أثارت فكرة إقامة قاعة لتعاطي المخدرات بشكل شرعي وفي ظروف صحية بأحد أحياء العاصمة الفرنسية باريس جدلا كبيرا بين المؤيدين والمعارضين. فالمؤيدون يرون أنها وسيلة للحد من آثار التعاطي على الصحة بينما رأى فيها المعارضون ازدهارا لتجارة المخدرات الممنوعة. وكانت الحكومة الفرنسية فتحت نقاشا حول تجربة المراكز المخصصة لتعاطي المخدرات بهدف المحافظة على الصحة العامة. ونقلت «قناة فرانس 24» في تقرير لها مؤخرا عن المسؤول المحلي ريمي فيرو الذي ينشط منذ وقت طويل في سبيل إنشاء هذه القاعة قوله إن مئات مدمني المخدرات يتوافدون أصلا إلى محيط محطة «غار دو نور» في العاصمة الفرنسية في ظروف غير جيدة.وفي أحد الشوارع، يمكن رؤية مستهلكي المخدرات والتجار يتجولون في المكان الذي تكتظ على ارصفته كميات كبيرة من علب الأدوية الفارغة التي تشير إلى نشاط واسع في التجارة والتعاطي. أما شارع «امبرواز باريه»، «فهو الجحيم»، بحسب ما يقول تاجر في الشارع رفض الكشف عن اسمه مضيفا : «اعتبارا من الظهر، يبدأ مدمنو المخدرات بالتوافد إلى الشارع والتسول».ويتحدث بيير كولونييه رئيس جمعية سكان محيط محطة «غار دو نور» عن «اعتداءات على أشخاص قام بها مدمنون لا يملكون المال لشراء المخدرات»، وعن أضرار متفرقة ناجمة عن انتشار استهلاك المخدرات في المنطقة مثل «قيام طفل بحقن نفسه بحقنة كانت مرمية في الحديقة العامة». وإزاء هذا الواقع، نشأت الفكرة لدى الحكومة بإقامة قاعة تهدف إلى جعل المدمنين يستهلكون المخدرات في ظروف صحية مقبولة تحت إشراف طبي. وقدمت منظمة «أطباء من العالم» وجمعية «غايا» مشروعا بهذا الخصوص في اكتوبر الماضي قررت بلدية باريس منحه 38 ألف أورو. ويقول ريمي فيرو «على ضوء التجارب المماثلة التي جرت في بلاد أخرى، أنا مقتنع تماما بأن إنشاء قاعة لاستهلاك المخدرات هو افضل ليس للمدمنين فحسب، بل للسكان من حيث الأمن».