اختتمت في صفاقس مساء 8 نوفمبر اشغال الملتقى الدولي حول الانتاج البيولوجي Bio-production الذي ينظمه مركز البيوتكنولوجيا بصفاقس في اطار المشروع العلمي التونسي الاوروبي بيو بروتاك BioProtech الممول من الاتحاد الاوروبي والهادف الى النهوض بالقدرات التكنولوجية والذي ينجزه المركز مع 5 شركاء اوروبيين ينشطون في مجالات البيوتكنولوجيا والتجديد والتصرف ونقل التكنولوجيا وتم تقديم عدة توصيات منها المتعلقة بالمدى القصير كتشجيع الشبان الحاصلين على شهائد على تجسيم مشاريعهم وتقديم الدعم اللازم لذلك مع احداث خلايا مرافقة لانجاز مؤسسات وتثمين نتائج البحوث واحداث مراكز لنقل التكنولوجيا وهناك توصيات متعلقة بالمدى المتوسط كاحداث مخطط استثماري عمومي لتطوير الصناعات البيو تكنولوجية واشرف على حفل الاختتام وزير الصحة العمومية عبد اللطيف المكي الذي اشاد باهمية البوتكنولوجيا في تطوير عدد من القطاعات الصناعية والفلاحية واشاد ايضا بمكانة العلماء والباحثين قائلا ان تونس استثمرت منذ عقود طويلة في قطاعين مهمين هما التعليم والصحة واعطى الامر اكله بارتفاع نسبة التمدرس لكنه اضاف ان البلاد بعد ان ربحت معركة الكم عليها ان تخوض وتربح معركة الكيف وقال ان تونس عليها ان تراهن على علمائها وباحثيها ونخبها لتحقيق الاقلاع والنجاح وضرب مثلا على ذلك بحال البلاد العربية التي استقلت في الاربعينات والخمسينات والستينات وهي نفس فترة استقلال عديد الدول الاسيوية كالهند وكوريا وماليزيا وغيرها وكانت البلاد العربية متحدة في اللغة وفي الدين على عكس تعدد الاديان والاعراق في الدول الاسيوية التي استثمرت في الحرية والعلم فوصلت الى نتائج باهرة على عكس الدول العربية التي ضربت العلم والحرية وكانت برامجها التعلمية منخرمة وغير متوازنة وليست هناك ملاءمة بين اعداد المتخرجين واحتياجات البلاد كما هناك اختصاصات لا جدوى منها ولا فائدة وقال عبد اللطيف المكي ان النظام السابق همش العلماء والنخب وان اكثر ما كان يؤلم ان يتبجح ذلك النظام بوجود اكثر من 3 الاف جامعي امضوا على مناشدة الرئيس المخلوع الترشح لانتخابات 2014 واضاف المكي انه يعلم ان اغلب الاسماء بقائمة الجامعيين تم الزج بهم ولم يكن قرارهم الطوعي واضاف ان البلاد فيها سلطة مهمة واقوى من عديد السلط الاخرى وهي سلطة العلماء الذين ينتجون القيم العلمية والاخلاقية التي يستند اليها بناء البلاد ودعا الى استثمار ذلك جيدا والى قيام تحالف مبدئي واخلاقي بين السياسيين والعلماء والباحثين وقال انه اذا نجح هذا التحالف على الاسس الاخلاقية والعلمية والقيمية فان البلاد ستنجح وتتقدم واما ان لم يحصل ذلك فان المنظومة ستسقط الى اسفل السافلين واضاف ان بلادنا مقدمة عل وضع جديد لا بد ان تاخذ فيه النخب العلمية والمالية والفكرية وغيرها مكانها الحقيق والطبيعي لبناء البلاد واعتبر ان موقع تونس استراتيجي وهو يربط اوربا بالعالم العربي وبافريقيا وبالتالي لا بد من اسغلال ذلك لتلعب تونس دورا مؤثرا في ذلك وقال ان الصحراء لا ينبغي ان تكون حاجزا بيننا وبين افريقيا لتطوير المعاملات والتبادلات والكفاءات ولبحث فرص الاستثمار وتعزيز الروابط وقال عبد اللطيف المكي ان الحكومة لما استلمت المهمة وجدت البلاد مهملة والقوانين معطلة وتحدث عن صندوق الدعم للمواد الغذائية وقال ان هذا الصندوق تم ايجاده منذ نصف قرن او يزيد للتعويض للجميع خاصة وان غالبية السكان حينها كانوا يعانون الفاقة والاحتياج لكن في الوقت الراهن لا بد من التفكير في بديل عنه لا يحرم الفقير من الدعم ولكن ايضا لا يعطي للغني والقادر مادة مدعمة وضعت اصلا للفقراء والطبقات الشعبية الفقيرة وقال المكي ان ميزانية صندوق الدعم تبلغ 4280 مليون دينار اي ما يمثل 80 % من الميزانية المرصودة للتنمية واضاف ان تونس تدفع 1100 مليون دينار للتعويض عن الحبوب في حين انه كان من الاجدى رصد مبالغ هامة منها لتطوير انتاج الحبوب كما وكيفا كما يتم دفع 270 مليون دينار لدعم الزيوت في حين انه كان من الاجدى تخصيص جانب هام منها لضخها في مشاريع تزيد انتاج زيوتنا من الزيتون و النبات وقال ان تونس تدفع 2600 مليون دينار كتعويض عن الطاقة وانه من المهم ان تذهب نسبة هامة من هذا الدعم لتطوير مصادر الطاقة للبلاد ومنها الطاقات البديلة