لا يختلف عاقلان في كونه أحد أهم الأسماء التي أثثت سماء كرة القدم التونسية في العشرية الفارطة, هو نجم بكل المقاييس تفرّد عن البقية بعطائه الغزير وشخصيته القوية على الميدان وخاصة «بالقليب و»حبّ المريول», ضيفنا اليوم هو نجم المنتخب التونسي سابقا والنجم الرياضي الساحلي زياد الجزيري الذي خصّنا بهذا التصريح الخاطف بعد صمت طويل خارج عن إرادته,زياد تحدّث عن نفسه وعن وضعيته الحالية وعن الأوضاع الأخيرة التي يعيشها فريق النجم الساحلي و هيئته المديرة فكان ما يلي: الحمد لله ,بدأت أستعيد عافيتي تدريجيا خاصة من الناحية المعنوية, أنا قويّ الشخصية وهذا ما ساعدني على تجاوز كلّ الصعاب التي اعترضتني, دعم الناس ومحبة الجميع لي كانتا سندي في وقت «الغصرة» واليوم تخلّصت من مخلفات الظروف الأخيرة التي مررت بها ويمكن القول إن الأمور عادت إلى وضعها الطبيعي ولا خوف على زياد والحمد لله. أهم شيء ربحناه من كرة القدم هو حبّ الناس,جماهير النجم كانت سندي الأول ولولاهم لما استطعت تجاوز المحنة التي ألمّت بي, النجم الساحلي هو عائلتي الأولى التي أهرب إليها في الشدائد لذلك يؤلمني كثيرا أن أرى النجم في هذه الوضعية الحرجة, النجم الساحلي فريق كبير ولا يليق به أن يمرّ بظروف كهذه. «آني راجل وما نحبّش التصاور»... الجميع كان ينتظر عودة الجزيري لممارسة مهامه صلب الفريق خصوصا وانه في حاجة ماسة إلى كلّ أبنائه لكن إلى حدّ اللحظة لم يحصل ذلك,في خصوص هذه النقطة أكد الجزيري أنه «راجل بخشمو وما يلوّحش روحو» ويرفض أن يكون مجرّد عاشق للظهور وللصور... زياد يعتبر أن المسؤولين الحاليين في النجم ليس لهم برنامج عمل واضح وهو لا يقبل أن يكون مجرّد ديكور في فريق تعوّد دائما أن يكون كبيرا. «على الهامش»... في تعليق له على عمل الهيئة المديرة وعلى الأوضاع المتردية التي وصل إليها النجم شدّد زياد الجزيري على أن العقوبة الأخيرة التي فرضت على النجم زادت في تعقيد الأمور خاصة وان الجميع كان يعلّق آمالا كبيرا على الترشح إلى نصف رابطة الأبطال الإفريقية لكسب رجّة معنوية تكون كافية لمواصلة العمل في هذه الظروف الصعبة وتعيد اللحمة والانسجام بين رجالات الفريق لكن الامور سارت عكس ما يشتهيه الجميع أضف إلى ذلك غياب استراتيجية عمل واضحة بالنسبة للهيئة المديرة في ظل ضبابية الرؤى وغياب برنامج عمل واضح... ويضيف زياد: «لا يمكن العمل في ظلّ الظروف الحالية فمصير الإطار الفنيّ معلقّ وبقاء عديد اللاعبين بين الشكّ واليقين والهيئة نفسها تعمل و كأنّ وجودها «مزيّة» في حدّ ذاته... كلّ شيء على الهامش لذلك رفضت العودة للعمل في الفريق لاني متمسك بمعرفة حقيقة وضعي المستقبلي في الفريق وطبيعة الصلاحيات التي سأتمتّع بها وددت لو وضعنا النقاط على الحروف لكن هذا لم يحصل وبقيت الأمور في «المهموتة». جماهير النجم تثق كثيرا في شخصي لذلك لا يمكن أن أجازف باسمي وبسمعتي أو أن أساهم في خداعها وصراحتي هذه تقلق كثيرين لذلك فضلّت البقاء بعيدا.» «من المهين أن يتسوّل النجم»... بالنسبة لعمل الهيئة المديرة ودورها في الفترة الأخيرة أكد زياد الجزيري أنه لم يعد يعرف حقيقة فريقه وان ملامح النجم الكبير بدأت تتغيّر وان الفريق بدأ يفقد بريقه وإشعاعه الكبير خاصة في ظلّ تصرفات بعض المسؤولين في الهيئة الحالية معتبرا أن جميع الأندية الكبيرة في تونس معرّضة إلى هزّات داخلية و عرضة لضائقات مالية لكن لم يصل بهم الحال إلى حدّ التسوّل واستجداء الرجال مشدّدا على أن قانون اللعبة يفترض أن يكون رئيس الفريق هو الماسك الأوّل بزمام القرار وأن يكون هو الداعم الأوّل للفريق ماديا بغضّ النظر عن الدعم الجانبي وهذا ما يفتقده النجم في الوقت الحالي ومن المهين ان نشاهد رئيس النجم متسوّلا...الجزيري نقل لنا استياءه من بعض التصريحات التي جاءت على لسان الرئيس الحالي للجمعية رضا شرف الدين والذي قال في تصريحات سابقة إنّ مستقبل النجم في خطر بسبب غياب الدعم إذا ما لم يلق المساعدة وهو الكلام الذي لم نتعوّد سماعه في النجم مهما اشتدت الأزمات في الفريق على حدّ تعبير زياد. «أكتفي بدور المحبّ» وعن إمكانية عودته إلى الفريق أوضح زياد الجزيري أنه يفضّل حاليا الاكتفاء بدور المحبّ لان تصوراته ورؤيته للأمور في الفريق تختلف كثيرا عن رؤية المسؤولين الحاليين مضيفا أن بعض المسؤولين في الهيئة الحالية يوصدون الأبواب أمام أبناء النادي و»يحبّو يخدمو وحدهم»... وختم زياد كلامه بأنه سيبقى دائما ابن النجم الساحلي وجاهزا للدفاع عن رايته متى سنحت الفرصة لذلك مشدّدا على انه كان دائما متطوعا في الفريق ومسخرّا كافة طاقاته وإمكانياته لخدمة الجمعية لكن عودته في هذه الظروف ستبقى مؤجلة الى موعد لاحق وتحديدا الى حين اتّضاح العناوين الكبرى في الفريق ويفهم الجميع طبيعة مهامهم وواجباتهم تجاه الفريق متمنيا في الآن ذاته ان يوفّق الفريق في تجاوز محنته في أٌقرب وقت حتّى لا تتعقّد الأمور أكثر فأكثر ويكون النجم هو الخاسر الوحيد.