نظم أمس المكتب النسائي لحزب جبهة الاصلاح السلفي ندوة صحفية شهدت حضور عدد من النساء المحجبات والمنتقبات اللواتي أكدن عن رفضهن التام ل«شيطنة تيار الصحوة الإسلامية وعودة سياسة الكيل بمكيالين في حق هذا التيار كما كان الحال أيام المخلوع»-على حد تعبير اغلبهن-، منددات بما اعتبرنه تمييزا وإقصاء ممنهجا تمارسه حكومة «الترويكا» ضدهن. كما أعربن عن انزعاجهن من أداء بعض المسؤولين الحكوميين وعلى رأسهم وزير التربية «عبد اللطيف عبيد» الذي وصفن تصريحه الاخير بخصوص منع المنتقبات من الدراسة ب«وصمة عار على حكومة تعتلي سدة الحكم في زمن ما بعد الثورة». وأعلنت عضوات المكتب النسائي لحزب جبهة الإصلاح خلال الندوة الصحفية التي حضرها رئيس الحزب «محمد خوجة»،عن إحداث هياكل موازية للمرأة داخل الحزب تضطلع بمهمة التنسيق والتشاور والتفاعل مع بقية المكاتب بحيث يستقل العمل النسوي بذاته وتكون له هياكله الخاصة على المستوى المركزي والجهوي والمحلي مشيرات إلى أنّ هذه «ميزة جديدة تميز جبهة الإصلاح عن بقية الاحزاب نابعة من ايماننا بدور المرأة وقدرتها على التأثير ودفع العمل وضرورة اعطائها الدور الذي تستحق»-على حد تعبير اغلبهن-. كما اعربت الحاضرات عن شديد رفضهن لما وصفنه بالانتهاكات الخطيرة للحرية الشخصية والاعتداءات الصارخة على الكرامة الإنسانية والتي تجلت مظاهرها –حسب رأيهن- في أحداث كلية منوبة «حيث منعت المنتقبات من الدراسة بتعلات واهية إلى جانب التصعيد عبر التصريحات الاخيرة التي وردت على لسان وزير التربية بخصوص منع المنتقبات من الدراسة والتي رأين فيها «تصنيفا للتونسيات ونكوصا الى الوراء»-حسب قول بعضهن- «وزيرة مرأة لا تدافع عن المرأة» ! و أوضحت الناشطة الحقوقية ورئيسة جمعية المرأة المسلمة «نجلاء عثمان»،انه لا يحق لوزير التربية «عبد اللطيف عبيد» من الناحية القانونية اتخاذ مثل هذه القرارات والإدلاء بمثل هذه التصريحات،معربة عن امتعاضها من أداء وزيرة المرأة «سهام بادي» في مجال حقوق المرأة، متسائلة: «إذا كانت وزيرة المرأة لا تدافع عن المرأة، فماذا تفعل في الوزارة؟». كما أكدت «نجلاء عثمان» أن عددا من الجمعيات ذات الطابع الإسلامي ستلجأ إلى التحركات الميدانية من اعتصامات ووقفات احتجاجية إذا استعصى عليها التوصل إلى حل إشكال منع الطالبات والتلميذات المنتقبات، مضيفة: «سنقاضي تونس امام المحاكم الدولية لانتهاكها حق العمل والتعليم والملبس وسنطالب بتعويضات ايضا...نحن لا نريد ان نشوه صورة تونس في الخارج ولكننا سنقوم بمقاضاتها دوليا ان اقتضت الحاجة ذلك». اُتعيشوننا ما عشتموه؟ و توجهت المنتقبة «رحمة»(زوجة موقوف أحداث العبدلية «اسامة عوني») الى اعضاء الحكومة الحالية بالقول: «يا راشد يا غنوشي اتقي الله في منصبك فستسأل يوما وستحاسب عما تفعل» وكذلك بالنسبة لوزير الداخلية «علي العريض» ورئيس الحكومة «حمادي الجبالي» وغيرهم من اعضاء حركة النهضة...، مضيفة: «اتعيشوننا نفس الظروف التي عشتموها في عهد المخلوع؟ اصار الاسلام غريبا عنكم؟ ام كنتم تدعون حب الاسلام؟...». وطالبت «رحمة» باخلاء سبيل زوجها،مؤكدة ان كل الادلة تثبت براءته مما نسب اليه، مهددة بالدخول في اضراب جوع في حال لم تستجب الحكومة الحالية الى مطلبها. كما دعا المكتب النسائي لجبهة الاصلاح كلا من الحكومة ووزارة العدل الى تحمل مسؤولياتهما في حق السجناء المضربين عن الطعام وتسريع النظر في قضاياهم،بالاضافة الى مطالبة المجلس التأسيسي بالنظر في عدة فصول من المجلة الجزائية خاصة منها المتعلقة بمدة الايقاف التحفظي.