لا أعرف لماذا كلّما رأيت حال نخبتنا السياسية معارضةً وحكومة، أدركتُ لماذا تونس مكلومة وتخنقني العَبَرات لل«قَرْجومة». وفي محاولة لتطبيق شهوة«كثر الهمّ يضحّك» حتى لا أبدو مقهورة، استحضر كلمة عادل إمام المشهورة: «انْتَشِروا!». نعم هم انتَشَروا، لكن لا للعمل و العَرَق ، انتَشَروا على الكراسي لا بالمشاريع في كل «حُومَة»، تَوزّعوا وفاضوا على المنابر لتبادل الشتائم والغمز واللمز والضرب تحت الحزام. تونس تئنّ، وهذا حرام فمَن مِنكم عليها يَحِنّ؟ ألم تمجّوا آذاننا قبل الانتخابات بعسل الكلام :هي أمّنا نفديها أيام المحن؟. آن لي اليوم أنْ أصيح فيكم «انتشِروا» هذه المَرّة في مشاكل ومشاغل البسطاء واغطسوا فيها حتى «للكرومة»، فهذه ملامسةٌ أولى ب«المِسْحة» حتى لا تأتيكم مِنْ حيث لا تتوقعون ضربة ب «القادومَة»!