لم يحتفلوا ب «صباح العروسة» ولم يأكلوا «عصيدة العروسة»لأن العروس المحتفى بها اختفت ليلة دخلتها من عش الزوجية في سوسة في ظروف غامضة فحيرت عريسها وافراد اسرتها في احدى المناطق الريفية بالرقاب من ولاية سيدي بوزيد. مرت اليوم 10 ايام من البحث والحيرة والخشية باءت معها جميع المحاولات في العثور عليها بالفشل . «الشروق» اتصلت في منطقة الزيتونة ( ولاية سيدي بوزيد) بشقيق العروس محمد الصالح العائد من مدينة سوسة اين تقدم صحبة العريس ببلاغ في الغرض لدى المصالح الامنية هناك عقب رحلة مضنية من البحث. محمد الصالح تحدث لنا بصوت خافت وقد بدت عليه علامات الحزن والارهاق ، قائلا: «رغم وفاة والدينا فقد كانت عائلتنا تعيش حياة طبيعية وسط اجواء ريفية وكانت شقيقتنا هناء البالغة من العمر 34 سنة تتحول في كل مرة من مقر سكنى العائلة بمنطقة الزيتونة التابعة لمعتمدية الرقاب الى مدينة سوسة في زيارة لعائلة أخينا (من الام) القاطن هناك . وعندما تقدم احد الشبان لطلب يدها وافقت مباشرة شانها شان بقية افراد العائلة. كان الخطيب احد أجوار أخينا (من الام) وهو الذي لعب دور الوسيط في اتمام مشروع الزواج . وخلال شهرين تم عقد القران ثم الزواج يوم 17 افريل الجاري . في اليوم الموعود قدم العريس من سوسة مرفوقا بشقيقه وأخينا الى منزل عائلتنا بمنطقة الزيتونة من معتمدية الرقاب ونظرا لمرض كان شقيقنا الأكبر الذي كان طريح الفراش بعد ان اجريت عليه عملية جراحية على مستوى الرأس فقد كان الاحتفال بمنزلنا محدودا وبلا صخب وتحولنا بعدها وفي مساء نفس اليوم مع عدد قليل من افراد العائلة الى مدينة سوسة مكان إقامة العريس اين احتفلنا وسهرنا جميعا وسط اجواء من الفرحة تواصلت الى حدود العاشرة ليلا ساعة مغادرتنا المكان وعودتنا الى منزل العائلة بالرقاب على امل ان نعود في الغد لنشاركهم الاحتفال ب «عصيدة العروسة» حسب ما تقتضيه العادة والتقاليد . وفي صبيحة اليوم الموالي اتصلت بشقيقتي العروس عبر هاتفها الجوال فرد عليّ أخي واعلمني بان أختنا غادرت محل الزوجية الى وجهة غير معلومة فاتصلت ببقية افراد عائلتي لأعلمهم بالخبر كما اتصلت بالعريس فأفادني بانه استيقظ في حدود الخامسة صباحا من ذلك اليوم فلم يعثر سوى على هاتفها الجوال الذي سلمه الى جاره وشقيقنا بعد ان ذهب للبحث عنها في منزله . ويواصل محدثي صلاح الدين حديثه الذي غلبت عليه العديد من الاسئلة الاستنكارية قائلا انه استنفد جميع السبل في البحث عن شقيقته فتوجه صحبة العريس الى احدى الجهات الامنية بسوسة حيث أبلغ عن اختفائها وكله امل في العثور على شقيقته ولو جثة هامدة كما جاء على لسانه في ختام حديثه .