مثلما كان منتظرا لم يكن النادي الإفريقي في مستوى الآمال التي علّقت عليه ولم يقدم ما يشفع لجماهيره للتغنيّ بموسم سيكون حافلا بالتتويجات, الإفريقي اكتفى أمس الأوّل بتحقيق نتيجة التعادل السلبي ضدّ النادي الرياضي البنزرتي في مباراة لم تحجب بعض النقائص والهنّات اللتين لاحتا على مردود الفريق لكن رغم ذلك لا يمكن أن يكون الحكم قاسيا على فريق باب الجديد لعدّة اعتبارات لعلّ أهمّها القيمة الفنية للفريق المنافس وكذلك الضغط الكبير الذي كان مسلطا على زملاء بلال العيفة وكذلك على مدرّب الفريق نبيل الكوكي الذي كان يطمح إلى تحقيق «خرجة» تليق بالهالة الإعلامية التي رافقت قدومه إلى القلعة الحمراء... النادي الإفريقي لم يكن سيّئا بالمرّة والفريق كشف في بعض الأوقات عن مؤشرات واعدة توحي بمستقبل أفضل للفريق فقط مع قليل من الصبر على هذه المجموعة التي هي في حاجة ماسة إلى ثقة أنصارها والى قليل من الوقت لتحقيق اللحمة والانسجام اللازمين...توجيه سهام النقد في هذا الوقت بالذات إلى فريق باب الجديد لن يكون موضوعيا بالمرّة لأنّ العبرة بالخواتيم والضاربون في مزمار الرياحي هدفهم معلوم خاصة أنّ العيد على الأبواب... أنانيّة مفرطة... الإفريقي كان قادرا على تحقيق نتيجة أفضل لولا بعض الهفوات البدائية التي ارتكبها الفريق سواء بصفة فرديّة أو جماعية... بعض العناصر قدّمت الإضافة المنتظرة منها والأخرى كشفت عن التعاقدات «الفالصو» كنّا قد تعرّضنا لها في وقت سابق... في المقابل كان ماهر الحدّاد مميزا كعادته لكنه أطنب في احتكار الكرة وجنح كثيرا إلى اللعب الفردي الاستعراضي بشكل أنانيّ أضرّ به وبفريقه الذي تاه في وقت من الأوقات بسبب «لعب الحوم» الذي يحبّذه الحدّاد وبدرجة أقلّ عبد المؤمن جاوبو... الثنائي المذكور مطالب بتسخير طاقاته الفنية والبدنية لفائدة الإفريقي خاصة في هذا الظرف الذي لن تدور فيه عجلة الفريق إلاّ باللعب في إطار منظومة جماعية بعيدا عن الفرديات ونجومية الورق... «المثلوثي» يعد... المهاجم الجديد للنادي الإفريقي علي المثلوثي تحصّل على البطاقة الحمراء بشكل مجاني لكن بعيدا عن الأمور الإدارية و نواميس الفريق الداخلية فإن المثلوثي أظهر ما يشفع له بالتواجد في فريق في حجم النادي الإفريقي فاللاعب يمتلك الفنيات اللازمة والسرعة المطلوبة لاحداث الفارق وهو قادر على تقديم الإضافة إلى الفريق فقط لو وضع رأسه بين كتفيه وتناسى الدوري الفرنسي الذي لا زال يتحسّر على مغادرته... «الجمل» في ضيافة «الكوكي» و»الحيدوسي»... علمت «التونسية» أن مدافع النجم الساحلي سابقا و«أجاكسيو» حاليا عمار الجمل تواجد صبيحة أمس بمقهى «المجلس» بجهة البحيرة رفقة مدرب الإفريقي نبيل الكوكي والمدير الرياضي سفيان الحيدوسي وقد دامت الجلسة قرابة الساعتين ويبدو أنها تمحورت بالأساس حول تعزيز الجمل للإفريقي خلال الميركاتو القادم سيّما أنّه كان قد وعد بذلك في وقت سابق... حرص الإفريقي على الفوز بخدمات عمار الجمل نابع من قناعات راسخة بأنّ الخط الخلفي في حاجة إلى التدعيم رغم وجود عديد المدافعين المميّزين على غرار السويسي والعيفة... ماذا بين بوصبيع والرياحي...؟ الخطوة الجريئة والمحسوبة التي أقدم عليها سليم الرياحي بالتخليّ عن المستشهرين وتوسيم قميص الفريق باسمي جمعيتين خيريتين كان له الأثر الطيّب في نفوس العديد لكنه فتح باب التأويلات على مصراعيه في ظلّ حديث البعض عن وجود خلاف كبير بين سليم الرياحي وملك المستشهرين حمادي بوصبيع... «التونسية» بحثت في الأمر فتبيّن أن سليم الرياحي أوفد في وقت سابق «كريتسوف مايول» إلى بوصبيع لمناقشة عائدات الإشهار لكن بوصبيع رفض مقابلة المدير التنفيذي للإفريقي واعتبر أن الرياحي تجاهله و«نقّص» من مكانته بما أن بوصبيع تعوّد أن يأتي رؤساء الإفريقي إلى مكتبه وليس أن يبعثوا له ب«الصنّاع»... كما أن الرياحي اشترط مبلغ المليارين في بادئ الأمر كقيمة جملية للإشهار وهذا ما لم يلق تجاوبا لدى بوصبيع الذي شعر بأنّه غريب عن فريقه وعن بيته والأمرّ من ذلك أنه يصدر من شخص هو في الأصل لا ينتمي للإفريقي لا من قريب ولا من بعيد على حدّ تعبير «بوصبيع» نفسه... الجديد في الموضوع هو أن بعض العقلاء تدخلوا لدى سليم الرياحي لتهدئة الخواطر وإقناع الرجل بطيّ صفحة الخلافات وهذا ما سيكون على الأرجح بما أن الرياحي سيزور نهاية هذا الأسبوع مكتب حمادي بوصبيع والأكيد أن الجلسة المرتقبة ستعود بالنفع حتما على فريق باب الجديد لأنّ الاسمين لهما من الثقل ما يكفي لإنجاح مسيرة الفريق مهما كانت العراقيل ومهما كان مصدرها... «عماد الرياحي» مطلوب... الناطق الرسمي للفريق عماد الرياحي هو الاسم الأكثر إثارة للجدل في الفريق فرغم تواجده الدائم مع الرئيس يصرّ كثير من الملاحظين على اقتراب عزله من مهامه بسبب أو دونه... الرياحي صمد إلى حدّ الآن لكن بعض التأكيدات توحي بصدور قرار العزل بين الفينة و الأخرى والسبب في ذلك ليس هفوات الرجل ولكن علاقته المتوتّرة ببعض المحيطين بالفريق قد تدفع سليم الرياحي الى الاستجابة إلى رغبات مقرّبيه بمن فيهم القابعين داخل مكتبه أو خارجه... رئيس الإفريقي تلقى بعض الأخبار التي تفيد بأن ناطقه الرسمي أدّى زيارة خاطفة إلى مكتب حمادي بوصبيع وهذا ما يرفضه الرئيس خاصة إذا كان دون علمه... الأيام القليلة القادمة أو ربّما الساعات قد تكشف عن نوايا سليم الرياحي الحقيقية وعن مصير ناطقه الرسمي الذي لا يجيد استمالة صاحبة الجلالة..