في مكالمة خاطفة له مع «التونسيّة» نفى، أمس، الأستاذ عبد الرؤوف العيّادي رئيس حركة «وفاء» أن يكون قد تلقّى مؤخّرا تهديدات جديدة تتعلّق بسلامة حياته من أطراف مخابراتية أجنبية. و قال عبد الرؤوف العيّادي أنّه قد تلقّى تحذيرات من جهات تونسيّة سابقا وانّه تابع التحذيرات الجديدة عبر شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» مشيرا إلى انّه عازم على مواصلة عمله وأداء واجبه المهني والأخلاقي بقطع النظر عن كلّ التهديدات. وكانت صحيفة «الساعة» الإلكترونية قد نشرت في عددها ليوم أمس خبرا جاء فيه أنّ احدى صفحات المواقع الإجتماعية التونسية التي تشرف عليها أطرافا أمنية نشرت تنبيها وتحذيرا للأستاذ عبد الرؤوف العيادي من إمكانية محاولة إغتياله وتصفيته جسديا من طرف أجهزة مخابراتية أجنبية على خلفية تحركاته الأخيرة وتصريحاته الفاضحة لتغلغل عناصر من الموساد في المشهد التونسي موردة نصّ التحذير كالآتي: «تنبيه إلى السيد «عبد الرؤوف العيادي» «وردت على صفحتنا معلومات تفيد بتصفيتك بعد أن قمت بتحريك عديد الملفات الساخنة والخطيرة كملف الموساد وعملائه بتونس، فالرجاء الانتباه أثناء القيادة والسير على القدمين». كما قالت الصحيفة أنّ ردود أفعال الطبقة السياسية والمجتمع المدني التونسي قد اختلفت حول مصداقية هذا التهديد مشيرة إلى انّ خصوم العيادي وحركة وفاء قالوا أن هذا الخبر فرقعة إعلامية بغرض جلب الإنتباه والترويج الإعلامي والتسويق السياسي للحركة أمّا البعض الآخر فقد رأوا أن مثل هذا التهديد يجب أخذه بجدية خاصة بعد تسرب كثير من المعلومات المتواترة عن تكاثف تواجد أجهزة المخابرات الأجنبية بتونس وخاصة منها أجهزة الموساد الاسرائيلي. وأضافت الصحيفة بأن الأستاذ عبد رؤوف العيادي من السياسيين القلائل في تونس الذين يطلقون التصريحات الجريئة التي تضرب في الصميم رموز الفساد والثورة المضادة كما انّه من الذين يسمون الأشياء بأسمائها ولا يعتمدون لغة الرموز والمخاتلة السياسية مذكّرة ببعض تصريحاته التي أعلن عنها سابقا على غرار إعلانه حدوث عمليات حرق وإتلاف واسعة النطاق لوثائق رسمية تهم العلاقات الصهيونية التونسية زمن الجنرال الهارب وإلى تغلغل الموساد في الأجهزة الأمنية التونسية بعد الثورة بغرض تحريف مسارها وجعلها في خدمة الصهيونية العالمية. كما أشارت الصحيفة إلى أنّ هذا التهديد جاء بعد أقل من شهر من تقديم الأستاذ عبد رؤوف العيادي قضية عدلية ضد السلطات الإسرائيلية على خلفية إعترافها العلني والصريح بعملية اغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد فوق الأراضي التونسية. من جهته أصدر سليم بوخذير، عضو المكتب التنفيذي لحركة «وفاء» المكلف بالاعلام تصريحا صحفيا جاء فيه: «جوابًا عن تساؤلات عديد السادة الصحافيين وعلى إثر ما وقع نشره على موقع التواصل الاجتماعي «فايس بوك» ضمن صفحة تديرها أطرافٌ أمنيّة عن تلقّيها معلومات عن نيّة جهات غامضة النيل من السلامة الجسديّة للأستاذ عبد الرؤوف العيادي رئيس حركة «وفاء» على خلفية مبادرة حركتنا بمقاضاة إسرائيل وكل من سيكشف عنه البحث في قضية اغتيال الشهيد أبي جهاد بتونس سنة 1988 وتصريحات سابقة لرئيس الحركة بوجود خلايا للموساد بتونس، يسعنا أن نقدم لكم التوضيحات التالية : - هذه ليست المرّة التي ترِدُ فيها إشارات عن تهديد السلامة الجسديّة لرئيس حركتنا الأستاذ العيادي فقد تلقّى شخصيّا رسالتيْن على بريد المجلس الوطني التأسيسي من مجهول يهدّده بالاعتداء وبخطفه فيما احتوت الرسالتين على وابل من الشتائم والسباب بِما يُحاكي رسائل التهديد التي كنّا نتلقّها زمن الجمر ، وقد وردت الرسالتان إثر الندوة الصحفية التي عقدتها الحركة بتاريخ 9 أكتوبر 2012 حول موضوع المحاسبة وقرار الحركة مقاطعة المؤتمر الذي نظّمه اتحاد الشغل . - لاحظنا أثناء الندوة الصحفية الموالية لحركة وفاء والتي شهدها مقرنا المركزي بتاريخ 5 نوفمبر 2012 وكان موضوعها إعلاننا عن مقاضاة إسرائيل وكل من له ضلع في اغتيال أبي جهاد وجود شخص غامض مرابط أمام المقر يصوّر الداخل والخارج في ممارسة تُحاكي أسلوب البوليس السياسي زمن الجمر . ونظرا لذلك ونظرًا أيضا لظهور بوادر عن وجود جهات داخلية تمارس العنف منها من حاول استهداف زوجة المحامي الأستاذ الشريف الجبالي منذ أيام . فإنّه يجوز لنا أن نأخذ مثل هذه التهديدات التي تستهدف الأستاذ العيادي مأخذ الجدّ لاسيما وأنّه لم تقع إلى الآن محاسبة رموز البوليس السياسي وفلول النظام السابق ، ولكنّنا نؤكّد أنّ مثل هذه التهديدات سواء ما قد يصدر منها من جهات داخلية أو خارجيّة لن تُثنينا البتّة عن مواصلة تشبّثنا بخيار المحاسبة والتطهير الذي نراه المدخل الأساسي لبناء تونس الثورة ونحن سنواصل نضالنا من أجل محاسبة كل الضالعين في نظام الفساد والاستبداد أحبّ من أحب وكره من كره وسنعقد قريبًا المؤتمر الوطني للمحاسبة . وللثورة رجال تحميها».