عقدت، أمس، الشركة التونسية للكهرباء والغاز الندوة العامة الخامسة للجنة المغاربية للكهرباء «الكوميلاك» التي تتواصل على مدى يومين تحت شعار « الطاقات الجديدة والمتجددة: مورد استراتيجي وعامل إدماج الأنظمة الكهربائية في المغرب العربي» و ذلك بحضور كبار مسؤولي شركات الكهرباء في بلدان المغرب العربي إضافة إلى عدد هام من الخبراء والمختصين في مجال الطاقات الجديدة والمتجدّدة. وقال «محمّد أمين الشخاري» وزير الصناعة إنّ هذه الندوة ستكون فرصة لتسليط الأضواء على المستجدّات والتحدّيات التي تواجهها الشركات المغاربية في خضم الوضع الراهن خاصة إنّ مثل هذه اللقاءات كانت تقام لتقييم ما تحقّق على الصعيد المغاربي من أهداف وبرامج و ضبط ما تتطلّع إليه مختلف شركات الكهرباء. و أضاف «الشخاري» أنّ الوضع المليء بالتحديات و التقلبات له انعكاسات و تأثيرات على قطاع الطاقة و أداء الشركات فيه مؤكّدا انّ أكثر الصعوبات و اهمّها تتمثّل في ارتفاع أسعار المحروقات على الصعيد العالمي و مدى تأثيرها على كلفة انتاج الكهرباء و أسعار المعدّات و الأجهزة و ما يترتّب عن ذلك من اشكالات على مستوى تمويل المشاريع و ارتفاع كلفة إنجازها. وأكد «الشخاري» على ضرورة دعم الربط و الرفع من مستوى التدفّق الكهربائي بين شبكات الدول المغاربية للتمكّن من تطوير وإدماج ناجع للطاقات المتجدّدة في المنظومة الكهربائية لغاية التقليص من التبعيّة للطاقات اللاحفروية في مجال انتاج الكهرباء مشيرا إلى أنّ الدول المغاربية تتمتع بالعديد من العناصر المشتركة التي تمكّنها من توفير أرضية ملائمة للقيام بمشاريع طاقية مشتركة تراهن على الخبرات و التعاون في المجالات ذات العلاقة بإنتاج و نقل و توزيع الكهرباء في إطار التعاون المغاربي. ودعا إلى ضرورة توحيد الجهود في مجال تطوير سبل و آليات استغلال الطاقات البديلة لإرساء نسيج صناعي مشترك للتجهيزات المتعلّقة بمجال طاقة الرياح و الطاقة الشمسيّة. أمّا عن سؤال حول آخر الإجراءات بخصوص قضية «غاز الشيست» فقد قال «الشخاري» انّه من الضروري معرفة إذا ما كان لدينا مخزون خاصّة و إنّ التكنولوجيا في هذا المجال تطوّرت مضيفا انّه في صورة تبيّن وجود خطر جرّاء هذا الغاز خاصّة على المائدة المائيّة فإنّه لن تتمّ مواصلة المشروع قائلا: «أعطينا الماء و ما حاجتناش بالمحروقات». من جانبه قال «محمّد رضا بن مصباح» الرئيس المدير العام للشركة التونسيّة للكهرباء و الغاز إنّ تقييم نتائج أعمال مختلف اللجان داخل «الكوميلاك» وآفاق تطوير مصادر الطاقة المتجّددة بالمنطقة المغاربية ستكون من أهم نقاط الندوة ونوّه بأهميّة بحث الموضوع خاصّة أنّ بلدان المغرب العربي تزخر بمخزون هام من الطاقة الشمسية و طاقة الرياح مؤكّدا على ضرورة التنسيق بين هذه الشركات لمواجهة التحدّيات التي يفرضها الواقع الاقتصادي والاجتماعي و المحيط الإقليمي للمنطقة المغاربية خاصة أمام زيادة الطلب على الكهرباء و الارتفاع المتواصل لأسعار المحروقات وتأثيره المباشر على كلفة إنتاج الكهرباء. و أوضح «بن مصباح» أنّ المبادرات الإقليمية في مجال الطاقات المتجدّدة تندرج ضمن رؤية إستراتيجية لبلدان الاتحاد الأوروبي لتوفير نسبة من احتياجاتها المستقبلية من الطاقة وايجاد أسواق خارجية لمعدّاتها مؤكّدا على ضرورة توظيف بلدان «الكوميلاك» للخبرات التي تزخر بها بلدان المغرب العربي، بإيجاد خطط عمل تحقق الأمن الطاقي والاكتفاء الذاتي في مجالات الصناعة وذات الصلة بمصادر الطاقة المتجدّدة. من جهته أكد «المنصف الهرّابي» مدير مشروع تطوير الطاقات الجديدة و المتجدّدة أنّ المشاريع المدرجة في المخطّط الشمسي لسنة 2016 نظرا لإضافة بعض المشاريع التي من شأنها ان تعود بالمصلحة في مجال الطاقة على البلاد. كما تضمّنت جلسات النّدوة لليوم الأوّل تقديم حوصلة حول نشاط لجان عمل «الكوميلاك» خلال السنوات الثلاث الأخيرة إضافة إلى الوضع الحالي و آفاق تطوير الطاقات المتجدّدة ببلدان المغرب العربي و تقديم الإطار التشريعي إلى جانب دراسة جدوى مشاريع الطاقة المتجّددة الشمسية و الرّياحية و الحرارية و الحيوية. ليلى بن إبراهيم