انعقدت أول أمس بمقر الولاية جلسة عمل لمكافحة « حمى غرب النيل» بولاية المنستير بإشراف والي الجهة وبحضور رؤساء البلديات والنيابات الخصوصية والمدير الجهوي للصحة وممثلي مصلحة حفظ الصحة والمصلحة الجهوية للرعاية الصحية الأساسية بالمنستير وأطباء وكل الإدارات الجهوية المعنية. وأكد السيد منذر اللطيف المدير الجهوي للصحة بالمنستير انه تم الى حد الان اكتشاف 9 حالات اصابة بفيروس حمى غرب النيل على المستوى الجهوي دون تسجيل وفايات ، مبينا انه لا داعي من الخوف والفزع والادارة الجهوية للصحة ساهرة على تنظيم حلقات تحسيسية للاطباء وأعوان الصحة لتوخي الحذر ومزيد التدقيق في تشخيص الحالات المرضية الوافدة على المستشفيات لمعالجتها بأنجع الطرق وأسرعها. أعراض الاصابة بحمى غرب النيل بيّن الدكتور محمد شقرون رئيس قسم الامراض السارية بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير ان الحالات المصابة بحمى غرب النيل الوافدة على المستشفى الجهوي تم معالجتها ثم غادرت في حين تم الاحتفاظ بحالة وحيدة وهو رجل مسن وحالته مستقرة حاليا. واوضح الدكتور شقرون ان فيروس حمى غرب النيل قديم جديد حيث ظهر لاول مرة في تونس سنة 1997 وهو موجود في دول عديدة من العالم ، معرفا حمى غرب النيل بفيروس حموي منقول بالذباب والبعوض والطيور المهاجرة التي تزور بلادنا خاصة في مثل هذه الظروف المناخية وهو فيروس يصيب الانسان والخيول والطيور. مؤكدا ان هذا الفيروس لا يمثل خطورة كبيرة على المواطنين فقط يجب اليقظة للتصدي له في الوقت المناسب حيث يكون ٪80 من المصابين دون علامة و٪20 تشهد ارتفاعا في الحرارة وصداعا في الرأس وتقيئا وثقلا على مستوى المفاصل منها ٪1 تتطور عندها الحالات لتصل الى الالتهاب في السحايا الدماغية مما يؤدي الى الوفاة خاصة عند المسنين والمصابين بضعف المناعة او الامراض المزمنة. الوقاية خير من العلاج اشار الدكتور شقرون ان ولاية المنستير من المناطق الاكثر تهديدا بظهور وتكاثر فيروس حمى غرب النيل نظرا لكثرة البحيرات والسباخ واوكار تكاثر اليرقات والذباب، واكد انه لا يوجد لقاح او علاج وقائي لهذا الفيروس سوى التعهد بمقاومة الذباب والبعوض والقضاء على اماكن تكاثرها وفي هذا الصدد تمت الدعوة خلال الجلسة الى ضرورة تكاتف كل جهود الادارات الجهوية من فلاحة وتجهيز وصحة وادارة جهوية للتطهير وذلك للتعهد بجهر الاودية وردم المستنقعات وتحديد اوكار تكاثر الحشرات ومداواتها والقضاء على مصادر التلوث البيئي الناجم عن تسرب مياه التطهير من جراء فيضان البالوعات خاصة عند نزول الامطار. كما تمت الاشارة الى ضرورة القيام بالمداواة الوقائية لإسطبلات الخيول ضد الحشرة الناقلة باستعمال مبيدات حشرية فعالة ودعوة البلديات للرجوع الى مصالح الصحة العمومية الجهوية لاخذ قائمة في المبيدات الحشرية التي يمكن استعمالها للتوقي من خطر فيروس حمى غرب النيل . هذا وقد دعا الحضور الى ضرورة القيام بحملات تحسيسية بمختلف وسائل الاعلام وتشريك مختلف مكونات المجتمع المدني لمعاضدة جهود الادارات للتوقي من خطر مثل هذا الفيروس الذي ما زال يهدد صحة المواطنين.