تحسنت الأجواء في الأولمبي الباجي بعد الفوز الأخير على حساب مستقبل المرسى والذي دعّم الإنتصار الباهر أمام الترجي وتحوّلت المخاوف إلى تفاؤل وأفراح بعد الوجه المشرف الذي ظهر به أبناء المدرب مختار العرفاوي الذي نجح في وقت قياسي في تغيير عديد الأشياء صلب المجموعة...فكسب 6 نقاط من لقاءين في غاية الصعوبة يؤكد تعافي الفريق وتجاوزه للمصاعب التي رافقته منذ بداية الموسم خاصة وأن الرصيد البشري تعرف تغييرا بنسبة كبيرة برحيل قائمة موسعة وإنتداب مجموعة محدودة من اللاعبين الذين إستعملهم الفريق وقدموا إضافة كبيرة في الحين مختار العرفاوي كسب الرهان حين تم تعيين المدرب مختار العرفاوي لخلافة المنسحب كمال الزواغي إنقسمت آراء الشارع الرياضي بباجة آنذاك بين مؤيد ورافض وقد كتبنا في تلك الفترة على أعمدة التونسية أن النتائج ووضعية الفريق هي من ستحكم لهذا المدرب أو عليه والآن بعد تألق الفريق في كسب 6 نقاط من لقاءين في غاية الصعوبة يمكن التأكيد أن هذا المدرب كسب الرهان وفاز بالتحدي بما أن إضافته كانت واضحة وجلية على الميدان بما أنه من القلائل الذين آمنوا بقدرة الرصيد البشري المحدود على النجاح وتجاوز الوضعية الصعبة والترتيب المخيف لعلمه بقيمة اللاعبين وقدرته على تقديم عمل فني وذهني كبير بالتعاون مع معاونيه فوزي الورغي وحافظ القيطوني... ما هو سر دموع المدرب؟ مباشرة بعد نهاية المباراة تأثر المدرب مختار العرفاوي وعبّر عن فرحته بالنجاح بطريقة خاصة عندما إنهمرت الدموع من عينيه وعجز حتى عن الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام الحاضرة في الملعب...المدرب تأثر بنجاحه وهو الذي حرم سابقا من فرصة تدريب فريق الأكابر رغم مرور اكثر من مدرب لا يفوقه كفاءة ومعرفة بعالم كرة القدم خاصة وأن هذالا النجاح من شأنه أن يفتح أماما أبواب الشهرة والتألق على مصراعيه بعد أن كاد ينهي مشواره التدريبي قبل أن يبدأ في أعقاب نزول الفريق في موسم 2004/2005 عندما عمل مساعدا لوحيد الحيدوسي آنذاك إنتدابات محدودة وقيّمة خلافا لعديد الأندية الأخرى فإن الأولمبي الباجي لم يقدم على إنتداب عدد كبير من اللاعبين في هذه المرحلة رغم مغادرة قائمة موسعة في حدود 10 لاعبين بينهم بعض الركائز ورغم ذلك فقد عرفت الأسماء المنتدبة نجاحا كبيرا على قلّتها حيث لعب كافة المنتدبون إلى حد الآن وقدم جميعهم الإضافة المطلوبة إذا إستثنينا الحارس النوالي الذي بقي إحتياطيا في اللقاءين...فالأسماء المنتدبة إندمجت بكل سرعة في الفريق دون مصاعب بعد أن وجدت الأجواء مهيأة للتاقلم والنجاح...ورغم تململ العديد من قلة الإنتدابات فإن القائمة المحدودة كانت كافية لتقديم الإضافة إلى حد الآن دون أن نتغافل عن التأكد على الحاجة الملحة لدعم الخط الأمامي بلاعب أو ثنائي تحسبا للموسم الجديد وما يتطلبه من نفس طويل بعد النجاح هل يأتي المال؟ تحضيرات الفريق للمرحلة الأخيرة من الموسم رافقتها أزمة مادية خانقة تواصلت إلى حد الآن في ظل إنعدام الموارد وتأخر صرف منحة وزارة الشباب بالتوازي مع القيام بالإنتدابات وتجديد العقود وما تطلب من مصاريف باهضة أجلت جلها إلى حين توفر المال...والآن وبعد أن تحسنت أحوال الفريق بتحقيق نتائج متميزة يبقى الأمل في إنتعاشة خزينة النادي حتى يتواصل النجاح وتتمكن إدارة النادي من الإيفاء بإلتزاماتها إزاء اللاعبين الذين باتوا في حاجة للمال خاصة بعد أن أكدوا جدارتهم بحمل ألوان الأولمبي الباجي