أكد محسن مرزوق عن حركة «نداء تونس» «أن الاطراف المعادية للاتحاد العام التونسي للشغل تعتقد أنّها بمحاولتها التقليل من نجاح الإضراب العام، باستعمال نفس الوسائل التي دأبت عليها الحكومات غير الديمقراطية قد تنجح في ذلك»، قائلا إنّ «هؤلاء، الذين لا يفقهون في السياسة شيئا، قد فشلوا لأن الاضراب قد نجح حتى دون حدوثه». واعتبر مرزوق أن «العمل على تحجيم نسبة نجاح الإضراب والإنقاص من نسبة الالتزام به لا يغير من الأمر شيئا»، قائلا إن « الاضرابات العامة في العالم بأسره ناجحة طالما حدثت وتجاوزت ٪50 من الالتزام بها، لأن مجرد حدوثها يعني تحويل موضوعها إلى القضية السياسية الأساسية في البلاد بما يعنيه ذلك من تداعيات وفق ردود فعل مختلف الأطراف السياسية عليها.» وبين مرزوق أنّ أهم مكاسب الاتحاد العام التونسي للشغل انطلاقا من مجرد إعلانه وقيامه بالتعبئة اللازمة للاضراب العام تتلخّص في: - «نجح الاضراب العام في وضع صعوبات مسار الانتقال الديمقراطي التونسي تحت الضوء محليا ودوليا. لقد صار واضحا الآن وللجميع أن تصحيح المسار الانتقالي صار ضروريا. - نجح في كشف معادلة العنف التي تعتمدها «النهضة» في إفساد الانتقال الديمقراطي والاستحواذ على الحكم. - استطاع الاتحاد أن يجمع حوله كل القوى الحية في البلاد وأن يؤكد قوته التعبوية الخارقة - نجح الاضراب قبل وقوعه في الربط بين القضية السياسية والقضية الاجتماعية. - نجح الاتحاد في تعبئة قوى دولية هامة حوله سيكون دعمها له وللحركة الديمقراطية التونسية هامة في المرحلة المقبلة. أما عن خسائر «النهضة» والتي حسب رأيه تتحول منطقيا إلى مكاسب للاتحاد والقوى الديمقراطية فحصرها مرزوق كالآتي: - ظهور «النهضة» بوضوح بمثابة الراعي الرسمي للعنف وجماعات العنف في البلاد - ظهور «النهضة» بوصفها جماعة إخوانية دينية متشددة تستعمل المساجد لأغراض حزبية واضطرارها إلى كشف مخزون نشاطها الحقيقي من أيمة دعاة للعنف (مظاهرة صفاقس) وهو ما أفرغ خطابها العلني عن تحولها إلى حزب مدني سياسي من كل مصداقية. - تآكل حلف «الترويكا» من داخله بشكل غير مسبوق بعد أن انحاز «التكتل» للاتحاد العام التونسي للشغل ضد «النهضة». - أدت المواجهة مع الاتحاد العام التونسي للشغل إلى اهتزاز موقف «النهضة» دوليا بحيث تعرت مواقفها دفعة واحدة أمام قوى دولية فاعلة (منتدى المستقبل وهو يضم وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الأكثر غنى والدول العربية سيبدأ في تونس يوم 13 ديسمبر) اضطرت إلى متابعة الوضع التونسي بدقة هذه الأيام. - ازدياد عزلة «النهضة» محليا حيث اصطفت الأغلبية الساحقة من القوى الوطنية السياسية والمدنية مع الاتحاد وضدها». وأضاف مرزوق أنّ كل هذا يجعل الإضراب ناجحا حتى وإن لم يتم بعد أو لن يتم. ملاحظا أنه في الأثناء تتواصل خسائر تونس وخسائر الثورة ومعاناة التونسيين، مشيرا إلى أنه كان على «النهضة» منذ البداية عدم تشكيل جماعات عنف واحترام المسار الانتقالي في البلاد والتخلي عن فكرة الاستحواذ اللاشرعي على الحكم وإعادة إنتاج منظومتي الاستبداد والفساد.