انتقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي علي الأديب التدخلات التركية في الشأن العربي متهما رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالسعي إلى زعزعة الأوضاع في المنطقة العربية وبالعمل على تزعم حركة «الإخوان المسلمين» في العالم. وقال علي الأديب وهو الرجل الثاني في حزب «الدعوة» بقيادة نوري المالكي: «هناك مخططً واضح لخلخلة الأوضاع في المنطقة العربية والدور التركي فيه من أوضح الأدوار وما يحدث في الدول العربية خريف وليس ربيعًا». وتساءل الأديب في كلمة ألقهاها في بغداد من «أعطى تركيا الحق بالتدخل في الشأن العربي عموما والعراقي بشكل خاص، ومن سمح للكثير من قادة المجتمع العراقي أن يجتمعوا هناك في إسطنبول وأنقره» مؤكدا وجود «محاولات تركية للعودة لإنتاج الدولة العثمانية». وأشار إلى أنّ «ما يحدث في عدد من الدول العربية اليوم وربما يحدث غدا في العراق يدل على وجود سلاح دمار شامل كان يحضره الغرب للفتك بهذه المنطقة، وهو واضح من خلال الصراع بين القوى الداخلية وتوجيه الديمقراطية باتجاه مخالف لأسسها». وسبق لأردوغان أن حذر الشهر الماضي من «صدامات قومية وطائفية» في العراق وأكد أن المخاوف التي أطلقتها تركيا في هذا الصدد «أصبحت حقيقة» متهما الحكومة العراقية بمحاولة تحويل الصراع إلى حرب أهلية. لكن المالكي رد عليه في بيان قائلا «نصيحتنا للسيد أردوغان معالجة شؤون الأقليات والكف عن زج تركيا في مشاكل جميع دول المنطقة لأنها سياسة لا تجلب لتركيا وشعبها سوى المتاعب». من جهة أخرى هددت «عصائب أهل الحق» العراقية المسلحة بضرب المصالح التركية في العراق ردا على ما قالت إنه تدخل تركي صارخ في الشؤون الداخلية العراقية. و كان أردوغان قال الأسبوع الماضي إن تركيا لا يمكنها أن تشاهد الأوضاع في العراق تنحدر نحو نزاع دموي ذي صبغة طائفية، معتبرا أن الوضع في الجارة الجنوبية يؤثر على بلاده. وحذر من أن العراق يشهد أوضاعا دموية لا يمكن معها الوقوف من دون حراك.