أطلق ، مؤخّرا ،صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية مبادرة لدفع مسار التنمية والديمقراطية في دول الربيع العربي من خلال إنشاء مكتب إقليمي في تونس شأنه شأن مكاتب واشنطن وبرلين وباريس وبروكسل وبلغراد وأنقرة وبوخارست وفرصوفيا . ويرمي صندوق الشراكة من اجل الديمقراطية والتنمية أساسا عبر التمويلات التي سيوفرها بمعية مختلف الجهات والمنظمات المانحة إلى تكريس مبادئ السوق الحرة وقيم المجتمع المدني وآليات بناء المؤسسات الديمقراطية وإعلاء سيادة القانون وتعزيز التعاون الإقليمي بين مختلف دول المنطقة ,بالإضافة الى تحسين الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتفعيل دور مكونات المجتمع المدني والمنظمات في بناء واقع أفضل لهذه البلدان . كما سيستثمر الصندوق اعتماداته في تكوين الأفراد ودعم الإمكانات التقنية واللوجستية للمؤسسات المستهدفة لدفع نسق التنمية بدول المنطقة وتسهيل انضمامها الى المجتمعات الديمقراطية ومزيد تطوير علاقاتها بالولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا على النحو الايجابي . وفي هذا الصدد أكّد نائب وزير الخارجية وليام بيرنز في كلمته الختامية الى منتدى المستقبل في تونس دعم وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الشؤون الخارجية الهولندية والحكومة التونسية وIREX والمعهد الإنساني للتعاون التنموي «HIVOS» لصندوق الديمقراطية كشركاء مؤسسين. أمّا كريغ كينيدي رئيس GMF فقد قال إنّه «في البلدان الديموقراطية الحديثة، ستقدّم هذه المبادرة للمجتمعات المدنية الكثير من الخدمات اللازمة، بالإضافة للتدريب والاتصالات والدعم لإثبات وجودها وتحسين مستقبل بلدانها. وسوف تعمل على تحسين الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وعلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي». وسيشرف على مكتب تونس الذي سيحتضن تاسع مكتب لصندوق مارشال الألماني للولايات المتحدةالأمريكية في العالم الدكتور غازي بن احمد مؤسس نادي «دي» تونس وهي مؤسسة بحثية تونسية لمساعدة صناع القرار في وضع استراتيجيات للنمو الاقتصادي والتنمية الإقليمية والذي عمل لسنوات في منظمات أوروبية وافريقية. وقد قال بن احمد «إن الصندوق سيكون أداة هامة لدعم الجهود الدولية الرامية الى توفير التمويل السريع والفعال لدعم تطور المنطقة و تفعيل علاقاتها بالولايات المتحدة واوروبا وتيسير التحاقها بالدول الديمقراطية». ويشار إلى أنّ صندوق الديمقراطية والتنمية يحتوي على مجلس استشاري مستقل ويتكون من مثقفين بارزين وقادة المجتمع المدني ورجال أعمال من داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط. أمّا صندوق مارشال فهو يحافظ منذ تأسيسه سنة 1972 على دوره كمنظمة غير ربحية محايدة في تعزيز التبادل والتعاون الإقليمي والوطني والدولي لمواجهة التحديات العالمية وخلق الفرص عبر دعم عدد من المبادرات الرامية إلى تعزيز الديمقراطيات كما يعزز التعاون الإقليمي والوطني عبر الأطلسي. وسوف يقوم الصندوق بذلك من خلال دعم الأفراد والمؤسسات العاملة في الدول الموجودة عبر الأطلسي، من خلال لقاءات ما بين قادة وأفراد مجتمعات السياسة والأعمال، وعن طريق المساهمة في إجراء البحوث والتحاليل للمواضيع المهمة للدول عبر الأطلسي، وعن طريق توفير فرص لتعزيز الالتزام المتجدد بعلاقته مع هذه الدول.