رشح النوري بوزيد فيلمه الجديد «ما نموتش» ضمن قائمة الأفلام التي سيقع الاختيار على اثنين منها لتمثيل تونس في المسابقة النهائية الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة. و«ما نموتش» الذي أشرفت على انتاجه مؤسسة عبد العزيز بن ملوكة، كتب المخرج قصته قبل الثورة تحت عنوان «ألف ورقة» (ميلفوي) ويقدم قصة صديقتين تشتغلان في مصنع للمرطبات تتعرضان لشتى أنواع المضايقات خاصة بعد انتشار ظاهرة الحجاب.
وبعد اندلاع ثورة 14 جانفي... كان لابد من مواكبة الأحداث على الساحة التونسية من خلال اعادة صياغة جديدة للعمل الذي تغيّر عنوانه الى «مانموتش» علاوة على طبيعة الأحداث المتغيرة بشكل سريع مع المحافظة على مضمونه الرئيسي المتمثل في استعراض وجهتي نظر مختلفتين للصديقتين فالاولى تتعرض الى ضغوط لأجل ارتداء الحجاب في حين تعيش الثانية تحت وطأة ضغط شديد لإجبارها على نزع الحجاب. ما يلفت الانتباه في هذا العمل السينمائي الجديد في مسيرة النوري بوزيد مبادرته تصوير وفاته بكل تفاصيلها وطقوسها من القتل الى التغسيل فالكفن ثم مواراته التراب... ومثل هذه المشاهد التي حرص النوري بوزيد على تضمينها عمله السينمائي «مانموتش» تعتبر من قبيل المفاجآت الكبرى التي ادخرها هذا المخرج لجمهور الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية.
ويجسّد أحداث هذا العمل سهير بن عمارة وعبد العزيز المحرزي ورانية القابسي ولطفي العبدلي وفتحي المسلماني وبهرام العلوي.