تجري الاستعدادات على قدم وساق بالمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية بالقطب التكنولوجي بسيدي ثابت لتركيز مفاعل نووي لغاية البحوث، وهو شرط ضروري لتهيئة الأرضية الملائمة لاحتضان مشروع البرنامج النووي التونسي للطاقة الذي كان قد أذن به رئيس الدولة في 2006. وقال السيد مراد التلميني م.ع. المركز إن تكلفة المفاعل لن تقل عن 100 مليون دينار وإن إنجازه يتطلب بضع سنوات (5 أو 6 أو 7 سنوات) وسيكون عبارة عن وحدة بحث من الحجم الكبير صالحة لتكوين الخبراء والفنيين الذين سيباشرون النشاط في البرنامج النووي التونسي للطاقة وخاصة في ما يتعلق بمراقبة انعكاساته الصحية على المواطن (المواد المشعة). والمعلوم أن مفاعلات البحث النووي موجودة في عدة دول مثل الجزائر وليبيا والمغرب ومصر والأردن وسوريا... وفي شمال إفريقيا لم تبق إلا تونس وموريطانيا تفتقره... ويعتبر هذا المركز واحدا من بين المؤسسات الأخرى المنتشرة بالقطب التكنولوجي بسيدي ثابت التي كانت محل زيارة ميدانية نظمتها مؤخرا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لفائدة الإعلاميين... بيوتكنولوجيا وكان السيد نور الدين بوزواية ر.م.ع شركة التصرف في القطب عقد في بداية الزيارة ندوة صحفية قال فيها إن القطب الذي تم بعثه في 7 نوفمبر 2002 (من جملة 10 أقطاب أخرى) يمتد على 110 هكتارات ويضم المعهد العالي للبيوتكنولوجيا والمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية والمعهد الوطني للبحث والتحليل الفيزيائي والكيميائي ومركزي بحث ومحضنة مؤسسات (تنتهي أشغالها في مارس) ومنطقة صناعية... إضافة إلى مدخرات عقارية صالحة لبناء مؤسسات أخرى، وأضاف بوزواية أن نشاط القطب موجه أساسا نحو البيوتكنولوجيا المطبقة في الصحة (البشرية والحيوانية) وخاصة من خلال تثمين نتائج البحوث الوطنية بمختلف مؤسسات البلاد في مجال البيولوجيا وعلوم الحياة المطبقة في الصحة (الصناعات الصيدلانية والبيوصيدلانية) والهندسة المطبقة في الصحة (صناعة المستلزمات الطبية والصيدلانية...). تلقيح ضد الكلب لا يكتفي القطب ب«التثمين» فحسب بل يعمل على إيصال مشاريع البحوث إلى السوق عبر ربط الصلة بين الباحثين من جهة والمستثمرين وأصحاب المؤسسات من جهة أخرى... وكشف المتحدث عن مشروع بحث رأى النور مؤخرا ويتمثل في براءة تلقيح ضد داء الكلب البشري توصل إليه معهد باستور ويجري الآن تطويره في فرنسا عن طريق المخبر الشهير «ماريو» (MERIEX) ليتم تصنيعه في ما بعد بتونس.. وهذا البحث هو من جملة 60 بحثا آخر تم التوصل إليها إثر مسح دام سنة وشمل كامل مؤسسات البحث بالجمهورية بالتعاون مع البنك الأوروبي للتنمية. وشدد بوزواية على أن البيوتكنولوجيا صناعة رأسمالية بامتياز إذ تتطلب أموالا كبرى وسنوات بحث وطول نفس... نادي البيوتكنولوجيا من ضمن مركزي البحث الموجودين بالقطب، تحدّث ر.م.ع. شركة التصرف في القطب عن مركز الموارد التكنولوجية للإنتاج البيولوجي الذي يوفّر خدمات تصنيع أدوية بيوتكنولوجية ولقاحات وتحاليل واختبارات علمية.. وبهذا المركز ستنتقل تونس من بلد مستهلك إلى منتج للبيوتكنولوجيا وسيجعلها منتمية بامتياز إلى نادي البيوتكنولوجيا الذي يضم إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة دولا مثل كوبا والبرازيل والأرجنتين والهند والصين وكوريا.. حيث أن 2/3 من الأدوية في العالم باتت اليوم مرتكزة على البيوتكنولوجيا شأنها شأن المستلزمات الطبية... وما يوفر قاعدة نجاح هذا التوجه في بلادنا هو ما يتوفر لدينا من طاقات في التنوع البيولوجي على غرار وجود ما لا يقل عن 2200 نوع أعشاب طبيّة وعطرية في أراضينا. تحاليل تم خلال هذه الزيارة التعرف على عمل المعهد الوطني للبحث والتحليل الفيزيوكيمياوي الذي يعتبر واحدا من أهمّ وأكبر مؤسسات التحليل في البلاد خاصة لإنجاح التصدير (الذي أصبح يفرض شروطا صارمة من حيث المواصفات) وأيضا للوقاية والسلامة الصحية عند التوريد... وقال السيد بلقاسم الحنشي مدير عام المعهد إن هذه المؤسسة الهامة تحتوي على عدة مخابر مختصة في عدّة أنواع من التحاليل على مختلف المواد (الغذائية التجميل التنظيف الخضر والغلال واللحوم والأسماك مواد البناء المواد البترولية الفسفاط الحبوب الفواكه الجافة إلخ...).. وأضاف أن مختلف أنواع التحاليل تجرى بالمعهد منها تحاليل فائقة الدقة بتجهيزات متطورة للغاية بعضها يتجاوز سعره مليارا من مليماتنا. وقد نجحت هذه التحاليل منذ بداية نشاط المعهد في حماية المستهلك من عدّة مخاطر صحيّة سواء في المواد المحلية أو الموردة...