فوجئ صباح يوم الاثنين الماضي حارس المقبرة البلدية بحاجب العيون, بانتهاك صارخ تعرضّت له شاهدة قبر الولي « سيدي بوراوي» المتواجد بأحد أجنحة مقبرة المدينة التي وقع تركيزها منذ قرابة التسعين سنة ,والتي وهبتها عن طيبة خاطر مجموعة من متساكني «أولاد سباع» لفائدة عموم المواطنين. بهدف دفن موتاهم في هذه المقبرة التي يطلق عليها تسمية « أولاد بن حسين». وتروي الأسطورة المتداولة ان ثلاثة أشقاء « سيدي عبد الله» و «سيدي بوراوي» وشقيقتهم « للاّ زرزورة», جاؤوا من القطر الليبي الشقيق زمن الفتوحات الإسلامية الكبرى, في غزوة العبادلة السبعة بقيادة عبد الله بن أبي سرح حين حارب حاكم سبيطلة آنذاك « قرقوريوس» المعروف باسم «جرجير الأنطاكي»، وقد استقرّ بهم المقام في حاجب العيون حتى وافتهم المنية هناك, وأصبحوا بالتالي مزار عديد المواطنين وخاصّة منهم متساكني حي البساتين بحاجب العيون, الذين استاؤوا كثيرا للاعتداء الحاصل على قبور الأولياء وهي حادثة تسجّل لأوّل مرّة بالجهة التي لم تتعوّد مثل هذا التطاول على المقدّسات المتواجدة بمختلف ربوعها.. «التونسية» تحوّلت لمعاينة آثار الاعتداء على شاهدة قبر «سيدي بوراوي» فلاحظت وجود بعض الكتابات المتواجدة على حائط «سيدي عبد الله» على غرار «انّ هذا شرك باللّه». وفي ذلك دلالات واضحة على أنّ المعتدين على شواهد هذه الأضرحة هم من التابعين للون سياسي متشدّد, يعمل من موقعه على طمس كلّ المعالم الدينية التي تحمل الكثير من الوجدانيات والروحانيات لدى عامّة المتساكنين الذين رفعوا ملاحظاتهم الى الجهات الأمنية التي كثفت من زياراتها الميدانية الى مقبرة « أولاد بن حسين» لترصد تحرّكات البعض من المشتبه فيهم للتصدّي لكلّ من تخوّل له نفسه الاعتداء على المقدسات وأضرحة الأولياء. وحسب ما أفادنا به السيد الفرجاني السعيدي العون المكلف بحراسة المقبرة أثناء الفترة الصباحية فإن الاعتداء على المقبرة حدث في ساعة متأخرة من الليل. هذا مع الإشارة الى أن المقبرة نفسها قد تعرضت في السّابق الى عديد الحفريات, التي تقوم بها مجموعات مختصة في البحث عن الكنوز.