ما المطلوب من المدرب في ميدان كرة القدم بصفة خاصة؟.. سأجيب بلا مواربة أو مغالطة: النتائج ثم النتائج ولا شيء غير النتائج! كل المسؤولين في مختلف النوادي لا يبحثون إلا عن النتائج والفوز بالألقاب والتتويجات.. وكل الذين يدعون خلاف ذلك إنما هم يغالطون أنفسهم ويُموّهون على الأحباء لتبرير الإخفاقات. كُثْر هم الذين يدعون مطالبة مدربي فرقهم بالتكوين والإعداد للمستقبل وتربية الناشئة.. فقط لا غير.. ولكنهم سرعان ما ينقلبون على أنفسهم وأقاويلهم بمجرد عثرة أو اثنتين في البطولة.. احْصوا معي عدد المدربين الذين وقع الاستغناء عنهم في هذا الإطار لتدركوا أن كلام المسؤولين مدهون بالمناورة والرياء.. أقول هذا وأنا أتابع الحملة التي يقوم بها بعضهم ضد المدرب الوطني لمنتخبنا سامي الطرابلسي الذي يتعرض لعدة هجمات تستهدف شخصه ودبلوماته وماضيه في عالم التدريب!.. فهذا المدرب كان مطالبا كغيره من المدربين بتحقيق أهداف معينة نجح في إنجازها بتفوق. أحرز في البداية بطولة «الشان» (بطولة إفريقيا للاعبين المحليين).. وتمكن من ترشيح المنتخب إلى نهائيات كأس إفريقيا مرتين متتاليتين.. ومازال الخير.. على قدام.. أليست هذه النتائج خير دليل على قيمة هذا الرجل الذي تمكن من اصطفاء مجموعة متجانسة ومتكاملة ليقارع بها كبار القارة بنجومهم العالميين؟ فلِم الحديث- والواقع ذاك- عن الدبلومات الرنانة ولوك اللوبانة؟.. لقد عرفت كرتنا عددا كبيرا من أصحاب الشهائد العليا والدبلومات الأعلى ولكنهم مروا مرور السحاب الصيفي على ميادين الكرة ولم يحصدوا سوى الفشل.. أنا شخصيا أعرف دكاترة في هذا المجال ولكنهم لم يبرعوا إلا في التنظير والكلام الكبير في حين عقدتهم الخيبات الميدانية المتتالية فانسحبوا مجبرين وخيروا الاكتفاء بالتنبير!.. لذلك أعود إلى سؤالي الأول ماذا نريد بالضبط من المدرب الوطني؟.. هل نريد النتائج أم البقاء في دائرة الكلام الجميل الذي لا يوفر البديل؟.. صحيح أن النتائج وحدها لا تشكل الغاية القصوى ويا حبذا أن تقترن بالأداء الجيد والمقنع ولكن لا يجب أن يصبح ذلك عقدة ولبّ تحاليلنا لواقع منتخبنا. إن من حقنا أن ننقد ونطالب بالتحسين والتمتين وفي المقابل من حق المدرب علينا أن نعترف له بما أنجز.. .. وبالصدق ألاقيكم وأشد على أياديكم..