تشهد مدينة قفصة وشوارعها الرئيسية يوميا اختناقا بحركة المرور جراء طوابير شاحنات نقل الفسفاط التي تتنقل بلا غطاء معرضة أهالي الجهة إلى مخاطر صحيّة جرّاء تساقط الأتربة. و في هذا السياق اعترف رئيس النيابة الخصوصية لبلدية قفصة «حمزة الكحيلي» ل«التونسيّة» بمدى الخطورة التي تهدّد صحّة المواطن من جهة جراء استنشاقه للأتربة التي تتساقط من الشاحنات والتي تضرّ بالبنية التحتية للمدينة ومن جهة أخرى نتيجة الكمّ الهائل من الشاحنات الثقيلة التي تعبر المدينة يوميّا قائلا إنّ الجهات المختصّة بصدد البحث عن حلول استعجالية لكنّ الأمر يتطلّب المزيد من الوقت. الشيء نفسه أكّده مصدر آخر من داخل البلدية رفض الكشف عن إسمه وقال إن أكثر من 300 شاحنة تابعة لشركة فسفاط قفصة إلى جانب شاحنات أخرى وقع اكتراؤها من شركات أخرى تشقّ يوميّا وسط مدينة «قفصة» بمعدّل ثلاث سفرات يوميّا ممّا ساهم بشكل كبير في حالة الاختناق التي تشهدها المنطقة بعد الثورة. ليضيف أنّ عمليّة نقل الفسفاط كانت في السابق تتمّ عن طريق القطار لكن الإحتجاجات والتظاهرات التي أغلقت الطريق أكثر من مرّة أمام عملية نقله جعلت شركة نقل الفسفاط تتخذّ من شوارع مدينة قفصة الرئيسية ممرّا قصد نقله إلى قابسوصفاقس وتخزينه لتصديره عند الحاجة. وأشار المصدر ذاته إلى انّه وقع في السابق التطرّق إلى الأمر في جلسة عمل بحضور نواب من المجلس الوطني التأسيسي وقد توصّلوا إلى حلّ يساهم بشكل كبير في تخفيض عدد السفرات اليومية التي أنهكت شوارع قفصة والتي حدّدها بأكثر من 900 سفرة، مؤكّدا أن ذلك سيكون عن طريق تغيير ممرّ الشاحنات من وسط المدينة إلى طريق آخر غير معبّدة تربط بين المتلوّي والمظيلة وتصل إلى منطقة «لالة» من معتمدية القصر ومنها تتجه إلى «صفاقس» أو «قابس». وقال محدّثنا أنّ هذا الحل الذي اتخذ قد وقع الإتفاق عليه بالإجماع ويعدّ الأنسب لمواجهة الظاهرة لكنّه لا يزال ينتظر التفعيل.