أعلن المهرجان الوطني للفيلم المغربي بطنجة عن قائمة أفلام مسابقتي الفيلم القصير والطويل للدورة الرابعة عشرة من المهرجان التي ستنتظم من 1 إلى 9فيفري القادم وتضم القائمة 21 فيلما طويلا مقابل 23 العام المنقضي، ويفسر البعض هذا التراجع بسبب اعتماد قوانين جديدة عطلت آلية التسبقة على المداخيل avance sur recette التي يعتمدها المركز السينمائي المغربي في دعم صناعة الفيلم المغربي ، واللافت للنظر أن عشرة أفلام من بين 21 المتنافسة هي العمل الأول لمخرجيها من بينهم أنور المعتصم ب"فجر 19 فبراير" ومحمد العبودي ب"نساء بلا هوية" الذي شارك في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي وأثار جدلا واسعا بسبب جرأته في تناول وضعية المرأة في المغرب بعيدا عن القوالب الجاهزة ، ويعرض في ذات الإطار فيلم" ملاك" لعبد السلام الكلاعي(مخرج يتنقل بكرسي متحرك، وأنجز عدة أفلام قصيرة قبل توقيع شريطه الطويل الأول) الذي تم انتقاؤه في قسم "نبضة قلب" في الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ويروي الفيلم قصة "ملاك" ذات السبعة عشر ربيعا التي تتابع دراستها الثانوية فتجد نفسها حاملا ومضطرة إلى مغادرة بيت أسرتها، لتواجه وحيدة مجتمعا قاسيا تعتمل فيه آليات عدة للاستغلال والتهميش. الفيلم حكاية هروب وفي نفس الآن حكاية تعلم ونضح واقعية جدا ومصاغة في بناء سردي مركب يمزج بين الأزمنة وينتقل بين أماكن الأحداث ليجعل المتلقي مساهما في عملية إعادة البناء لحكاية متشظية تعكس واقعا عنيفا. كما يعرض من برمجة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش كل من "طنجاوي" لمومن السميحي و"البايرة" لمحمد عبد الرحمان التازي وهما من "كبار" السينمائيين المغاربة وفي برنامج الدورة 14 لمهرجان الوطني للفيلم شريط "زيرو" لنور الدين لخماري "ويا خيل الله" لنبيل عيوش، ويصنف هذان المخرجان المثيران للجدل كل بأسلوبه على أنهما من جيل طنجة 1995 وقد لفت نبيل عيوش الأنظار إليه قبل أكثر من عشر سنوات بفيلم"علي زاوا" أما نور الدين لخماري القادم من مدينة "آسفي" فأدار الرقاب ب"كازانيقرا" قبل أن يقدم"زيرو" ثاني أفلامه في إطار ثلاثية يعتزم إنجازها عن مدينة الدارالبيضاء . أما في مسابقة الأفلام القصيرة فقد شاهدت لجنة الاختيار 45 فيلما انتقت منها أربعة عشر فيلما وكانت اللجنة ترأستها السينمائية نرجس النجار التي تلقب في المغرب بالمخرجة المتمرّدة، بسبب ملامستها المناطق المحرّمة والتابوهات في أفلامها، لكنّ البعض يشبّهها بنظيرتها المصرية إيناس الدغيدي للإشارة إلى افتقار أفلامها إلى العمق لمصلحة الجانب الفضائحي. أما هي، فترفض لعبة المقارنات، وتكتفي بالقول إنّها مخرجة ترفض كل أنواع القيود التي تحدّ من الحرية. ما يأخذها حكماً إلى النبش في المحظورات التي تحيط بقضايا المرأة المغربيّة. و بعد «انهض يا مغرب»، و«العيون الجافة» قدمت شريطها «عاشقة الريف» المقتبس عن رواية والدتها الكاتبة المغربية الفرنكوفونية نفيسة السباعي «نساء في صمت»، ما يجعله عملاً عائلياً بامتياز.