شكل الخبر الذي نقلته «التونسية» في عدد أمس نقلا عن موقع Tunisie Secret حول تدليس انتخابات 23 اكتوبر 2011 محور اهتمام اكثر من طرف على اكثر من مستوى وقد تراوحت التعاليق بين نفي ما جاء في الخبر وبين وجود مؤشرات قوية على صحة المعطيات الواردة به. في هذا السياق قال حمة الهمامي القيادي بالجبهة الشعبية في حديث مع «جوهرة أف. أم» ببرنامج «بوليتكا» أنه وإن كان ليس بإمكانه الإقرار بصحة ما ورد في التقرير من معلومات فإن المعطيات الواردة به «تبدو معقولة وموضوعية ومتوافقة مع العديد من المعطيات الميدانية» مبديا استغرابه من النتائج الهزيلة التي تحصل عليها هو وحزبه، «حزب العمال»، في تلك الانتخابات مؤكدا ان هذا الاستغراب تجاوز شخصه ليصل إلى شخصيات اخرى على غرار سمير ديلو الذي قال حمة الهمامي إنه اعرب له عن اندهاشه من عدم وصوله للمجلس التأسيسي. في سياق متصل طالب حمة الهمامي أصحاب الموقع بالاسراع بتنزيل الوثائق التي قال أنها بحوزته لأن ذلك يكون أحسن التزام واحترام للشعب التونسي المعني قبل غيره بنتائج هذه الانتخابات. مضيفا أن لديه ولحزبه معطيات شبه اكيدة عن سعى قوى غربية وبالتحديد الولاياتالمتحدةالأمريكية من اجل إفشال نجاح حزب العمال في الانتخابات الفارطة حيث لاحظ قبل الانتخابات وجود حملة تشويه كبيره لحزبه في كامل ارجاء الجمهورية من قبيل ترويج الاشاعات حول شخصه. وحول مقاربة حزبه السياسي حيث قال انه قيل للناس وقتها أنه قام بتغيير اسمه من «محمد» إلى «حمة» تعبيرا عن موقفه من الدين الاسلامي ومن ان حزبه إن وصل إلى الحكم فإنه سيقوم بانتزاع ارزاق الناس إلى جانب ما روج عن الحزب من تبنيه للعنف. وذهب السيد حمة الهمامي حد اتهام الباجي قائد السبسي بتشويه «حزب العمال» خلال فترة حكمه، كما اتهمه بالترويج لحزب «النهضة» في الداخل والخارج مشيرا إلى أن اكبر دليل على ذلك اعتذاره للشعب التونسي عن ذلك بعد الانتخابات. كما أضاف حمة الهمامي خلال حديثه لبرنامج «بوليتكا» على امواج «جوهرة أف. أم» الذي خصص جزء منه لتناول الخبر الحدث، أن العديد من الشبهات قد حامت فعلا حول العملية الانتخابية من ذلك الغموض في ما يتعلق بالمال السياسي ولم يتصد لها السيد كمال الجندوبي بحسب تصريح حمة الهمامي. كما أضاف أن إحدى الشخصيات المحترمة (رفض الكشف عن اسمها) كانت قد اسرّت له بأنه وقع فعلا التلاعب بما لا يقل عن 400000 صوت فضلا عمّا وقع الاعلان عنه من سقوط عدد من الشخصيات البارزة، على غرار مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي، في الانتخابات قبل ان يقع الإعلان عن نجاحها بعد اربعة أو خمسة أيام. وأكد حمة الهمامي أن هذا الطرح يتماهى مع الشكوك التي كان اعرب عنها رفقة حزبه حيال العملية الانتخابية مؤكدا على ان الموقع إن أقدم على تنزيل هذه الوثائق التي بحوزته فإنه سيمكن من الاجابة عن العديد من التساؤلات التي بقيت بدون إجابة بخصوص العملية الانتخابية مبرزا ان هذه المعلومات ستكون احسن ضامن لنجاح الانتخابات القادمة. بقي ان نشير إلى ان هذا الموقع قام بحذف المقال المشار له، فهل هو إجراء وقتي أم تمهيد لتنزيل الوثائق؟ من جانبه قال محمد عبّو تعليقا على خبر «Tunisie Secret» وتحديدا بخصوص الإشارة الى اجتماع حضره رفقة وجوه أخرى مع كمال الجندوبي وممثل منظمة المخابرات الأمريكية «ناد» بتاريخ 25 اكتوبر 2011 أن ما ورد غير صحيح وغير دقيق متسائلا عن جدوى تكاثر هذه المواقع وعن الأهداف التي ترمي إليها سوى ترويج الإشاعات المغرضة التي قال إنه ليس لحزبه لا الوقت ولا الإمكانيات المادية للرد عليها.