نظم عشية أمس بنزل البيت الأبيض بالعاصمة حزب «جبهة الإصلاح» السلفي ندوة صحفيّة، سعى من خلالها إلى تقديم موقفه مما اعتبره تجاوزات أمنية خطيرة في التعامل مع الموقوفين المظنون في تورّطهم في اضطلاعهم في عدد من قضايا العنف والشغب (أحداث بئر علي بن خليفة والعبدليّة والسفارة الأمريكيّة)، منتقدا الموقف الحكومي من اعتماد قانون الإرهاب في التعامل مع أبناء الشعب،إلى جانب تقديم موقفه من عدد من القضايا السياسية والمحاور الوطنية المتعلقة بالوضع السياسي الراهن(موضوع مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل والإضراب العام في قطاع الصحافة...). كما تميزت هذه الندوة بحضور عدد من أهالي ضحايا وموقوفي الأحداث الأخيرة وضيوف من مختلف مكوّنات المجتمع المدني والسياسي،و بحضور عدد من المحامين والحقوقيين والإعلاميين... و قد أعرب الناطق الرسمي باسم جبهة الإصلاح السلفي الأستاذ «صلاح البوعزيزي» ، عن استيائه من أحداث العنف الأخيرة ،معتبرا إياها سابقة في مجرى الأحداث الوطنية ، مضيفا «إنها أحداث من إخراج أزلام النظام البائد من منطلق سعيهم إلى شن حرب على المتدينين وإلى بسط نفوذهم على مستوى القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي». و أضاف البوعزيزي قائلا: «لقد نجحت بعض القوى اللاوطنية في ارباك الحكومة الشرعية التي زادت بدورها الطين بلة والوضع علة من خلال ارتكابها لبعض الأخطاء بين الحين والاخر». كماعبر «البوعزيزي» عن بالغ استيائه واستياء بقية أعضاء حزبه من الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع الأحداث، ونبه الى خطورة الحملات التي شنتها وزارة الداخلية على عدد من العناصر السلفية خلال الآونة الأخيرة،واصفا إياها ب«الحملات العشوائية المنذرة بعودة الممارسات القمعية القديمة وبإثارة الاندفاع المشحون لدى الشباب» -حسب قوله-، مشيرا إلى أن إعادة تفعيل قانون مكافحة الإرهاب الصادر سنة 2003 في عهد بن علي «توحي بالعودة إلى اعتماد ذات المنظومة القانونية التي كان يستعملها النظام البائد ضد الدين ولتصفية خصومه السياسيين». و في ذات السياق،دعا «البوعزيزي» الحكومة إلى إلغاء العمل بقانون الإرهاب وبفتح تحقيق عاجل «يقطع مع محاولات البعض لتوريط الموقوفين»-حسب قوله-، وبالسماح لوسائل الإعلام بزيارة السجناء رفقة بعض المنظمات الحقوقية للتثبت من وضعهم الصحي ومن عدم تعرضهم للاعتداءات والانتهاكات داخل السجون، بالإضافة إلى طلب التعجيل برفع قانون الطوارئ قبل نهاية السنة الحالية والعمل على إيقاف «حملة التشويش الممنهجة ضد التيّار الإسلامي وهو الأمر الذي تعمل على أثارته بعض الأحزاب ووسائل الإعلام من خلال توظيف السلفيين لتحصيل بعض النقاط والمكاسب السياسية»-على حد تعبيره دائما-. على «المرزوقي» أن يعتذر وأن يستشير قبل أن يصرح! في السياق ذاته، أعرب «البوعزيزي» عن امتعاضه من تصريحات رئيس الجمهورية «المنصف المرزوقي» الذي «بلغ به الحد إلى وصف السلفيين بالجراثيم»-حسب قول البوعزيزي-،مطالبا إياه بالاعتذار وبضرورة استشارة معاونيه ومستشاريه قبل الإدلاء باي تصريح «لان الكلمة إذا خرجت لا تعود ثانية والموقف لا يمكنه العودة إلى الوراء»-حسب قوله-، داعيا إياه أيضا إلى القيام بدوره كحقوقي سابق حتى يحول دون ما اعتبره بالانتهاكات المسلطة من البوليس السياسي ضد الموقوفين بالسجون من «مفاحشة واعتداءات بالعنف الجسدي طال أكثر مناطق الجسم حساسية وسجن 8 أطفال دون ال18 سنة...»-حسب بعض الحقوقيين-. مبادرة الاتحاد «فاشلة» ! ووصف البوعزيزي مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الاتحاد العام التونسي للشغل بالفاشلة، مبررا ذلك بتعمدها إقصاء عدد من الاحزاب ومنها حزب جبهة الاصلاح السلفي وحزب التحرير... مطالبا الاتحاد بضرورة الابتعاد عن ممارسة العمل السياسي وبالحفاظ على صبغته النقابية. «طهروا قطاعكم قبل الدخول في سجال مع الحكومة» و بخصوص الاضراب العام الذي نفّذه الصحفيون اول امس، فقد شدد «البوعزيزي» على مساندة حزبه لحرية الاضراب لا سيما في ما يتعلق بحرية التعبير،مضيفا: «ولكن كان الاجدر من القائمين على هذا القطاع ان يعملوا على تطهيره قبل الدخول في سجال مع الحكومة».