تمثل أعيادنا الدينية فرصا متجددة للتفكر والتمعن في المبادئ السامية لديننا الإسلامي الحنيف بكل ما تحمله من قيم التآزر والتآلف واعتناق الفعل الخيّر الذي يسمو بالإنسان عن باقي المخلوقات. لذلك فهي تشكل برمزية دلالاتها مناسبات لتبادل التهاني وللإفراج عن بعض الأماني عسى الله يبدل حالا بحال.. وعلى هذا الأساس أود ونحن على بعد سويعات من حلول عيد الأضحى أن أعبر عن أمنيات صغيرة ذات تأثيرات كبيرة داعيا المولى أن يهدي رياضيينا إلى أقوم السبل للخروج من دائرة الظل التي دخلتها الكرة عندنا: - أتمنى أن يقف المسؤولون وقفة محاسبة للذات ويغيروا أساليب تصرفهم بالابتعاد عن مسرحيات التهريج والضجيج التي عودونا بها في الموسم الماضي وما سبق وأن ينزعوا عنهم جبة الثورة التي يحاول البعض ارتداءها بحثا عن بطولات وهمية، وأن يتخلوا عن عنتريات لم يعد لها مكان في فضاءاتنا.. - أتمنى أن يدرك اللاعبون أن زمن النجومية الزائفة ولى وانتهى ولن يعود منه ما مضى وأن الجمهور لا يؤمن بغير الفعل الجاد والرأي السداد بالاعتماد على الجهد الوقاد والعرق المدرار واحترام الصغار والكبار.. - أتمنى أن يرتفع الحكام عن كل الحسابات بالابتعاد عن مواطن التأثير والمؤثرات.. وأن ينأوا بأنفسهم عن حلقات التقطيع والترييش وأجواء الإغراءات والبقشيش درءا للاتهامات والتأويلات وألا يجعلوا سلطانا عليهم غير ضمائرهم وقوانين اللعب.. كره من كره وأحب من أحب. - أتمنى أن يثوب الجمهور إلى رشده ويحترم أصله وفصله وأن يدرك حقيقة دوره في التحفيز والتشجيع بدل الفعل الوضيع وأن يريحنا من مجموعات الضغط المستوردة وأن يحترم الفرق جميعها فهي تونسية المنبت والهوى.. حتى لا تذهب كرتنا مع الهواء كذرات الهباء.. - أتمنى على الهياكل الرياضية في مختلف المستويات أن تتصرف كمؤسسات وطنية جامعة لا تجامل أي طرف ولا تأخذ حق أحد لتهديه إلى من لا يستحق وأن تجعل القانون سيد مواقفها وداعم قراراتها.. - أتمنى أن نعمل كإعلاميين على ممارسة حقنا في التعبير الحر في كنف الحيادية التامة وأن نتصدى لكل محاولات الاحتواء والتدجين وأن نرفض تحويلنا إلى كتبة لدى مسؤولي النوادي أو أي هيكل آخر.. وأود أن أختم بالدعاء لفرقنا ونخبنا الوطنية بالنجاح في مشاركاتها القارية والدولية وأن تحقق من الانجازات ما يرقى إلى طموحات التونسيين أجمعين ويرفع سمعة الوطن إلى أسمى الدرجات.. هذه بعض الأمنيات البسيطة لمواطن بسيط يتوق إلى رؤية رياضيينا ورياضتنا وتونس بصفة عامة في حلة عيدية دائمة.. عيد سعيد للجميع وكل عام والعلوش يبعبع!.. .. وبالصدق ألاقيكم وأشد على أياديكم..