بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«نور الدين الصايل» (مدير عام المركز السينمائي المغربي) ل «التونسية: أخشى على حرية المثقف التونسي
نشر في التونسية يوم 07 - 10 - 2012

التيارات الإسلامية دخلت لعبة السياسة وعلبتها أيضا...
على التونسيين استعادة كرامتهم الإبداعية....
مهرجان طنجة للفيلم المتوسطي القصير مبعوث «التونسية» محمد الصادق الأمين
يعتبر نور الدين الصايل أب السينما المغربية المعاصرة، فهو مؤسس أول ناد لسينما الهواة في المملكة، ومنذ ترؤسه للمركز السينمائي شهدت السينما في بلاده قفزة غير مسبوقة، فبعد أن كان المغرب لا ينتج أكثر من ثلاثة أفلام سنويا أصبح حصاده السينمائي السنوي من الأفلام الطويلة يتجاوز 25 فيلما فضلا عن العشرات من الأشرطة القصيرة.
ونور الدين الصايل أستاذ فلسفة، وروائي ومنتج إذاعي وتلفزيوني وناقد سينمائي ، متفقد عام لمادة الفلسفة منتصف السبعينات من القرن الماضي، عين سنة 1984 مديرا للبرامج في القناة التلفزية المغربية، لكن المقام لم يطل به في منصبه ذاك، وحين شعر بأن البلاد أضحت ضيقة على فكره الحر غادرها سنة 1989 ولم يعد إلاّ بعد رحيل الحسن الثاني وصعود محمد السادس إلى دفة الحكم وإنتهاء حقبة وزير الداخلية المرعب إدريس البصري التي امتدت من سنة 1979 إلى سنة 1999 والذي ارتبط اسمه بسنوات الرصاص التي شهدت اختفاء مئات المعارضين السياسيين لنظام الحسن الثاني.
عين نور الدين الصايل مديرا عاما للقناة التلفزية 2M في أفريل 2000، ثم أصبح لاحقا المدير العام للمركز السينمائي المغربي .
في طنجة مسقط رأسه، كان لقاؤنا في إطار مهرجان الفيلم القصير المتوسطي الذي يرأسه
كان لافتا للانتباه حرصكم على تكريم وزير الاتصال السابق محمد الأشعري مؤسس مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي، أليس غريبا أن يحدث هذا في ثقافة عربية «رسمية» تميل إلى طمس مجهودات السابقين وإنجازاتهم؟
نحن ننسى في بعض الأحيان أن الوفاء يشكل بعدا عربيا وإسلاميا وكونيا حقيقيا، وحتى نخرج من الإطار العربي أظن أن هناك قاعدة أخلاقية كونية هي الاعتراف بالجميل وأن تقول كلمة حق فمحمد الأشعري هو أول شخص قرر أن ينظم مهرجانا للفيلم القصير، هذا الفيلم اللاتجاري ولكن له مبدعون شبان، وكونه فكّر في هذه القضية وكنت من الناس الذين استشارهم يعطيه أهمية قصوى، لهذا بعد عشر سنوات -لأن المهرجان انقطع في سنته الثانية 2003- أظن أن هذه الوقفة التأملية لا يمكن أن تحدث إلا بالاعتراف بالجميل للشخص الذي أتى بالفكرة لأول مرة وجسدها على أرض الواقع وأظن الوفاء شيء مهم...
ألا يثير تكريم وزير سابق غيرة الوزير الحالي؟
لا أظن أن القضية ستطرح بهذه الحدة، وأعتقد أن الوزير الحالي عندما يعلم بهذا التكريم سيكون سعيدا به منتظرا لحظة بعد عشر سنوات يأتي فيها شخص آخر يعترف له فيها بالجميل ، أنا أعتبر الوفاء والاعتراف بالفضل لأهله مسألة أخلاقية مهمة في كل تنظيم جدي لا يطمح إلى المردودية الفردية بقدر ما يطمح إلى المردودية الجماعية البناءة .
يعيش مهرجان طنجة للفيلم المتوسطي القصير أزهى أيامه ومع ذلك أعلنت أن شعار المرحلة القادمة هو «الآن يبدأ العمل» وقمت بتشكيل لجنة استشارية للنظر في واقع المهرجان وتقديم الاقتراحات لتطويره سواء بالقطع مع الماضي أو الإضافة لما تحقق ، فهل تشعر بأن المهرجان في مأزق حتم عليك الاستعانة بخبرات الآخرين للخروج منه؟
ليس هناك مأزق، ولكني دائما في حياتي ما خشيت الخمول وأخشى بأن يظن بأننا وصلنا إلى منتهى الكمال وأن لا شيء يمكن أن يتغير، وأنا أؤمن إيمانا قطعيا بأنه في كل شيء كيفما تم ومهما كان كماله لا بد من أن نتقدم إلى ما هو أدق وما هو أنجع وما هو أحسن، قضية تنظيم المهرجان من المسائل الأساسية ، أنا أعرف أن التنظيم جيد ولكن أظن انه يمكن تحسينه، يمكن أن تشعر وأنت ضيف طنجة بأكثر راحة مما تشعر به الآن، لذلك من واجبي ان استمع إلى هذه اللجنة اللتي تتكون من أناس اعرفهم شخصيا يحبون الفيلم القصير وساهموا معنا و لا مصلحة لهم في هذه القضية، نتشاور معهم، هل هناك من جديد، منذ سنتين اضفنا قسم أفلام المدارس السينمائية ألا توجد افكار اخرى يمكن إضافتها؟
هذه السنة حذفتم عروض الخزينة السينمائية والقافلة السينمائية؟
هذه العروض حذفناها لأنه بعدما تدارسنا المردودية الحقيقية تبين لنا أننا لم نصل إلى ما كنا نصبوا إليه، ولكن يمكن العودة إليها في دورات قادمة، فنحن منذ البداية اخترنا القيام بمحاولات، ما ينجح منها نحتفظ به وما لا ينجح نلغيه، الآن بعد عشر سنوات، جميل ان ننصت لبعضنا البعض ونسأل كيف يمكن ان نطور المهرجان إلى ما هو أحسن، إن كانت طفرة فمرحبا ، إن كانت قطيعة فمرحبا، المهم ان نفتح الباب، من جهة اخرى الدولة هي التي قامت بهذا المهرجان منذ عشر سنوات من خلال المركز السينمائي المغربي فهل هي طريقة جيدة؟ أليس ممكنا أن نشرك معنا المجتمع المدني والمنظمات والهيئات الثقافية وأناسا مرموقين يمكن ان يقدموا لنا شيئا جديدا ؟
هل يمكن ان تأمل الكثير من لجنة انت من شكلها اي انك الخصم والحكم؟
انت لا يمكن ان تتصور الخصام الأخوي والحاد الذي يجمعني بمومن السميحي) مخرج سينمائي من مواليد طنجة سنة 1945 (مثلا أو بفريدة بنليزيد) من أهم المخرجات وكتاب السيناريو في المغرب من أشهر أفلامها «باب السما مفتوح» و«كيد النساء» و «الدار البيضاء الدار البيضاء»(؟ ولكن في إطار يهدف إلى أنّنا من خلال هذا المهرجان نطمح الى أن نكون اكثر دقة وأكثر تنظيما، لماذا لا تصبح مدينة طنجة الفضاء الذي يحتضن المهرجان اكثر حضورا؟ لماذا لا نشكل من خلال استشارة هذه اللجنة إطارا قد يقوم بالمساعدة في تنظيم المهرجان وتقاسم العبء مع الدولة وينفتح على المحيط الثقافي والاقتصادي للمهرجان؟ من المؤكد انه لو انتهجنا هذا النهج فستتضاعف إمكانات المهرجان المادية .
وصلنا الآن إلى مهرجان جميل، منظم بكيفية محكمة، محترم، يساعد المخرجين المغاربة والمتوسطيين في لقاء سنوي اظن انه وصل إلى نضج كبير ، مهرجان له رنة دولية لا بأس بها، ولكننا الآن نحتاج إلى وسائل مادية لا يمكن للمركز السينمائي وحده أن يوفرها ويضمنها ، وحتى نتفتح على مساعدات ممكنة لا بد ان نتساءل عن الهيكلة الممكنة لتحقيق ذلك
اشعر بان لك هدفا واضحا تريد للمهرجان ان يبلغه؟
هدفي هو إشراك المدينة والمثقفين من المدينة لكي يصبح هذا المهرجان المتوسطي والدولي منبثقا من وعن طنجة بمساعدة الدولة ، وبمساعدة كل الهيئات التي تؤمن بالمهرجان وألا نكتفي بالقول إن المركز السينمائي هو نقطة الألف والياء ، من الأفضل ان نقوم بهذه العملية والمهرجان في أوجه عوض ان تكون هذه اللجنة الاستشارية لجنة إنقاذ كما اعتدنا ان نفعل في عالمنا العربي، انا الآن اتحدث عن لجنة استشارية لمهرجان تحقق بكيفية مقبولة و هذا ما يستغرب منه كثير من الناس لأن المهرجان ناجح ونحن نريد ان تكون الاستشارة حقيقية بناء على هذا النجاح
هل هذه اللجنة بمعزل عن اللجنة العلمية التي نصبها وزير الاتصال مصطفى الخلفي الأسبوع الماضي لصياغة الكتاب الأبيض حول استراتيجيات النهوض بقطاع السينما في المغرب؟
لا ، هذا شيء آخر، في بعض البلدان هناك مرض شائع هو تكوين اللجان وإذا أرادوا القضاء على شيء ما كونوا لجنة لقتله ودفنه، وكما تلاحظ لم نتحدث عن أيّة لجنة في مهرجان طنجة إلا بعد عشر سنوات من تأسيسه. أما مشروع الكتاب الأبيض فقد انتهزنا تاريخ 16 أكتوبر الذي هو اليوم الوطني للسينما في المغرب وعندما تداولنا في اول محاوراتنا مع الوزير وكنا على ابواب إحداث عدة تغييرات في القطاع السينمائي بخصوص التمويل والإنتاج وكيف السبيل إلى تشييد المركبات السينمائية لنطور عدد الشاشات من سبعين شاشة إلى مائتين او مائتين وخمسين شاشة وكيف نطور مهرجاناتنا لتكون اكثر مهنية ، وجدنا عند الوزير الإنصات الحقيقي فقلنا لماذا لا ننتهز فرصة اليوم الوطني للسينما ليكون هناك تجمع حقيقي ونستمع إلى الجميع كما كان دأبنا في المركز السينمائي، بعد أن نقدم لهم الوثائق الضرورية لنخرج باستنتاجات مثل الكتاب الأبيض وهذا ما تحقق، ومؤخرا كان اقتراح الوزير تشكيل لجنة علمية فيها ممثل الوزارة وممثل المركز وممثلو عدة هيئات يشرف عليها وزير سابق محترم جدا هو الأستاذ عبد الله ساعف بمساعدة وزير سابق هو محمد العربي المساري وهو من الناس الذي يكن له الجميع الاحترام، ننصت لبعضنا ونقرأ الماضي البعيد والقريب الذي حققنا فيه الكثير من الوعود، ونربط في ما بينهما الأبعاد الثلاثة الرئيسية وهي الإنتاج واستغلال القاعات والمهرجانات، وقد صدر القانون قبل شهر ليضمن دور الدولة الفاعل في هذا المجال، يبقى أن نجتمع لنضبط التسلسل الزمني للتطبيق، هذا ما انتظره شخصيا من الكتاب البيض بعيدا عن التساؤلات العقيمة في أغلب الأحيان لنضمن استمرارية الإنتاج بهذا النسق أو ما هو أفضل إن أمكن ، بلغنا اليوم 25 فيلما ، وطموحنا أن نبلغ 35 فيلما طويلا سنويا وأن نضمن داخل الكم الكيف ، بعدما تجاوزنا معضلة الإنتاج لا بد من حل معضلة الشاشات فسبعون شاشة في المملكة لا يمكن ان تشكل سوقا للسينما المغربية وهذا غير كاف بالمرة.
هل هو دور الدولة ان تنبني المركبات السينمائية؟
دور الدولة ان تحفز وتساعد وتضمن ، ومن يقول لك غير هذا الكلام لا تهمّه مصلحة السينما، لهذا فإن مساعدة الدولة في ترميم القاعات وتشييدها تندرج من 10 في المائة إلى خمسين في المائة ، لمن يريد ان يغامر فالمنطق السائد في المغرب ولا اظن الوضع يختلف في تونس هو منطق اقتصاد الريع لا الاستثمار، ولكن إن قالت الدولة يا أخي إن استثمرت انا معك، اضمنك وأضمن انك تنجح في استثمارك بإذن الله، والدولة اليوم قابلة للقيام بهذا الدور المحفز والضامن، ونحن نأمل انه بتشييد المركبات وتضاعف عدد الشاشات سنخلق سوقا سينمائية تواكب حركة الإٌنتاج، وما بينهما مهرجانات دولية عالية الجودة مثل مراكش ومهرجانات ذات صبغة خاصة كالبعد الإفريقي في خريبكة والمهرجان المتوسطي في طنجة وتطوان، والوثائقي في خريبكة وأغادير ومهرجان سينما المرأة في سلا ، ولكن نطلب من هذه المهرجانات أن تتطور إلى ما هو أدق تنظيما وهاهي المساعدة، أن يصبح المغرب وطن السينما ولنا كل ما يمكن أن يطلب حتى نصل إلى ذلك فلم لا؟ ولذلك أعتقد أن لقاء ايام 16 و17 و18 أكتوبر في إطار اليوم الوطني للسينما إن تمكن من ضبط الخارطة التي سنتبعها فسيكون لقاء ناجعا أما إذا كان من قبيل الاستنتاجات العادية التي يصفق لها الجميع ثم يمضي كل واحد في حال سبيله فلن نخسر شيئا ولكننا لن نربح أي شيء.
ما سر استمرارك على رأس المركز السينمائي المغربي؟
يا أخي أظن هذا سؤال إجابته بديهية، بالنسبة لي أعمل بإخلاص ولي نتائج، نتائجي واضحة، فأظن هذه سمات خاصة بي شخصيا ساعدتني على النجاح في ما تقلدته من مهمات.
ولكن هذه السمات لم تشفع لك مع كثير من الصحافيين المغاربة؟
«لا هذا موش صحيح»، هناك كثير من الصحافيين وجزء كبير من الصحافة تقول كلمة حق في ما نقوم به وتنوه به في بعض الأحيان ولكن العمل الذي اقوم به أنا والله ثم والله لا أقوم به حتى ينوه بي في الصحافة، ولو كنت من الباحثين عن صورهم يوميا في صفحات الجرائد لكنت فعلتها منذ سنوات ولكن ليست هذه طريقة تعاملي.
هل ترى نفسك خارج المركز السينمائي؟
طبعا أرى نفسي خارجه كما كنت خارجه قبل أن أعين على رأسه وأرى نفسي خارج التلفزيون كما كنت قبل ان آتي إليه، ولكني عندما يطلب مني ماذا قمت به في قناة 2M فنتائجي معروفة ، ولو أسال ماذا قمت به في «كنال +» أو عندما كنت مفتشا عاما للفلسفة في المغرب فنتائجي معروفة والحمد لله، لا أشتكي أبدا مما عشته وما قمت به أو واجهته، أنا إنسان جدلي أومن بالتعامل مع الواقع اخضع له وأخضعه حسب الأوقات وحسب موازين القوة ...
هل وجهت لك الدعوة من وزارة الثقافة التونسية لحضور الندوة المقرر عقدها حول المراكز السينمائية في إطار أيام قرطاج السينمائية؟
وجهت لي الدعوة وأظن أني سأكون حاضرا ، وقبل ذلك أريد أن ألفت النظر إلى أننا في إطار مهرجان خريبقة الماضي كونّا التنسيقية الإفريقية لمراكز السينما وفيها سبع دول مالي وبوركينا فاسو والنيجر والسينغال والبينين والكوت ديفوار والمغرب، والتقيت بصديقي وزير الثقافة السينغالي «يوسو ندور» الذي طلب مني تشكيل لجنة لتطبيق النموذج المغربي وأقلمته في السينغال، والتقيت بالوزير الإيفواري في أبيدجان وانتهينا إلى نفس النتيجة والتقيت الوزير البوركيني، كل هذه اللقاءات في شهر أوت الماضي .
هل تعتقد أن النموذج المغربي هو الأصلح لتونس؟
لا، النموذج المغربي هو الأصلح للمغرب، وأظن أنه قد يكون الأصلح لتونس،وما وصفته بالنموذج المغربي ليس بإبداع، حتى لا تكون هناك حساسيات، بقدر ما هو إنصات لما يحدث في فرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية ... وأنت تأقلمه حسب المعطيات الواقعية في بلادك ، فكرة التسبقة على المداخيل هي فكرة فرنسية جميلة جربت فصحت في ألمانيا وإسبانيا لماذا لا نحذو حذوها؟ عندما نأخذها من الكل الذي يشكل القوانين الفرنسية تكون عندنا ناجعة وعندما نعتمد مبدأ المراقبة في كل ما يدفع من طرف المنتج وندخل معه في حسابات بنكية دقيقة فهذا معمول به في ألمانيا، هل من الضروري أن تخترع اليوم الهاتف الجوال؟ يمكنك شراؤه جاهزا من السوق بدل أن تضيع عشرات السنين لاختراعه، ليس من الضروري أن تعيد إبداع كل ما أبدع قبلك حتى تكون قائم الذات ، فالنموذج المعتمد عندنا ناجع عندنا، وأظن أنه سيكون ناجعا في تونس ولكنه يستلزم ضمانة من الدولة كما هي في المغرب دون مراقبة أي دون اشتراط مواضيع معينة، صحيح هناك لجنة مستقلة تقرأ يمكن أن تخطئ أو تنجح في تقييمها ولكن لا يمكن أن تضبط رقابة مسبقة على المواضيع فكل المشاريع على قدم المساواة، فليس من دور الدولة أن توزع المساعدة أو اختيار المشاريع، هذه مهمة يقوم بها المهنيون دون غيرهم، وهذه شروط من دونها لن تكون لهذه المساعدة أي مردودية، وأنت تعلم أنه لو لم تكن الدولة تساعد في إنتاج الأفلام لما تجاوز عدد الأشرطة الطويلة سنويا الخمسة أفلام ، وتونس قادرة على أن تحقق قفزة نوعية، فحرفية التقنيين والممثلين والمخرجين في تونس مشهود بها ، وعلى الدولة أن تستأنف المسار الذي توقف منذ نهاية الثمانينات بإلغاء صندوق التنمية الثقافية وإغلاق «الساتباك»، أي استرجاع الكرامة الإبداعية التونسية وهذا ليس بعزيز عليكم.
هل فاجأكم فوز الإسلاميين بكرسي الحكم في المغرب وتونس ومصر؟
فاجأني ولم يفاجئني ، كان مفاجئا في لحظة الوقوع ولكنه متوقع حين تسترجع كل الميكانيزمات التاريخية التي أدت إلى هذه الظاهرة التي انخرطت في السيرورة السياسية العادية في هذه البلدان وأصبح الخاص والعام لا يخشاها أو يخاف منها بقدر ما ينتظر منها النتائج التي من شأنها أن تساعده على الاستمرار في حياة اجتماعية مقبولة وعيش حياة كريمة. فهذه التيارات دخلت في اللعبة وفي العلبة، وعليها أن تثبت أن النتائج في مستوى التطلعات التي كانت الشعوب تنتظرها والتي لن تقبل بأن تمس أبدا، وأنا أظن بأنه ما كان في السابق أن يِأخذ كتخوف أصبح انتظارا ولكل انتظار نهاية.
هل لك انتماء حزبي؟
لا ، انتمائي معروف إلى اليسار، وأظن بأنني أفتخر بهذا الانتماء الذي يجعلني أحس بقوة كبيرة بكل ما هو اجتماعي وكل ما يتعلق بالعدالة بين الناس وهي الكنه الأساسي لما يسمى بفكر اليسار وأسميه أنا الفكر فقط.
كيف تتابع الشأن التونسي؟
علاقتي بتونس قديمة وجميلة جدا، كنت أخاف على تونس في السنوات الأخيرة من حكم بن علي- عندما كنت أزور تونس، كنت أحس بالقمع الصامت الذي يعيشه أصدقائي وأشعر بأنهم إنعزلوا تدريجيا عن مجتمع لم يعد يضمن لهم أي كيان اجتماعي، والآن أخشى على الأشخاص ذاتهم ألّا يضمن لهم المجتمع الحريات التي ناضلوا من أجلها حتى حدث ما حدث، لكن لي إيمان بأن تونس و التونسيين بشكل عام لهم من العقلانية ما يجعلهم يتجاوزون هذه المرحلة، هذا أملي العميق لأن تونس أحبها وأصدقائي التونسيون يعرفون ذلك جيدا ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.