وضع الجيش الجزائري أمس حدا لأزمة الرهائن في عين أميناس بعد أن شن الهجوم النهائي مما أدى الى مقتل كل المسلحين الدين أعدموا سبعة رهائن أثناء الهجوم. شنت قوات من النخبة الجزائرية، هجوماً نهائياً على الخاطفين بمنشأة الغاز ب «عين أميناس»، بعد محاصرة دامت عدة ساعات على أمل أن يستسلم الخاطفون. وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن الهجوم النهائي أسفر عن مقتل كل المسلحين الخاطفين وسبعة رهائن قتلهم الخاطفون أثناء هجوم الجيش الجزائري و لم تتضح جنسيات الرهائن القتلى على الفور.
ومن جهته، قال مصدر قريب من أزمة الرهائن في الجزائر إنه تم أمس الإفراج عن 16 رهينة أجنبيا، وأضاف المصدر أن من بين المفرج عنهم أمريكيين وألمانيين وبرتغاليا، ولم تتضح على الفور جنسية الآخرين.
وقبل ذلك استمر حتى عصر أمس احتجاز أكثر من 20 أجنبيا داخل منشأة صحراوية للغاز في الجزائر وذلك بعد نحو يومين من شن قوات الجيش الجزائري هجوما أول لإطلاق سراح هؤلاء الأجانب أسفر عن قتل رهائن كثيرين.
ودخلت المواجهة بين الجيش الجزائري والمسلحين المرتبطين بالقاعدة يومها الرابع - و الأخير - لتصبح إحدى اكبر أزمات الرهائن الدولية منذ عشرات السنين.
تهديد بتفجير المصنع
وقد هدد قائد كتيبة «الموقعون بالدماء» بتفجير مصنع عين أميناس جنوبي شرق الجزائر المحتجز به عدد من الرهائن بينهم أجانب منذ مساء الأربعاء الماضي. وقال عبد الرحمن النيجيري: «قائد الكتيبة لوكالة «الأخبار» الموريتانية، صباح أمس السبت إنه «و20 من رفاقه وضعوا أحزمة ناسفة، ولغموا المنطقة، وتعاهدوا على تفجير المصنع الذي يحتجزون به 7 رهائن إذا حاول الجزائريون تحريرهم بالقوة».
وأوضح أن المفاوضات متوقفة مع الجزائريين، وأن مصير الرهائن سيتحدد فور محاولة الجيش الجزائري التحرك باتجاه الخاطفين أو استعمال القوة. وبحسب النيجيري فإن «الرهائن هم سبعة من أربع جنسيات من النرويج وبريطانيا وأمريكا واليابان، وإن الجزائر أمام خيارين الدخول في مفاوضات مع الخاطفين أو إعدامهم بالمصنع».
وبينما يصر الخاطفون على أنهم كانوا يحتجزون 41 رهينة غربية وأن 34 منهم قتلوا في هجوم شنه الجيش الجزائري أمس، ليبقى لديهم 7 رهائن فقط، تقول التصريحات الرسمية الجزائرية إن عدد الرهائن الأجانب بلغ 132 رهينة وإن الجيش تمكن من تحرير 100 منهم حتى مساء الجمعة.
وبحسب مصدر أمني جزائري فقد قُتل 12 رهينة بينهم أجانب و18 من الخاطفين خلال عملية تحرير الرهائن الخميس الماضي. تمكنت القوات الخاصة الجزائرية، الليلة قبل الماضية، من تحرير 7 رهائن محتجزين بمصنع الغاز في عين أميناس، كلهم على قيد الحياة، وبينهم رهائن من جنسيات يابانية وأيرلندية وهندية، نقلاً عن صحيفة «الشروق» الجزائرية، أمس السبت. وأضافت الصحيفة أن الإرهابيين ما زالوا متحصنين داخل مصنع الغاز، فيما تتواصل العملية العسكرية للجيش الجزائري لتحرير بقية الرهائن المحتجزين والقضاء على المختطفين.
الناتو على الخط
و كانت الجزائر رفضت طلبا لحلف الناتو لمساعدتها في تحرير الرهائن المحتجزين من طرف «جماعة الموقعون بالدماء» بمنطقة تڤنتورين في عين أميناس بولاية إيليزي وفق ما قاله مصدر أمني رفيع المستوى لصحيفة «الشروق»الجزائرية الصادرة أمس.
وذكر نفس المصدر أن السلطات الجزائرية لم تبد موافقتها على الطلب، في حين طلبت أمريكا من الجزائر السماح لها بنقل رعاياها الناجين من الهجوم على متن طائرة خاصة.
وحسب نفس المصدر، فإن المصالح المختصة كان هدفها من السيطرة على الوضع ميدانيا في قاعدة الحياة مبكرا لتحرير الرهائن وتجنب كارثة محتملة بمجمع الغاز بالمنطقة الصحراوية المذكورة، مشيرا أنه من مصلحة الجزائر عدم تعرض الرهائن للأذى، لكن الجماعة الإرهابية حاولت الفرار بهم من قاعدة الحياة نحو المجمع الغازي لتفجير المكان، وهو ما كان ينبغي التصدي له بسرعة.