مستاء من تصريحات المسؤولين وتصرفات بعض اللاعبين بطولة إقالة المدربين تصيبني بالضحك أجرى الحديث: عبد الوهاب الحاج علي لاشك أن مسيرة زياد التلمساني في الميادين وتجاربه كمسؤول رياضي فضلا عن مستواه العلمي، صفات تؤهله لأن يكون ناقدا رياضيا ناجحا ولعل وجوده في برنامج «الأحد الرياضي» زاد هذه الحصة ثراء وتنوّعا باعتبار أنه يقدم المعلومة السهلة والبسيطة ويتحدث عن معرفة ودراية بخفايا كرة القدم لذلك اتصلنا به في هذا الظرف الذي تمر فيه كرة القدم التونسية بمخاض عسير لتحليل شتى القضايا المطروحة... وضع غامض للمنتخب.. أندية فاشلة قاريا... مستوى البطولة ضعيف... عدم وجود لاعبين متميزين وأفول نجم العديدين..هذه المسائل وأخرى عديدة شرحها التلمساني وأتى على بعض أسبابها الحقيقية في الحديث التالي: قيل إن الجامعة ستكوّن لجنة تضم عددا من الدوليين القدامى للمساهمة في تطوير الكرة ومساعدة المنتخب.. ما رأيك؟ - لست ضد المبادرة ولا أرى مانعا في مد يد المساعدة لانه منتخب الجميع ولا أرفض تقديم العون سواء كنت في هذه اللجنة أو لم أنضم اليها. اللجنة الفنية التي بعثت لاختيار مدرب للمنتخب تستشير هي الأخرى بعض الرؤساء والمسؤولين السابقين.. هل تفهم شيئا؟ إنها طريقة لتشريك كل الاطراف، وهي أيضا طريقة ذكية للتهرب من المسؤولية، كما أنه من غير المعقول أن تلجأ الجامعة الى أطراف أخرى تقرر وتختار بدلا منها فعلى رئيس الجامعة أن يختار بنفسه ويتحمل مسؤولياته فمثلما اختار «مارشان» ودافع عن رأيه عليه أن يختار الأن المدرب الجديد ويتحمل مسؤولياته لأن حتى اللجنة التي عينها لاختيار مجموعة من الاسماء لا يمكنها أن تكون فاعلة بعد أن طلب منها الاتصال بمدربين سابقين وبعض المسؤولين.. وأعتقد أن الشتالي وعامر حيزم قد فهما الامر لذلك أغلق الأول هاتفه بينما رفض الثاني التدخل. سألتك جريدتنا عن أفضل لاعب كرة قدم بعد مرحلة الذهاب فقلت لا يوجد أحد.. لماذا كل هذه التشاؤم؟ ليس هناك تشاؤم فأنا أومن بالتحديث والتطوير لكنني مستاء من أجواء كرة القدم ككل فعندما نسمع تصريحات بعض المسؤولين وتصرفات بعض اللاعبين أشعر فعلا بالخجل.. بالإضافة الى ذلك كيف أختار أفضل لاعب والحال أنه لا يوجد من يلفت الانتباه، وعندما أقول أنا لا أتحدث عن اللاعب كفنيات فقط بل أحكم عليه أيضا من خلال تصرفاته داخل الميدان وخارجه وأخلاقه وطريقة تعامله مع الآخرين وأيضا تصريحاته.. ولو كان الامر يتوقف عند حدود الامكانيات الفنية بمقدورنا اكتشاف أكثر من لاعب يوميا في البطاحي. ما الحل إذن- وكيف نتجاوز هذه الفوضى؟ من المفروض أن نرى في كرتنا عديد المسيرين والكفاءات الذين لهم ثقافة وأخلاق رياضية لتربية الناشئة على الميثاق الرياضي والاحتراف ليتحسن الوضع. وكيف تحكم على مرحلة الذهاب من البطولة المحترفة الاولى؟ - عندما أعد المدربين الذين وقعت اقالتهم أصاب بهستيريا من الضحك خاصة عندما أرى مدربين يتنقلون بين فريق وآخر بعد بضع جولات، وهذا صراحة غير معقول فمرحلة الذهاب لم تنته وشبيبة القيروان دربها ثلاثة مدربين (الماجري والحيدوسي والآن العقبي) تماما مثل مستقبل المرسى (الشبلي ثم الماجري والآن بوشار) ومستقبل قابس (الكوكي ثم زعبوب والآن جويرو).. كذلك النجم أقال محمد فاخر والنادي البنزرتي أقال «بوشار» والافريقي أقال «براتشي» منذ بداية الموسم والترجي غادره فوزي البنزرتي والنادي الصفاقسي أقال «لوشانتر» وآخرهم الاولمبي الباجي أقال رشيد بلحوت.. إنه أمر لا يقبله عقل ولا يتماشى مع منظومة محترفة، إذ علينا أن نهتم بالتكوين ونعلم لاعبينا احترام المنافس والاخلاقيات الرياضية.. هل انعكست كل هذه النقائص على مردود أنديتنا قاريا؟ - بالطبع، لقد انعكست هذه السلوكات سلبا على البطولة بدرجة أولى فهناك لاعبون يحصلون على أوراق حمراء مجانية وآخرون يتخاصمون مع ملتقطي الكرة من الطبيعي أن يتدنّى المستوى والحال أن على اللاعب أن يركز على اللعب وعلى الآداء إذ ليس من حقه مناقشة الحكم والدخول في مناوشات مع زملائه لانه محترف ويعمل مقابل أجر وليس عليه غير التركيز على الأداء والعطاء، وأقول هذا متأسفا نحن لا نرى في مياديننا إلا سلبيات تضرّ في نهاية المطاف الاندية التي توظف أموالا كبيرة للاعبين وأيضا الجمهور وكل هذا انعكس سلبيا على الاندية في المنافسات القارية وأيضا على المنتخب فليس لدينا لاعبون يركزون على العمل ومحترفون بأتم معنى الكلمة.. لكن حتى المحترفين أصبحوا يناقشون من أجل المنح.. ألا ترى أن هذه الظاهرة غريبة على منتخبنا ولم تحدث مثل هذه الفضائح سابقا؟ شخصيا قضيت 10 أعوام مع المنتخب كما أنه طوال مسيرتي مع الترجي وفي البرتغال واليابان لم أتحدث يوما عن المنح فمنذ بداية الموسم يتكفل بعض اللاعبين بتمثيل زملائهم ويتفقون مع أحد المسؤولين ونوقع جميعا على الاتفاق لكن للأسف في كرتنا لا نعطي قيمة للعقود ولا نلتزم بها إذ من غير المعقول أن نظل نرى مدربين بلا عقود يحصلون على تراخيص استثنائية أو على صفة مسؤول للجلوس على بنك الاحتياطيين فلابد من تطبيق القانون ومنع أي مدرب من الجلوس على البنك دون إجازة حتى لو كان «بيكنباور» فالقانون يعلو ولا يعلى عليه ومن المفروض أن تسهر الجامعة والرابطة على تطبيق هذه القوانين والعقود مادامت تشرف على منظومة محترفة ولابد لهذين الهيكلين أن يكونا مثالا بدل منح هذا ترخيصا استثنائيا وذاك.. كما أنه عند ابرام عقد مع اللاعبين والاتفاق حول المنح لابد من الالتزام بذلك بدل التراجع وتصنيف المنح حسب مشاركة كل لاعب. وما رأيك في الاختيار على فوزي البنزرتي مدربا للمنتخب خاصة ان بعض الفنيين اختلفوا حوله؟ الاختلاف ظاهرة صحية ولكل رأيه وكل ما أتمناه شخصيا أن يكون القرار النهائي بعيدا عن الحسابات الضيقة التي أضرّت بكرتنا، إذ لا يهمنا المدرب الجديد صديق أوله اختلاف مع هذا أو ذاك بل ما يهمنا هو أن يكون كفءا وقادرا على النفع.. الترجي بطل الخريف رغم ما حدث له قاريا؟ - الثابت أن الترجي مرّ بمرحلة صعبة بعد انسحاب المدرب فوزي البنزرتي لكن لحسن حظ الفريق أنه حتى الفرق الملاحقة تمر بدورها بصعوبات ولابد أن يرمّم الترجيون البيت خاصة أن «المكشخة» كبيرة بمسؤوليها ورجالاتها وتاريخها.. من جهة أخرى كنت أول من نبه لقوة «مازمبي» وكل ما يمكن أن يحدث للترجي في نهائي رابطة الابطال ورغم أن قلة قليلة من الجمهور اتهمني «بالتنبير» فقد كانت لدي الشجاعة للتنبيه لاني أقرأ ما يحدث في الكواليس ومن فرط حبي للترجي حذرت كما كنت جريئا وصريحا يوم قلت أنه من حق الترجي الانهزام بخمسة أهداف فهذا عادي لكن ليس بتلك الصورة لأنه كان على الترجيين التحسب من العوامل الخارجية المؤثرة لكن يجب أن يكون الترجي كبيرا في الفوز وأثناء الهزيمة وعليه أن يستفيد من ايجابيات هذه الهزيمة لأنه سيظل دوما في المنافسات القارية... أقول هذا الكلام من منطلق حبي للترجي واحترامي للساهرين عليه بما في ذلك رئيس النادي حمدي المدب الذي أجد نفسي مجبرا على احترامه لاني فرد من العائلة الترجية كما أقدر العمل الذي يقوم به رغم أني لا أعمل معه ولا تربطني به علاقة صداقة.. النادي الصفاقسي فشل بدوره في النهائي وأثر عليه ذلك مثل الترجي.. أما الافريقي فقد غادر السباق القاري منذ الادوار الاولى هل من تعليق؟ - النادي الصفاقسي بخير ومسؤولوه يعملون كما أن رجالاته غيورون عليه ويد واحدة فهم يجتمعون دائما لتوفير الحاجيات وحل المشاكل ولمساعدة رئيس النادي بالاضافة الى أن «للسي.آس.آس» مخزونا هاما من اللاعبين ولا ينقص الفريق إلا قليل من الترتيب. بالنسبة الى النادي الافريقي لم يكن وضعه مستقرا ولابد أيضا من ترتيب البيت لأن النجم والترجي والافريقي والنادي الصفاقسي هي ممول المنتخب ونتمنى أن تعطيه بطولة شمال افريقيا دفعا جديدا كما أنه بالنسبة الى النجم الساحلي نلاحظ جيدا أن التحول حاصل وما عدم استقرار نتائجه إلا لأن المدرب جديد على الفريق والمنتدبين جدد لكن الفكرة والطريقة حاصلة وينقصها بعض "التروشيك"