن علمية ارضاء الحريف والسهر على تسهيل معاملاته أصبحت احدى أولويات المؤسسة البنكية، وهوما يؤكده السيد «الشاذلي الفارح»، كاتب عام النقابة الأساسية للاتحاد الدولي للبنوك، الذي أقر أن العمل بالبطاقة البنكية هو عملية لم يتقبلها بعد العقل التونسي حيث أن العديد من الحرفاء لازالوا يحبذّون التعامل نقدا أو عن طريق الصكوك البنكية لأنهم لا يثقون في المعاملات الاكترونية، ويقول في هذا الإطار: «بصفة عامة ان المغزى والمعنى من فتح شبابيك الفروع البنكية خلال المناسبات والأعياد هو تسهيل المعاملات للحريف، حيث أن التونسي يقع دائما في «غصرة» الدقائق الأخيرة، وقد تلقت المؤسسة البنكية تعليمات لتقديم تسهيلات للحرفاء خلال المناسبات، وهنا يكمن ربح المؤسسة، دون أن تنسى أن هذه العملية هي منظمة من قبل البنك المركزي الذي يصدر مذكرة في الغرض». ويضيف محدثنا: «من الطبيعي أن تكون هناك تكاليف اضافية يتحملها البنك، فهناك الساعات الاضافية لأعوان البنك وغير ذلك من المصاريف الأخرى المتعلقة بشبكة الانترنات وغيرها، لكن يصبح الأهم والمهم في هذه المرحلة هو ارضاء الحريف والسهر على تسهيل معاملاته خاصة أن البعض من الحرفاء لازال يعتبر أن الخدمات المتاحة على شبكة الموزع الآلي (DAB) ما تزال متعثرة بسبب الأعطاب والانقطاعات التي تشهدها شبكة الموزعات الآلية». من جهتها، بينت السيدة «ليلى بن مصطفى»، ممثلة عن جامعة البنوك، أنه وككل مناسبة تقوم البنوك بتقديم خدمات معينة لحرفائها وذلك حرصا على ضمان حسن سير المعاملات رغم المصاريف المضاعفة التي تتكبدها المؤسسة، فالمهم، حسب قولها هو «الحريف» خاصة وأن هذا الأخير قد أبدى امتعاضه من حدوث أخطاء تحول دون نجاح عمليات سحب الأموال ببطاقة السحب البنكي خاصة في أوقات الذروة مثل الأعياد حسب تعبيرها.