تأجيل محاكمة العميد الأسبق للمحامين شوقي الطبيب إلى 12 فيفري المقبل    القصرين: سائقو التاكسي الفردي يجدّدون احتجاجاتهم للمطالبة بالترفيع في عدد الرخص    رسميا: نعيم السليتي جاهز للمشاركة في كأس أمم إفريقيا    تونس: كيفاش تستعدّ الديوانة التونسية لعطلة الشتاء ورأس العام    فيلم "هجرة" للمخرجة والكاتبة السعودية شهد أمين : طرح سينمائي لصورة المرأة وصراع الأجيال    حزب التيار الشعبي يلتقي قيادات من حركات المقاومة الفلسطينية    وفاة رضيع نتيجة البرد القارس في خان يونس..#خبر_عاجل    زيلينسكي: روسيا تتهيأ ل"سنة حرب" جديدة في أوكرانيا    الحماية المدنية: 117 تدخّلا للنجدة والإسعاف بالطرقات خلال ال 24 ساعة الماضية    نهائي السوبر: الترجي ضد النجم – وقتاش؟ وفين تشري التذاكر؟    عاجل: منع جماهير منتخبات عربية وإفريقية من دخول مونديال 2026... وهؤلاء المعنيون    تفاصيل ممكن تغيب عليك كيف تكري دار...أهمّها إجراءات المغادرة والزيادة    تظاهرة كروية جهوية من 23 الى 26 ديسمبر 2025 بالمركز الثقافي والرياضي للشباب بن عروس    بعد 13 عامًا..العثور على طائرة مفقودة في الهند    جمعية أجيال قصر هلال في جبل سمّامة: الجبل يحتفي بالدكتور فنطر    كوتش يفسّر للتوانسة كيفاش تختار شريك حياتك    تزايد حالات التهابات الأنف والأذن والحنجرة: تحذيرات من دكتورة تونسية    تأخير محاكمة الأزهر سطا    دار الصناعات التقليدية بالدندان تحتضن معرض "قرية وهدية" من 22 الى 30 ديسمبر الجاري    معهد الرصد الجوّي يكشف موعد وصول التقلّبات الجوّية    الملتقى الوطني للاتحاد التونسي لاعانة الاشخاص القاصرين ذهنيا من 19 الى 21 ديسمبر 2025 بمدينة سوسة    سيدي بوزيد: اضراب جهوي لأعوان الشركة الجهوية للنقل القوافل    لا تفوتوا نهائي كأس العرب لكرة القدم بين المغرب والأردن..موعد والنقل التلفزي..    فتح باب الترشح لجوائز الإبداع الأدبي والفكري والنشر لمعرض تونس الدولي للكتاب    المسرح الوطني التونسي يقدم سلسلة عروض لمسرحية "جرس" بداية من الجمعة 26 ديسمبر    ندوة حول اللغة العربية وتضافر الاختصاصات يوم 20 ديسمبر 2025 بالمكتبة الجهوية متعددة الوسائط بأريانة    خلال الملتقى الوطني للكورال بجندوبة.. مدرسة البراهمي تترشح للنهائيات الوطنية    الجامعة النيجيرية لكرة القدم توجه إتهامات خطيرة لمنتخب الكونغو الديمقراطية    الاولمبي الباجي يعزز صفوفه بمحرز بالراجح ومحمد علي الراقوبي    رحلات وهميّة نحو تونس: عمليّات تحيّل كبيرة تهزّ الجزائر    عاجل: الدولة تنظّم ''شدّان الصغار'' في الدار...وهذه أبرز الشروط    نائب بالبرلمان: تسعير زيت الزيتون عند 15 دينارا للتر لن يضرّ بالمستهلك..!    اختفى منذ أيام: العثور على جثة شاب متوفي وسط ظروف غامضة..    دراسة تحذر.. "أطعمة نباتية" تهدد صحة قلبك..تعرف عليها..    الستاغ: هاو كيفاش تتمتّع بإجراءات تسهيل الخلاص بداية من 22 ديسمبر    في المرتبة التاسعة: تونس تسجّل أضعف معدّلات الولادات عربياً    عاجل/ بداية من اليوم: تونس تدخل تحت تأثير منخفض جوّي قادم من الجزائر..    بطولة الكويت: طه ياسين الخنيسي ينقذ الكويت من الخسارة امام السالمية    عاجل/ رصدت في 30 دولة: الصحة العالمية تحذر من انتشار سريع لسلالة جديدة من الإنفلونزا    ولاية ثالثة لترامب.. "حديث" يثير عاصفة دستورية    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    ترامب في خطابه إلى الأمة: الجيش الأمريكي هو الأقوى في العالم    عامر بحبة... منخفضًا جويًا قادمًا من الصحراء الجزائرية سيبدأ تأثيره على البلاد تدريجيًا    هدية أسطورية لميسي من ملياردير خلال زيارته الأخيرة إلى الهند    الاتحاد الأوروبي يوافق على قواعد أكثر صرامة بشأن ترحيل طالبي اللجوء    ديوان الزيت يدعو المتدخلين في القطاع لطلب تخزين زيت الزيتون لدى الخواص    ليلة الأربعاء: سماء مغيمة وأمطار متفرقة في هذه المناطق    عاجل: دولة عربية تعلن عن احتمالية اضطرابات في الرحلات الجوية...والسبب الطقس    عاجل/ عامين سجن في حق هذا الفنان..    هام: منظمة الصحة العالمية تحذّر من الانتشار السريع لل Grippe    مستشفى شارل نيكول: نجاح أول جراحة الكلى الروبوتية في تونس    عاجل/ "الستاغ" توجه بلاغ هام للمواطنين..    صندوق النقد العربي: بورصة تونس تتصدّر البورصات العربيّة في ارتفاع القيمة السوقية    شيرين تردّ على ''الكلام الكاذب'' عن صحتها وحياتها    الدكتور محسن حمزة/طبيب ... شباب القرن الحادي والعشرين يريد خطابًا يُحاوره لا يُلقّنه    ندوة «الشروق الفكرية» .. الشّباب والدّين    د. الصحبي بن منصور أستاذ الحضارة الإسلامية/جامعة الزيتونة.. السّؤال خارج الخطاب التقليدي خطوة لفهم الدّين لا ابتعادا عنه    8 أبراج تحصل على فرصة العمر في عام 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«النوري بوزيد» ل «التونسية»:«الترويكا» شكل من أشكال المراودة.. من قال إن "قائد السبسي" ليس خائفا؟
نشر في التونسية يوم 20 - 10 - 2012


لأول مرة أشعر بأني فخور بديني وبحضارتي
الرقابة لم تَعُد على أفلامي بل على رقبتي...
وسأكون سعيدا لو حيّر الفيلم «التوانسة»
حاوره : محمد الصادق الأمين
يظل النوري بوزيد رغم كل ما قد يقال عنه، قيمة سينمائية ثابتة تشرف تونس، والذين لم يحضروا في قصر الإمارات قد لا يصدقون أن التونسيين المقيمين في مختلف مناطق الإمارات العربية المتحدة قد جاؤوا – وبعض السيدات محملات بأطفالهن الرضع- من كل أفق لمشاهدة «مانموتش» آخر أفلام النوري بوزيد الذي يقدم في عرضه العالمي الأول في مهرجان أبو ظبي السينمائي في إطار مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
من السهل أن تحب أفلام النوري بوزيد ، ولكن يصعب على من لا يعرفه أن يصبر على عفوية الطفل فيه، مازال النوري مناضلا رومنسيا، ولذلك كان سياسيا فاشلا، نال خمس سنوات أو تزيد قضاها في سجون الدولة البورقيبية أيام كان الهادي نويرة وزيرا أول، بسبب انتمائه إلى حركة العامل التونسي وريثة حركة آفاق «برسبكتيف».
قدم النوري بوزيد عدة أفلام طويلة أولها ريح السد سنة 1986 وصفائح ذهب سنة 1988 وصولا إلى آخر فيلم مرورا بعرايس الطين وبنت فاميليا وبزناس... كما شارك في كتابة عدة أفلام تونسية من إخراج زملائه مثل ليلة السنوات العشر لإبراهيم باباي وسلطان المدينة للمنصف ذويب وصمت القصور وموسم الرجال لمفيدة التلاتلي وباب العرش للمختار العجيمي...، اختيرت أفلام النوري بوزيد في أهم المهرجانات العالمية بدءا بمهرجان كان وفينيسيا وتاورمينا وفالنسيا وميلانو، فاز بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية سنتي 1986 و2006 والتانيت الفضي سنة 2002.
اتهم بتهم عديدة فهو صهيوني وعميل وعلماني وكافر، وبلغ الأمر بعد الثورة حد الدعوة إلى تصفيته من طرف «الرابور» «بسيكو آم» في حفل نظمته حركة «النهضة»، وتعرض النوري بوزيد إلى الاعتداء من طرف مجهول بإصابته في رأسه ومع ذلك فرأس النوري حجر صلب لا يلين، وهو محاور عنيد لا يتزحزح عن موقفه ولا يقدم تنازلا إلا إذا اطمأن إلى مخاطبه وتأكد من أنه صديق وليس عدوا وما أصعب أن يقتنع النوري...
«التونسية» التقت النوري بوزيد في كواليس مهرجان أبو ظبي السينمائي فكان هذا الحوار...
ماذا تقول إثر العرض العالمي الأول لفيلم «ما نموتش»؟
اجتزت الامتحان بنجاح «نوعا ما»
لماذا امتحان؟ أنت رجل تاريخك وراءك وليس لك ما تخسره؟
«يا حبيبي قد ما تطلع قد ما عندك تخاف أنك تنزل» إذا لم تتطور فإنك ستتراجع، هناك جيل جديد لست وحدي في الساحة وأنا أطرح على نفسي السؤال، هل مازلت قادرا على الاستمرار والتطور؟ السينما تماما مثل عالم الكرة يمكن لناد كبير أن ينزل للدرجة السفلى إن لم يكن واعيا بالتحولات واستعداد المنافسين، من جهة أخرى أشعر بمسؤولية كبيرة، خاصة أنني لا أريد أن أخيب ظن الناس الذين يحبون أفلامي، هناك واجب لا بد من الالتزام بأدائه.
هل تفكر في الانقطاع عن الإخراج وإنجاز الأفلام؟
هذا شعور انتابني بعد «آخر فيلم» بعد المشاكل التي عرفتها، كنت أتوقع أن يكون آخر أفلامي ولكن أيام قرطاج السينمائية أنقذتني «والله يرحم والديه» إلياس خوري رئيس لجنة التحكيم الذي أعطى دفعا كبيرا للفيلم ، في سهرة التتويج سلمني الوزير التانيت الذهبي «وهو مكشبر» وحتى صديقي رؤوف بن عمر – منشط الحفل- «ما خلانيش نتكلم»، كنت سأقول إن الفيلم انتصار على الخوف ولكن رؤوف «فكلي الميكرو» وقيل لي إن الوزير «تنرفز» على فريد بوغدير رغم أنه لم يكن له أي دخل في لجنة التحكيم، أضف إلى ذلك أنه بقدر صعودك وشهرتك يكثر أصدقاؤك وأعداؤك والأعداء أحيانا يعمدون إلى التشويه دون مبرر، أذكر أن صحافية كانت تسأل الجمهور في أول عرض لبنت فاميليا، ما الذي لم يعجبك في الفيلم وكانت تحذف السؤال ليبدو الانطباع عن الفيلم سلبيا.
اخترت للشخصيتين الرئيسيتين في «ما نموتش» اسمي زينب وعائشة والإسم حامل لتاريخ استخداماته ولا يغيب عنك الإرث الديني لهذين الإسمين فهل كان اختيارك مقصودا؟
(هنا يتدخل انتشال التميمي مدير البرامج العربية في مهرجان أبو ظبي وقد كان يمر مسرعا بجانبنا موجها حديثه للنوري بوزيد قائلا له :خذ بالك منو).
بنتي إسمها زينب، أنا رغم ما يقال عني، وجل ما يقال عن قلة معرفة حتى لا أقول عن جهل من أني فرنكفوني.
وعلماني كافر؟
أعرف، ولكنهم لا يعرفون أني متشبث بالثقافة العربية الإسلامية وأنا من أشد المعجبين بمسلسل عمر رغم اختلافي مع منتجيه فكريا.
لا تقل لي بأنك شاهدت المسلسل؟
بل شاهدته كاملا والله ساعات نتفرج في الحلقة مرتين، في نسمة وفي ال«م ب سي» أريد أن أعرف حضارتنا، الناس «فاهمين بالغالط» أن الفكر المتحرر كافر، بالعكس الإسلام في حاجة ملحة إلى فكر متحرر لنفهم ديننا.
«ما نموتش» هو اول فيلم روائي طويل تكون الثورة فاعلا في أحداثه، ألا ترى أنك لم تترك الأحداث تتطور في مسارها الطبيعي وتدخلت من خارج الفيلم لتفرض أفكارك وإيديولوجيتك، إذ أن عائشة رفضت على إمتداد الفيلم نزع الحجاب ثم تخلت عنه في النهاية وكأن شيئا لم يكن؟
«السينما متاعي» لا يفرض فيها شيء من خارج الفيلم ، الشخصيات هي التي تمسك بمصائرها ونزع الحجاب كان اجتهادا من البطلة - سهير بن عمارة - وأنا استحسنته، فعائشة قامت بردة فعل عنيفة وعايشت معاناة صديقتها زينب وعائلتها تحاول إجبارها على ارتداء الحجاب، لذلك لم يكن نزع عائشة للحجاب تصرفا غير مبرر دراميا.
ولكنك تعسفت على شخصيات الفيلم، عائشة تنزع الحجاب وحمزة الشاب المتدين الذي غادر السجن بعد الثورة انقلب على نفسه وعاد إلى حبه لعائشة ورغبته فيها؟ وكأنك كنت رافضا لبقاء أية شخصية متدينة إلى النهاية على تدينها؟
لكن الشخصيات السلفية ظلت كما هي وانتقمت من حمزة.
لم تبق سوى الشخصيات السلبية؟
حمزة أخطأ بذهابه إلى السلفية مثلما أخطأت أنا بذهابي إلى الماركسية بحثا عن الحرية وحقوق الإنسان.
بعد أربعين عاما تعلن توبتك من الماركسية؟
أخطأت، لأني بحثت عن حقوق الإنسان والحرية في الماركسية، هذا الكلام ليس ضد الماركسية، لست مع صراع الطبقات، أنا أبحث عن الحريات الفردية، أنا لست بريئا.
هل لك أجندا سياسية تخدمها؟
لا، لا، أنا لست بريئا بمعنى لي موقف ورأي، فبقدر تشبثي بحضارتي العربية الإسلامية أرفض دخول الدين في السياسة.
هل مازلت ماركسيا؟
لا، مازالت في بعض بقايا الماركسية، أما اللينينية فلا، كل مسائل الدولة غالطة –المركزية الديمقراطية والحزب الواحد وديكتاتورية البروليتاريا كلها مفاهيم انتهت في رأيي ولكن تحليل ماركس للمجتمعات الرأسمالية مازلت أتبناه ، لكن أنا فخور بديني وخاصة في القرنين الأولين «موش توة نقوموا نعملوهم».
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها؟
لا لا لا ، هناك معطيات جديدة وتركيبة جديدة في العالم هل مازال مقبولا اليوم أن تغزو بلادا أخرى لتجعلها إسلامية؟ لماذا لا نقبل من أمريكا أن تتوسع وتحتل بلادا أخرى؟ بأي حق تسلب شعبا ما حضارته وثقافته ودينه.
في وقت ما كانت الغزوات مقبولة ولكن المجتمعات والأفكار تطورت «توة انتهى»، نحن في عصر الحريات وحقوق الإنسان وإذا أراد البعض إحضار مفاهيم من الماضي لتسليطها علينا ونحن نعيش في هذا العصر، فهؤلاء يريدون أن يحكموا علينا بالتخلف والمكوث خارج سياق التاريخ.
عائشة الفتاة المتحجبة لها تاريخ في «ما نموتش» فقد اجهضت مولودا حملته خارج إطار الزواج، أما زينب غير المحجبة والسافرة - بعبارة رئيسنا المؤقت - سيرتها نقية، أليس هذا موقفا إيديولوجيا؟
«شوف» بالنسبة لي، من يحمل غطاء مهما كان فهو يريد أن يخفي شيئا عن الآخر مهما كان الآخر، وعائشة كانت تتغطى لتخفي شيئا ما، «ما تحبوش يتعرف» الحجاب يغطي شيئا لا يريد أن يعرفه الآخرون أو يغطي عيبا ، لاش نغطيو؟ ألم تكن أمي مسلمة ورأسها مكشوف؟
الحجاب حرية شخصية؟
وأنا دافعت عنها، عائشة صارعت ودافعت عن موقفها ولكنها نزعت الحجاب.
أنت الذي نزعته عن رأسها؟
لا دخل لي في شخصيات الفيلم، عائشة هي التي قررت بمحض إرادتها وبفعل تطور شخصيتها أن تكشف شعرها لأنها شعرت بأنها استعادت جسدها بعد أن رغب حمزة في معاشرتها ورغبت هي فيه، في صراعها هناك تقدم ملحوظ عائشة قامت بالخطوات اللازمة التي أدت إلى نزع الحجاب.
كانت شخصية المثقف اليساري «يوسف سلطان» الشخصية الملهمة في عدد من أفلامك الأولى ولكنك تخليت عنها في السنوات الأخيرة لتصفي حسابات قديمة مع الإسلام السياسي والإسلاميين؟
ليست تصفية حسابات، اهتماماتي «توة» في مسألة توظيف الدين.
الإسلام السياسي اليوم في السلطة باختيار شعبي حر ولست وصيا على إرادة التونسيين؟
أليس من حقي أن أكون معارضا ؟ هل قلت لك بأني وصي على التوانسة؟ هل شاركت في الحياة الحزبية؟ هل رأيتني يوما في مقر حزب ؟ أو في تلفزة أروج لحزب معين.
ألم تنتم إلى أي حزب؟
انتمائي لاستقلاليتي، أما عند التصويت فلي إختياري بعد أن أطلع على المرشحين «لو نحب نصوت للمرزوقي ويتحالف مع «النهضة» «ما نصوتلوش»، أكيد نحن نعيش إحدى غرائب الدنيا بهذا التحالف بين أضلاع «الترويكا» «حاجة غير طبيعية موش أنا عملتها»، «عائشة دارت بصديقها مثل مراودة «التكتل» و«المؤتمر» ل«النهضة» يحبو يبدلوها».
هل ترى أن علاقة التكتل والمؤتمر بالنهضة شكل من أشكال المراودة؟
«مالا شنوة؟ هاك شفتهم؟» المراودة لا تدوم فيها مغازلة ومخاتلة ومغادرة بما في المغادرة من غدر» قاعدين يلعبوننا بديننا ويتهموننا بأننا لا نحترم الدين.
كيف تتوقع أن يستقبل الجمهور التونسي الفيلم؟
التونسي حر في قراءته للفيلم، ما يهمني أني دافعت عن حريتي في التعبير أيام الديكتاتورية وسأواصل دفاعي عن الحرية وحقوق الإنسان، وسأكون سعيدا بأن أحيّر التونسيين.
على الرغم من أن الثورة كسرت التابوهات فإنك لم تكن أكثر جرأة في «ما نموتش» من أفلامك السابقة؟
المسألة لا تتعلق بالجرأة بل الاهتمامات مختلفة ، ربما إطار القمع هو الذي يجعل أي موقف وأي خطوة من المثقف ينظر إليها على أنها بطولة، صحيح هرب بن علي ولكن المخاطر التي تتهددني اليوم أكبر فقد بلغ التهديد حياتي لم تعد المسألة مسألة رقابة على الفيلم بل رقابة على رقبتي وانت تعرف أني طلبت من «النهضة» في لقاءات مع ممثليها في منابر في الإذاعة والتلفزيون أن يوضحوا موقفهم فهل سمعت شيئا منهم؟
التهديد الذي تتحدث عنه مسألة عرضية عابرة ولا فائدة من تهويلها؟
لمن يقول هذا أقول ما رأيكم لو تعلق التهديد بحياتكم أنتم أو حياة أحد أهاليكم؟ الذين صفقوا ل«بسيكو آم» وقالوا الله أكبر هل كانوا يتسلون؟ كيف تضمن لي أن لا يطلع واحد منهم ويذهب في ظنه أنه سيدخل الجنة بقتلي فيفعلها؟
لا يا سي النوري، الواعظ الحبيب بوصرصار هتف في إجتماع شعبي الموت للسبسي، فهل مات سي الباجي؟
«لا دبر على روحك، أنا ما نحبش نموت «شكون قالك السبسي موش خايف؟».
لماذا قطعت نسق السرد التقليدي في الفيلم بمشاهد تغسيلك وتكفينك- شخصية عمو، عازف الأكورديون المتشرد الكفيف قام بتجسيدها النوري بوزيد بنفسه -؟
لأني لا أرتاح للسرد الكلاسيكي ولأني أردت رسم خط أحمر يشق الفيلم وهو مسألة موتي الافتراضي، تصور لو يقتلني أحد؟ يمكنكم قراءة فيلمي كوصية لي...
في الفيلم جيش من المنتجين؟
«جاو من بعد» المنتج الذي أنجز الفيلم هو عبد العزيز بن ملوكة وقد تحملنا ظروفا صعبة وواجه عبد العزيز كل المشاكل بحرفية.
ماذا فعل المنتجون الذين «جاؤوا متأخرين»؟
«خذاو الفلوس وحطوها في جيوبهم».
ولماذا تقبلون هذا على أنفسكم؟
«ما كناش نعرفوا؟ على الأقل يقسموا معانا»، مثلما هناك محاولة لقتلي حدثت محاولة لقتل الفيلم إذ سحبوا ترشيحه من مهرجاني كان والبندقية لأننا رفضنا أن نعرض الفيلم في حيفا.
وكيف ترفض ذلك وأنت السينمائي التقدمي والحداثي؟
هل لأني تقدمي وحداثي أعرض فيلمي في مهرجان إسرائيلي؟ لو يطلب منا الفلسطينيون المشاركة سنقبل، عدا ذلك لا حديث في الموضوع.
من تقصد بالفلسطينيين؟ حماس او فتح؟
الذين يمثلون الشرعية وهي منظمة التحرير الفلسطينية، وأنا أتمنى أن تجسر الهوة بين حركتي حماس وفتح، «موش معقول بلاد محتلة ونشارك في مهرجان ينظمه المحتل».
هل كان الرفض موقفك أنت؟
كان موقفنا أنا والمنتج عبد العزيز بن ملوكة.
ما كان رد فعل المنتجين الفرنسيين؟
ضحوا بالفيلم «طيشوه».
هل سيكون الفيلم حاضرا في أيام قرطاج السينمائية؟
أتمنى ذلك، على الأقل ليتاح للجمهور التونسي مشاهدته، آمل أن تكون لإدارة الأيام النزاهة والتحلي بالمسؤولية للدفاع عن كل الأفلام التونسية لا الهروب إلى أفلام تتحدث عن فلسطين أو أفلام سبق عرضها تجاريا لتجنب المشاكل.
لماذا كان رد فعلك عنيفا في اللقاء الصحفي على تدخل رئيس قناة النيل سينما بخصوص دعوته إلى تهذيب اللهجة التونسية؟
ما تتجاهله في سؤالك عن قصد ماكر هو أن المصريين «يحبونا ندقدقوا» ونفقد حضارتنا وحتى حين نترجم لهم أفلامنا بالمصري فإنهم لايعرضونها أبدا؟ ألم نترجم شيشخان إلى اللهجة المصرية؟ وفيلم الملائكة لرضا الباهي الذي شارك فيه نجوم السينما المصرية هل عرضوه في قاعاتهم؟ هل تقبل أن يتكلم الأمين النهدي مثلا باللهجة المصرية ليرضى عنا سي زهران؟
العرب شعب واحد وحضارة واحدة؟
أنا معك، فليتكلموا إذن باللهجة التونسية، لو كان الفيلم تاريخيا لكان مقبولا استخدام العربية الفصحى مثل مسلسل عمر.
يبدو أنك معجب بهذا المسلسل؟
هي المرة الأولى التي أشعر فيها أني فخور بديني وثقافتي وحضارتي.
هناك من يرى أن تسجيد الصحابة حرام؟
لو جسدوا شخصية النبي لكانت الدعوة إلى الإسلام أقوى وأوسع انتشارا، هؤلاء لم يفهموا بعد قوة الصورة وقيمتها «موش فاهمين، متخلفين» لا توجد أي آية تمنع تجسيد الأنبياء فالمنع من باب التقدير والإجلال؟
وحين تعلق صور رئيس الدولة في الشوارع ؟ أليس ذلك تقديرا وإجلالا ؟
لا صور بعد رحيل بن علي إلا إذا كنت راغبا في تعليق صور المرزوقي؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.