أقدم زوج في عقده الثالث على سجن زوجته داخل غرفة بالعاصمة ثم شدّ وثاقها واعتدى عليها بالعنف الشديد وتفنّن في تعذيبها مما تسبّب لها في رضوض وجروح بكامل جسدها إضافة إلى إصابة رأسها بجروح. وقد تمكنت من الفرار بمساعدة بعض الجيران بعد أن تفطنوا لغيابها، فذهبوا إلى منزلها فهالهم ما شاهدوا بعد أن تمكنوا من كسر الباب وبمجرد خروجها اتجهت إلى مركز باب سويقة وقدمت شكاية ضد زوجها. «التونسية» التقت بالمتضرّرة فسردت لنا تفاصيل مأساتها. بغصّة في الحلق وبدموع منهمرة وآثار رضوض وخدوش بوجهها ورقبتها حدثتنا «وفاء» التي تبلغ من العمر 19 سنة فقالت «قبل أن أتزوج به أخبرته بأنه وقع اغتصابي من طرف أحد الشبان فأعلمني أنه مستعد للزواج مني وأن ماضيّ لا يهمه، وبعد أسابيع من زواجنا فوجئت به يعود إلى المنزل سكرانا ولما عاتبته على ذلك اعتدى عليّ بالضرب ثم أعلمني بأنني السبب وأنه يشرب لينسى أن تزوجني وأنا لست بكر». واستمر على ذلك الحال إلى أن رزقنا بطفل ففرحت وظننت أنه سيتغير ويكفّ عن ذلك لكن «ما في الطبع لا يتغير». حرمني من طفلي ثم تفنّن في تعذيبي تصمت محدثتنا ثم تواصل قائلة: «لما طلبت الطلاق حرمني من طفلي الذي لم يمض على ولادته سوى 3 أشهر حيث أرسله إلى عائلته ثم تركني أقاسي لوعة الحرمان، لقد مرت الآن 4 أشهر لم أر فيها ابني» وتنتاب محدثتنا نوبة من البكاء ثم تواصل كلامها: «لم يكتف بذلك بل حبسني في إحدى الغرف بالمنزل ثم شدّ وثاقي وأقفل الباب بإحكام ثم إنهال عليّ ضربا بواسطة «حزام» وقام بجرّي من شعري ثم انهال على رأسي بالضرب المبرح إلى أن فقدت وعيي تماما، عندها غادر المنزل وتركني بلا أكل ولا شرب لمدة 3 أيام، ولولا تفطن الجيران للأمر لبقيت هناك سجينة تلك الغرفة المظلمة فوالدتي متوفاة ووالدي يعاني من إعاقة وليس لدي أشقاء أو أقارب بالعاصمة، إن زوجي يمقتني بسبب حادثة الاغتصاب التي تعرّضت لها في الماضي». وفي ختام حديثها أكدت لنا وفاء أنها تريد الطلاق وأن زوجها يرفض ذلك وأنه هدّدها بالانتقام منها في صورة مواصلة إصرارها على ذلك مؤكدة أن ثقتها في العدالة كبيرة راجية خلاصها من زوجها الذي لم تعد تستطيع العيش معه تحت سقف واحد على حدّ تعبيرها.