الشهيد حسونة بن عمر أصيل منطقة «التباينيّة» من معتمدية عين دراهم خلال إقامته بالعاصمة التي توجه إليها للعمل في حظائر البناء لإعالة والديه أصيب يوم 14 جانفي 2011 في حي الانطلاقة بثلاث رصاصات في مستوى الصدر والحوض والعمود الفقري تسبّبت له في شلل نصفي. بعد تلقيه العلاج في مستشفى شارل نيكول عاد الى مسقط رأسه بعمادة التباينية بعين دراهم لكن سرعان ما تعكرت حالته الصحية فتمّ نقله الى المستشفى الجهوي بجندوبة أين أقام بالغرفة 16 بالطابق الخامس وأين توفي بها يوم 26 أوت 2011. اليوم تمرّ سنة كاملة على استشهاد حسونة بن عمر آخر شهيد للثورة التونسية وهو الشهيد الوحيد الذي لم يحصل على أيّ تعويض الذي عانى الاهمال حيّا وميّتا رغم النداءات التي وجّهت إلى حكومة السبسي وقتها لكن دون جدوى. وقد كانت «التونسية» في نسختها الالكترونية قد سلطت الضوء على حالة الاهمال التي عاشها الشهيد في الغرفة المذكورة واليوم تعود «التونسية» في نسختها الورقية لتذكّر حكومة الجبالي والسيد سمير ديلو وزير حقوق الانسان في الذكرى الأولى لاستشهاد حسونة بأنّ عائلته لم تحصل إلاّ على مبلغ ثلاثة آلاف دينار كتعويض لجرحى الثورة قبل استشهاد ابنها، لكن بعد ذلك لم تتلق سوى الوعود الزائفة على حدّ تعبير والد الشهيد الذي وعدوه بمورد رزق وبتشغيل شقيق الشهيد وبمسكن لائق لكن وإلى يومنا هذا لم يحصل شيء من هذا القبيل ولازالت عائلة الشهيد تسكن ذاك الكوخ الذي صنعه حسونة بالطين والقش. اليوم حسونة بن عمر يرقد بقبره في حين ينعم الوزراء والعديد من الموظفين بالمكاتب المكيفة والسيارات الفخمة والرحلات الى الخارج التي لولا استشهاد حسونة وبقية الشهداء لما نعموا بهذه النعم.