تم مساء أمس الاثنين فتح المندوبية الجهوية للتعليم بالقيروان بعد غلقها لأكثر من 10 أيام على التوالي من طرف المعلمين النواب المعتصمين منذ أكثر من شهر و نصف وقد قرروا فتح المندوبية بشكل وقتي و لمدة يومين فقط و بشروط. "التونسية" و في مواكبة لهذا الحدث منذ بدايته تحولت الى مقر المندوبية و رصدت اراء الموظفين و المعلمين المعتصمين.بعض الموظفين بالمندوبية أبدوا ارتياحهم لعودتهم للعمل و خاصة لتصفية بعض المسائل و الأمور المالية و المرتبطة خاصة باجورهم و العملة و المدرسين و الذين يبلغ عددهم حوالي 11000 مرتبا. و اعتبروا بان الفتح الوقتي لمدة يومين فقط و إغلاقها من جديد هو بمثابة '' شرط العازب على الهجالة '' و طالبوا الجميع و خاصة سلطة الاشراف و وزارة التربية بإيجاد حل ناجع يريح الجميع. كما عبر عديد المعلمين النواب المعتصمين مثل صلاح عسلوج و العايش الغلابي ل ''التونسية '' عن حسن نيتهم و قبولهم للحوار و ذلك من خلال فتح المندوبية من جديد و السماح بصرف أجور الموظفين و اكدوا على ان قرارهم يأتي اثر جلسة تمت يوم السبت الفارط بمقر ولاية القيروان باشراف والي الجهة السيد عبد المجيد لغوان و معتمد القيروان الجنوبية. و قد طالب المعتصمون بتحديد جلسة مع رئاسة الحكومة ووزير التربية و تضم ممثلين عن النقابة الجهوية و النقابة العامة و ممثلين عن المعترضين و ذلك بطلب من الوالي أيضا الذي تعهد بتبني هذه القضية و إيجاد حل جذري و نهائي خلال هذا الأسبوع. وقد أكد المعتصمون بأن هذه الجلسة مهمة جدا للجميع إذ سيتم المحافظة على السير العادي للعمل بالمندوبية كامل أيام الأسبوع و عدم تعطيل مصالح الموظفين و المواطنين. هذا و نشير إلى ان جلسة يوم السبت بمقر الولاية شهدت حسب قول المعتصمين تهديدهم بالانتحار داخل الولاية على مرأى الوالي و المعتمد و كل الحاضرين و قد حمل المعتصمون بيانا ينددون فيه بالتصريح الأخير لوزير التربية الذي نعت المعتصمين ب ''بعض المعطلين '' و اتهمهم بتعطيل المصالح و سير العمل في المندوبية و قد استاء المعلمون النواب من تصريحات الوزير و تشويههم و استغربوا من تصريحه حول العدد القليل جدا للتلاميذ الذين لم يدرسوا منذ بداية الموسم الدراسي الحالي بينما أكدوا على انه هناك حوالي 4000 تلميذ لم يدرسوا بعد و لم يجروا الامتحانات مع التأكيد على وجود 200 موقع شغور بولاية القيروان. العايش الغلابي ( معلم نائب معتصم) أكد ل ''التونسية '' بأنهم أعطوا الحكومة مهلة بيومين من أجل عقد جلسة للتحاور من أجل تسوية وضعيتهم التي طالت أكثر من اللزوم و إلا فانه سيتم غلق المندوبية من جديد و قد بلغت حالة الاحتقان درجة كبيرة إلى حد أنهم طالبوا الوالي بإيقافهم و إدخالهم السجن عوض النوم على البلاط و ''الكردونة '' في المندوبية. كما طالب المعلمون النواب المعتصمين باعتذار رسمي من الوزير لأبناء القيروان و أن يكون جادا في تصريحاته ووعوده.كما أصدر أعضاء المجلس الجهوي للتعليم الثانوي بالقيروان برقية مساندة مطلقة للمعتصمين بالمندوبية في مطالبهم المشروعة و دعوة سلطة الإشراف إلى اعتماد الشفافية و تمكينهم من حقهم في الشغل.