تمّ اليوم بولاية سليانة إطلاق سراح كلّ من شكري الحركاتي و سفيان النقاطي و هما الشابان اللذان وقع ايقافهما الجمعة الماضي من قبل الوحدات الأمنية التابعة للمنطقة بتهمة اقتحام مكتب معتمد مكثر و استعمال العنف ضدّه. وأكّد مصدر من الولاية ل"التونسيّة" أنّ عددا من العاطلين عن العمل و من عمّال الحضائر و من مكوّنات المجتمع المدني نفّذوا وقفتان إحتجاجيتان الأولى أمام مقر ولاية سليانة و الثانية أمام المحكمة الإبتدائية بالجهة للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين اللذين اتهمهما معتمد مكثر باقتحام مكتبه و ملاحقته إلى مسكنه و تهديده باستعمال العنف و أضاف المصدر ذاته أنّ عدد المحتجّين بلغ حوالي ال70 نفرا و أنّهم طالبوا كذلك بالتنمية و التشغيل و تنفيذ الوعود التي جاءت على لسان رئيس الجمهورية المرزوقي أثناء زيارته للمنطقة كما أشار مصدر التونسيّة إلى انّ الإتحاد الجهوي للشغل دعا إلى هذه الوقفة و انّه سبق لوالي الجهة أن التقى مجموعة منهم و تفاوض معهم حول إطلاق الموقوفين. من جهته أوضح الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسليانة نجيب السبتي ل"التونسيّة" أنه تم إلغاء الإضراب العام الذي كان مقرّرا بجنوب الولاية بعد أن أفرج عن المتّهمين و أوضح أنّ الأحداث التي شهدتها ولاية سليانة مؤخّرا انطلقت بعد أن بلغ الأهالي انّ المعتمد الجديد بمكثر يعتزم طرد 300 من عمال الحضائر من عملهم و بتنقّل عدد من الأهالي إلى معتمدية مكثر و محاولة معرفة الحقيقة قابلهم المعتمد بطريقة استفزازية مثيرا غضبهم واستيائهم الشيء الذي جعلهم يدخلون في حالة احتقان وفوضى كبيرة في مدينة مكثر في الأيام الأخيرة. و أضاف "السبتي" أنّ ما تسبّب في تأجيج حالة الاحتقان هو انّ التهم التي ألصقت بالمتّهمين كيدية لا اساس لها من الصحّة. و عن بقيّة الموقوفين الذين تمّ إعتقالهم منذ ما يقارب 5 أشهر على خلفية أحداث شغب في الجهة و البالغ عددهم 14 شخصا قال "السبتي" إنّ الإتحاد متمسّك بالدفاع عنهم إلى حين الإفراج عنهم. في سياق متّصل أكّد ماهر بن عمر أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية و رئيس جمعية التنمية و المعطّلين عن العمل من أصحاب الشهائد ل"التونسيّة" أنّ الأوضاع بدأت تتأزم في الولاية منذ 10 أوت الجاري عندما تجمّع عدد من الأهالي بلغ عددهم حوالي الألف شخص أمام معتمدية مكثر وعبّروا عن مطالب الجهة لكن ما راعهم إلا وقع استدعائه في اليوم الموالي من قبل مركز الأمن بمكثر صحبة زميليه الذين وقع اعتقالهما بتهمة الإعتداء على المعتمد. و أضاف "بن عمر" انّ المعتمد استنجد بقرص مضغوط (CD) مقتطف من مواقع التواصل الإجتماعي لتوجيه اتهاماته لكن موظّفوا المعتمدية عارضوه في إفادتهم و اكّدوا انّ الإحتجاج كان سلميا و انّه لم يتمّ أيّ إعتداء أو اقتحام لمقر المعتمدية ليؤكّد أنّ الإفراج عن المتّهمين تمّ امس بعد انعقاد مجلس قضائي حضره ممثّلين عن الإتحاد الجهوي للشغل بسليانة و ممثلين عن رابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بإشراف عبد الستار بن موسى.